يحمل الشاب محمد 28 سنة ثمار التين الشوكي على برويطة، يلف شوارع مدينة قنا بصعيد مصر، مستخدمًا السكين لنزع القشرة ذات الأشواك، والأكياس لوضع ثمار التين لمن يشتري.

 يؤكد محمد أنه يخوض رحلة طويلة لجلب التين الشوكي المعشوق للأهالي، مؤكدا أنه لا يعرف سلالات التين الشوكي، بقدر ما يعرف أن التين الشوكي في صحاري مصر هو الأجود.

 يقول محمد لــ"بوابة الأهرام " إن ثمن العداية (القفص) من المزارع يقدر مابين 50 لـ 60 جنيها، مؤكدا أن أفضل التين الشوكي المزروع في الوادي الجديد وفى البحيرة، فكلما كان التين الشوكي يزرع في الأرض الرملية كلما كان جيدا، مضيفا أن ثمار التين الشوكي ترتبط بالصيف لأنها من المرطبات، حيث تنضج  من شهر يونيو حتى أواخر أغسطس.

في الدراسات الزراعية العلمية الموثقة توجد سلالتان من التين الشوكي، وهما: السلالة الشامية، المنتشرة في جميع أنحاء مصر ، وتتميز بلون لحم أصفر أو أبيض مصفر وحجمها متوسط، والنوع الثاني الفراولة، وهى متوسطة حمراء الثمرة؛ بالإضافة لأصناف أخري أدخلتها مصر.

وتعتبر زراعة التين الشوكي من الزراعات ذات العائد الاقتصادي، وتكلفة إنتاجه قليلة ويتحمل ظروف البيئة والمناخ، وتجود زراعته في الأراضي الرملية والصحراوية، فهو لا يحتاج لمياه كثيرة، وتؤكد وزارة الزراعة أن كمية الإنتاج في مصر تصل من التين الشوكي ما بين 15 طن لـ 22 طن، ويعطى النبات الثمر في عمر 15 سنة.

بدورهم، يؤكد المؤرخون أن التين الشوكي والذي يستخرج منه أغلى زيت في العالم في عصرنا الحالي، موطنه الأصلي أمريكا الشمالية، وقد انتشر في العالم منذ القرن السادس عشر، كما له مُسميات عدة في الوطن العربي، ففي سوريا والعراق يطلق عليه الصبار، وفى فلسطين والأردن الصبر، وفى تونس وليبيا الهندي، وفى الجزائر يُطلق عليه الهندي وكرموس النصارى، وفى المغرب الكرموس ، والهندي والزعبول، وفى اليمن البلس، وفى المملكة العربية السعودية البرشومي، وفى مصر التين الشوكي.

 وتتم الاستفادة من التين الشوكي كفاكهة وصناعة حيث تصنع منه مربات واستخراج زيت الصبار عفت مصر التين البلدي منذ أقدم العصور، وكان التين الشوكي من ضمن النباتات التي تم جلبها لزراعتها في حدائق محمد على باشا ونجله إبراهيم باشا.

 ويؤكد أحمد الحتة في كتابة "تاريخ الزراعة في عهد محمد على باشا، إن من أهم النتائج الزراعية التي أجريت في مصر هو تحسن النباتات الأهلية المصرية وتأقلم النباتات الأجنبية، حيث تم جلب الجوافة، وشجرة التوت، وفلفل مالطة، ولسان العصفورة، والصنوبر، والبرتقال، والبقم الهندي، والعنب الأوربي، وشجرة كف مريم، والزنجبيل وغيرها من الفواكه والأشجار التي نجحت زراعتها في مصر، والتين الشوكي هو نبات صحراوي من فصيلة الصبار يتحمل في زراعته التربة الصحراوية الجافة قليلة مياه الري، وله خواص تجعله يحتفظ بكمية من السوائل تساعده على استمرار النمو في ظروف الجفاف القاسية، و يستخدم في زراعته كسياج أو ساتر يصد الرياح، ويحافظ على ثبات الكثبان الرملية في البيئة الصحراوية؛ لذا نجحت زراعته في مصر.