ليست مجرد حلوى... بل قصة من عبق التاريخ، تتناقلها الأجيال وتنتظرها البيوت كل عام في يوم العاشر من المحرم. إنّه طبق العاشوراء، الحلوى الشعبية التي تجمع بين البساطة والبركة، ويُقال إنها تعود إلى أزمنة بعيدة ارتبطت بالنجاة، والصبر، والاحتفال بالخير.

** لماذا سُمّي طبق "العاشوراء" بهذا الاسم؟

سُمّيت "العاشوراء" نسبة إلى يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر المحرّم، أول شهور السنة الهجرية.
ويُقال إن هذا اليوم له مكانة عظيمة في التاريخ الديني، ففيه نجا النبي موسى عليه السلام وقومه من فرعون، فصام النبي محمد ﷺ هذا اليوم شكرًا لله، واستحبّ للمسلمين صيامه.

وبحسب روايات تاريخية، فإن النساء في بعض الثقافات كنّ يطهين هذا الطبق كنوع من الشكر والاحتفال، وقد اشتهرت الوصفة في البلاد العربية، خاصة مصر وبلاد الشام وتركيا، وأصبحت جزءًا من طقوس إحياء هذا اليوم.

** مكونات طبق العاشوراء (الطريقة المصرية التقليدية):

المكونات:

1 كوب قمح مقشور (قمح حبّ)

1 لتر ماء لسلق القمح

1 لتر لبن (حليب)

3 ملاعق كبيرة نشا (مذابة في نصف كوب لبن بارد)

1/2 كوب سكر (أو حسب الرغبة)

1/2 ملعقة صغيرة فانيليا أو ماء ورد

مكسرات للتزيين (جوز هند، زبيب، بندق، فستق، لوز)

** طريقة التحضير:

1. نقع القمح:

يُغسل القمح جيدًا، ثم يُنقع في الماء لمدة 6–8 ساعات أو طوال الليل.

2. سلق القمح:

يُوضع القمح مع الماء في قدر على نار هادئة، ويُترك حتى ينضج تمامًا ويطرى (قد يستغرق حوالي ساعة).

3. إضافة اللبن:

بعد نضج القمح، يُضاف اللبن ويُترك ليغلي مع التقليب.

4. إضافة السكر والنشا:

يُضاف السكر ويُقلّب حتى يذوب.

تُضاف النشا المذابة مع التقليب المستمر حتى تتماسك العاشوراء قليلًا.

5. النكهة:

تُضاف الفانيليا أو ماء الورد في نهاية الطهي لمزيد من الطعم المميز.

6. التقديم:

تُصب العاشوراء في أطباق صغيرة وتُترك لتبرد.

تُزيّن بالمكسرات حسب الرغبة.

** نصائح ذهبية لنجاح العاشوراء:

طراوة القمح: تأكدي من أن القمح ناضج تمامًا قبل إضافة اللبن. يمكنك تذوّقه لتتأكدي من ذلك.

كثافة القوام: لا تجعلي العاشوراء سائلة جدًا؛ ضعي كمية نشا كافية لتصبح القوام كريميًّا لكن غير متماسك بقوة.

السكر حسب الذوق: البعض يفضلها معتدلة في التحلية، فابدئي بنصف كوب ويمكنك زيادته بعد التذوق.

نكهة مميزة: ماء الورد أو المستكة أو الفانيليا تمنح العاشوراء طابعًا عطريًا شرقيًا جميلًا.

التزيين: لا تكتفي بجوز الهند والزبيب فقط؛ امزجي أنواعًا مختلفة من المكسرات ليكون الطبق غنيًّا وشهيًّا.

التقديم باردًا: يفضل تقديم العاشوراء باردة، إذ تتماسك وتبرد النكهات بشكل أفضل.

طبق العاشوراء ليس مجرد حلوى موسمية، بل هو طقس شعبي وديني عريق، تتوارثه الأمهات والجدات، ويُعبّر عن الشكر والرضا والبساطة. في كل ملعقة منه تجدين عبق التاريخ، ودفء البيوت، وكرم المائدة.