تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«القلب» في يومه العالمي.. كيف توصل المصريون القدماء لمركز الانفعال وكلام القلب الداخلي؟ | صور
اعتبر المصريون القدماء أن القلب مركز الانفعال، وربما هذه النظرية هي التى منعتهم من فصل القلب في التحنيط فتركوه متصلًا بأوعيته الدموية، ويؤكد الطبيب والأثري العلامة حسن كمال باشا في مؤلفه الطب عند المصريين القدماء، أن توصل القدماء للأوعية الدموية فلا زالت محل نقاش، مضيفا أن إشارة القلب تنطق آب وتمثل قلب ثور لا قلب آدمي، كذلك إشارة الحلق مع الرقبة تمثل الثور كذلك الرحم يمثل رحم بقرة؛ حيث كانت معرفة المصرية بالتحنيط على الحيوان أسبق منها على الإنسان.
في مشاهد النقوش الفرعونية يتمثل للمشاهد رمز المحكمة؛ حيث يوضع القلب في ميزان وفى الكفة الأخرى توضع ريشة ماعت آلهة الحق والصدق والعدالة عند الفراعنة، فإن خفت موازينه يكون مصيره النعيم، وأن ثقلت يكون مصيره الجحيم والعذاب، كما اعتقد الفراعنة في محاكمة الروح، ويقول المؤرخ والأثري فرنسيس أمين لــ«بوابة الأهرام» إن المصريين القدماء نظروا للقلب أنه كينونة الإنسان وضميره كانوا ينظرون أن اتساع القلب هو السعادة وضيقه هو الحزن والكآبة وقد خصص المصريون القدماء للقلب فصل في كتاب المتوفى يتحدث إليه ويترجاه ويستعطفه قائلا «ياقلبي يابن أمى أنت عضو جسدي لا تقف شاهدا ضدى أمام القضاه العدول» وكان للقلب تميمة من التمائم تعويذة، وتميمة القلب فى مصر القديمة هى إناء وهذا مايقوله الطب إن القلب وعاء الدم.
ويوضح فرنسيس أمين، أن المصري القديم كان يضع القلب فى كل شىء فى كلامه؛ حيث هو رمز الضمير والأحاسيس والانفعالات، كما كان يضع كلمة القلب فى كل التعبيرات التى يعاقب الإنسان عليها، منها انتزاع قلبه الشرير، وفى الأساطير الدينية للقدماء أن الإله بتاح حين خلق الخلق ضمن اعتقاداتهم كان يتحدث مع قلبه حيث لسان القلب هو الرغبة واللسان هو الفعل ترجمها لسانه قوة الكلمة ، مؤكدا أن المؤرخين كانوا يظنون أن الطب فى مصر القديمة كان أقرب للسحر منه ولكن حين تم فحص البرديات الطبية تأكد العالم أن أسس الطب فى مصر القديمة هى أسس علمية سلمية، بل ظهر أن عقاقيرهم وأدويتهم سليمة ومازالت تستعمل حتى الآن ،وأضاف أن الفراعنة نظروا للقلب بأنه هو مركز الأوعية الدموية، حيث قالوا أن الأوعية منتشرة فى جميع أجزاء الجسم وأن نبضها دليل عليها، وقالوا إن النبض هو كلام القلب الداخلي لذا حاولوا فى علاجهم تبردة الأوعية وتجديدها كى تستمر حياة الإنسان، وفى اللغة الهيروغليفية 100 اسم تشريحي للإنسان، مما يدل على براعة المصريين القدماء فى التمييز بين أجزاء الجسم.
كان المصريون القدماء يؤمنون أن الطعام الزائد خطر على القلب والأمعاء والكبد، ويوضح حسن كمال باشا فى كتابه، أنهم قد عرفوا الدم بأنه سائل أحمر يتجلط بعد فترة ولم يتعرفوا على كرياته الحمراء ولا البيضاء ولا صفيحاته، كما أنه لم يرد معرفتهم بصمامات القلب ولا سير الدم فى الأوردة لقد كان هذا صعب بالنسبة لهم لعدم وجود أجهزة متقدمة فهناك شبكة دققة من الأعصاب وعصب كبير اسمه العصب المتحير يتحكمان فى انقباض القلب وانبساطه، وهناك تيار كهربائي ثابت فى القلب يمكن تسجيله بآلة خاصة، وللقلب حركة وأصوات تسمع بالمسماع قالوا عنها أنها كلام القلب وهذا الكلام يمكن تسجيله الآن فى عصرنا الحالي كما تسمع الأغاني، حيث عرف المصريون القدماء النبض وعلاقته بالجسم وسموه كلام القلب الداخلي.
توصل الفراعنة لأمراض القلب، حيث وجدت فى قرطاس إيبرس، وقرطاس برلين، وقرطاس أدوين سميث، بالإضافة لبرديات طبية متعددة ويقول فرنسيس أمين، أن أغلب البرديات مكتوبة على أسماء مكتشفيها أو من قاموا بشرائها قديما من الأجانب، مؤكدا أنه وفقًا لجورج ريزنر أحد الأثريين الذين عملوا بقرية الدير بقنا بصعيد مصر، فقد تم استلام بردية هيرست عام 1901 من مزارع بسيط أراد أخذ السماد كعادته من المنطقة الأثرية، وقد سُميتالبردية الطبية باسم فيبي هيرست (والدة ويليام راندولف هيرست، رئيس البعثة التي مولت الكثير من تلك الحملة التي اقامتها جامعة كاليفورنيا فى القرية، وقد كانت البردية تنتمى إلى الأسرة الثامنة عشر في مصر، في وقت قريب من عهد الملك تحتمس الثالث، ويُعتقد أن النص قد تم تأليفه سابقًا من خلال المملكة الوسطى منذ حوالي عام 2000 قبل الميلاد، واعتبارا من 2007، فقد تم حفظها في مكتبة بانكروفت، جامعة كاليفورنيا.
وظهر لأول مرة مصطلح حركة القلب وكلامه الداخلى من خلال نظريات الطب الفرعونية ، ويؤكد حسن كمال باشا ، أنه ينسب إلى هيروفليوس السكندري 300 قبل الميلاد ، توصله إلى عد النبض ولم يكن مصادفة فى مصر التى عرفت استعمال الساعات المائية فى عد النبض، والمعروف عن هيروفليوس السكندري وهو طبيب مستقل أنه كاد أن يتوصل لاكتشاف الدورة الدموية حيث كان يؤكد أن النبض نتيجة قوة القلب وحركته، وقد عاش فى مصر التى كانت تعتبر أن القلب قوة مركزية لذا لم تكن معلوماته عن القلب مصادفته، وقد ورد فى قرطاس إيبرس مبدأ سر الطبيب معرفة حركة القلب والحركة تشمل الأنبساط والانقباض.
ويحتفل العالم فى 29 سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للقلب، حيث يتم الاحتفال به منذ عام 2000 وذلك لتنبه العالم أن أمراض القلب والأوعية الدموية هى سبب الوفاة فى أنحاء العالم، ويقوم الاتحاد العالمى للقلب هو المنظم لهذا الاحتفال وذلك بهدف تمكين المواطنين من جميع أنحاء العالم للوصول إلى المعلومات الأساسية والرعاية والعلاج من أجل الحفاظ على سلامة أنفسهم والاهتمام بصحتهم.
نقوش فرعونية وبرديات الطب عند المصري القديم
نقوش فرعونية وبرديات الطب عند المصري القديم
نقوش فرعونية وبرديات الطب عند المصري القديم
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية