جميعنا يواجه أحيانًا صعوبة في تذكر كلمة، ونشعر أنها على وشك أن تفلت من لساننا، لكننا لم نستطع التقاطها، وهذه الحالة، المعروفة باسم "طرف اللسان"، مألوفة للكثيرين، ويصاحبها شعور مزعج بأنك على وشك التذكر، لكن هذا الانطباع خادع.

ما الذي يدور في الدماغ في تلك اللحظة؟
وفقًا لموقع «naukatv» الروسي، تساعدنا الأبحاث في مجال علم الأعصاب الإدراكي على فهم آلية عمل الذاكرة وأسباب فشلها أحيانًا، وفيما يلي أهم التفاصيل:-

على طرف اللسان
تحدث حالة "سأتذكر" عندما ينجح الدماغ في إيجاد معنى كلمة ما معناها المعجمي ولكنه يعجز عن نطقها، أي استخلاص شكلها الصوتي، على سبيل المثال، قد تتخيل بوضوح حيوانًا طويل العنق يعيش في السافانا، لكن كلمة "زرافة" ترفض بعناد أن تخطر ببالك.

وعندما نتذكر كلمة، فإنها تتبع مسارًا غير مباشر: أولًا، ينتقل الدماغ إلى الذاكرة الدلالية (المعنى)، ثم إلى الذاكرة الصوتية (الشكل الصوتي)، وفي حالة "طرف اللسان"، ينقطع الاتصال بين هاتين المرحلتين مؤقتًا.

ماذا يحدث في الدماغ؟
عندما تذكر كلمة ما، تنشط عدة مناطق من الدماغ في آنٍ واحد، وتُظهر دراسات التصوير العصبي أن القشرة الحزامية الأمامية، والقشرة الجبهية الأمامية، والجزيرة، كلها مناطق متأثرة كجزء من الشبكة المسؤولة عن التحكم المعرفي، وتلعب القشرة الحزامية الأمامية والقشرة الجبهية أدوارًا تكميلية في استرجاع الكلمات.

الشيخوخة ليست فرحة
من المثير للاهتمام أن تجربة العثور على كلمة على طرف لسانك المحبطة تزداد مع التقدم في السن، وهناك تفسير مقنع: تميل أجزاء الدماغ المسؤولة عن استرجاع الكلمات وخاصة القشرة الحزامية الأمامية والجزيرة إلى الضمور مع مرور الوقت، ونتيجة لذلك، تصبح هذه الأجزاء أقل كفاءة، كمكتبة كانت مثالية في السابق، حيث تركها القراء المهملون، الذين يعيدون الكتب، مرتبة عشوائيًا، ونتيجة لذلك، يصبح العثور على المجلد المناسب، أو في هذه الحالة، الكلمة المناسبة، أكثر صعوبة.

تشير الأبحاث إلى أن نشاط الجزيرة لدى كبار السن يقل أثناء البحث عن الكلمات، مما يُضعف القدرة على تجميع العناصر الصوتية للكلمات، مما يزيد من تكرار حالة "طرف اللسان".

أمر طبيعي
على الرغم من ازدياد وتيرة هذه الظاهرة مع التقدم في السن، إلا أنها طبيعية تمامًا، فهي تُبرز تعقيد الدماغ، مُثبتةً أن حتى المهام التي تبدو بسيطة مثل البحث عن الكلمات تعتمد على العمل المُنسّق لمناطق مُتعددة.

في المرة القادمة التي تجد فيها كلمة على طرف لسانك، لا تقلق، عقلك يلعب معك لعبة الغميضة، وستجدها قريبًا على الأرجح.