ربما لم تسمع من قبل عن أن في جسمك عضوًا آخر يعمل كـ"قلب" ثاني، فقد كشف د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن هناك ما يُعرف في الطب بالقلب الثاني، ومكانه في الساق، وتحديدًا خلف السمانة.

وهذه العضلة القوية، التي ربما لا ننتبه إليها في حياتنا اليومية، تلعب دورًا بالغ الأهمية في ضخ الدم من أوردة الساق إلى القلب، وهو ما يتطلب جهدًا كبيرًا لأن الدم يتحرك بعكس اتجاه الجاذبية، عضلة السمانة تعمل مثل مضخة مساعدة، تدفع الدم كلما تحركنا أو مشينا، وتحافظ على انتظام الدورة الدموية، لكن حينما تضعف هذه العضلة، تبدأ المشاكل الصحية في التسلل بصمت.

 

يوضح د. عماد أن ضعف أداء عضلات السمانة يؤدي إلى تراكم الدم في الأوردة، ما قد يتسبب في ظهور أعراض مثل الدوالي، وتورم القدم، والتنميل، والشعور بالإرهاق والثقل في الساقين، وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى الإصابة بجلطات وريدية.

والأغرب من ذلك، أن ضعف هذه العضلة قد يؤدي أيضًا إلى انخفاض معدل الحرق في الجسم، مما يصعّب فقدان الوزن، بل وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، هذا يعني أن هذه العضلة ليست مسؤولة فقط عن الحركة، بل تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في عملية التمثيل الغذائي وصحة القلب.

ويجب العلم بأن أحد أخطر أعداء عضلة السمانة هو الجلوس لفترات طويلة، القعود المستمر، سواء في العمل أو في المنزل، يؤدي إلى تعطيل عمل "القلب الثاني"، ويضعف الدورة الدموية بمرور الوقت. لذلك، فإن أبسط حل يمكن أن يحدث فرقًا هائلًا في صحتك، هو تخصيص 30 دقيقة فقط للمشي يوميًا.

والمشي يساعد على تنشيط عضلات الساق، ويعيد تشغيل هذه المنظومة الذكية داخل جسمك، مما ينعكس إيجابًا على صحتك العامة، كما أن التوقف كل نصف ساعة للتحرك قليلًا، حتى وإن كنت تعمل جالسًا، يمكنه أن يمنع العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بخمول الدورة الدموية.