من الإفراط في استخدام الزيت إلى إهمال الألياف، حتى أبسط عادات الطبخ، قد تكون أسبابا لارتفاع الكوليسترول دون أن تشعر. 

الكوليسترول ليس ضارًا بالكامل! يحتاجه جسمنا لبناء الخلايا وإنتاج الهرمونات. لكن عندما ترتفع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بشكل كبير، قد يؤدي ذلك إلى تراكم الترسبات في الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُساهم ارتفاع الكوليسترول في حوالي 4.4 مليون حالة وفاة سنويًا حول العالم.

وبينما تلعب الوراثة ونمط الحياة دورًا، فإن ما يحدث في مطبخك له تأثير أكبر مما تتصور. فالعادات اليومية، بدءًا من كمية الزيت المستخدمة وصولًا إلى عدد مرات القلي أو إهمال الألياف، قد تُساهم دون أن تشعر في ارتفاع الكوليسترول. تعرّف على كيفية اكتشاف هذه الأخطاء وتصحيحها. حسب تقرير نشره موقع "هيلثي شوتس".

فيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند التعامل مع ارتفاع نسبة الكوليسترول:

1. استخدام كمية كبيرة من الزيت أو الزبدة
قد تبدو رشة من الزيت غير ضارة، لكن الإفراط فيها سهل. فبينما تُعدّ الدهون الصحية، كزيت الزيتون، مفيدة باعتدال، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية المتناولة، ومع مرور الوقت، إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL).

كما يُنصح بالحد من استخدام الزبدة والسمن، الغنيين بالدهون المشبعة . بدلاً من سكب الزيت مباشرة من الزجاجة، استخدم ملعقة لقياسه أو بخاخًا. اختر أنواعًا صحية للقلب، كزيت الزيتون أو الكانولا أو الأفوكادو، للطهو اليومي.

2. قلي الطعام بشكل متكرر
تُعدّ الوجبات الخفيفة المقرمشة والمقلية مغرية، لكنها من أبرز أسباب ارتفاع الكوليسترول. فالقلي لا يزيد من محتوى الدهون في الطعام فحسب، بل يُنتج أيضاً الدهون المتحولة، وهي نوع من الدهون يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب.

وتقول أخصائية التغذية فيدي تشاولا إن تناول الأطعمة المقلية من حين لآخر قد يؤثر أيضاً على مستويات الدهون في الدم. أما الخبز أو القلي الهوائي أو الشواء فهي بدائل صحية تحافظ على النكهة دون زيادة الدهون.

3. تجنب المكونات الغنية بالألياف
لا تقتصر فوائد الألياف على الحفاظ على صحة الأمعاء فحسب، بل تلعب دورًا هامًا في خفض الكوليسترول. توضح مايو كلينك أن الألياف القابلة للذوبان تقلل من امتصاص الكوليسترول الضار (LDL) في مجرى الدم. وتُعد أطعمة مثل الشوفان والفاصوليا والكرنب والتفاح والكمثرى خيارات ممتازة.

وقد وجدت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن تناول 10 غرامات إضافية من الألياف الغذائية يوميًا يقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 17%. وهذا يُظهر أهمية الألياف في تحسين صحة القلب.

4. الإفراط في استخدام الملح والسكر
قد يؤدي الإفراط في تناول الملح والسكر إلى اضطراب عملية الأيض. يرتبط ارتفاع استهلاك الملح بارتفاع ضغط الدم، مما يُفاقم مشاكل القلب، بينما يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وهو عامل خطر آخر لمشاكل الكوليسترول.

وتشير منشورات هارفارد الصحية إلى وجود سكريات خفية في بعض الأطعمة التي قد لا تتوقعها، مثل الخبز والحساء والصلصات وتتبيلات السلطة. ينصح تشاولا بقراءة الملصقات الغذائية بعناية واختيار المنتجات غير المحلاة أو قليلة الصوديوم كلما أمكن ذلك.

5. تخزين بقايا الطعام في أوعية زيتية أو دهنية 
إعادة تسخين الطعام المخزن في أوعية زيتية أو دهنية قد يزيد من تناول الدهون المؤكسدة، وهي ضارة بالشرايين. عندما يبرد الطعام، تتصلب الدهون، وإعادة استخدام الزيت نفسه مرارًا وتكرارًا يزيد من سوء جودته.

لذا، يُنصح بتخزين بقايا الطعام في أوعية زجاجية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ، وتجنب إعادة قلي الطعام في الزيت القديم، فهو أحد الأسباب الخفية لارتفاع الكوليسترول .

6. تجاهل التحكم في كمية الطعام
حتى الأطعمة الصحية قد ترفع نسبة الكوليسترول عند الإفراط في تناولها. يقلل الكثيرون من تقدير أحجام الحصص الغذائية، خاصةً عند تناول وجبات منزلية الصنع. تؤدي الحصص الكبيرة إلى زيادة السعرات الحرارية المتناولة، مما يرفع بدوره مستويات الدهون الثلاثية.

استخدام أطباق أصغر، وتقديم حصص معتدلة في البداية، وتناول الطعام بانتباه، كلها أمور تساعدك على التحكم بشكل أفضل في كمية الطعام التي تتناولها.

7. الاعتماد على الصلصات والتتبيلات المصنعة
قد تبدو زجاجات الصلصات والتتبيلات الجاهزة الملونة مريحة. ومع ذلك، غالبًا ما تكون محملة بالدهون غير الصحية والصوديوم والسكريات المضافة، وهو مزيج يمكن أن يرفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية لديك بمرور الوقت.

بدلاً من ذلك، اختر النسخ المنزلية المصنوعة من مكونات صحية للقلب. استخدم الزبادي اليوناني وزيت الزيتون وعصير الليمون والأعشاب كأساس؛ فهي طازجة ولذيذة وخالية من الإضافات.

احرص على تجنب هذه الأخطاء للحفاظ على مستويات الكوليسترول الصحية.