هل تساءلت يومًا لماذا يبدو الأشخاص الذين يعيشون في علاقات صحية أو يتمتعون بروابط قوية مع الأصدقاء والعائلة أكثر سعادة؟ 

هذه الروابط والعلاقات ليست مجرد مصدر للفرح، بل يمكنها أن تغذي الصحة العامة، وتعزز إفراز هرمونات السعادة، وتؤثر إيجابيًا على الجسم.

ووفقًا للدكتور مارك هايمان، الطبيب الأمريكي والمؤلف الشهير، فإن التواصل الإنساني، سواء كان رومانسيًا، عائليًا، أو حتى أفلاطونيًا، له تأثيرات مدهشة على بيولوجيا الإنسان، وذلك بحسب تايمز أوف إنديا. 

يقول الدكتور هايمان: "الوجود في علاقة حب أو جزء من مجتمع داعم يمكن أن ينشط الجينات المسؤولة عن إصلاح الجسم، يقلل الالتهابات، ويطيل العمر، هذا المجال المثير للاهتمام، المعروف بـ علم الجينات الاجتماعية (Sociogenomics)، يثبت أن الارتباط ليس عاطفيًا فقط، بل بيولوجيًا أيضًا".

كيف يؤثر الحب على الجسم؟

عندما تشعر بالحب أو تنشئ روابط قوية مع شخص ما، يفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الأوكسيتوسين، الدوبامين، والسيروتونين.

الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون الحب، يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الثقة والترابط الاجتماعي والحميمية، زيادة مستويات هذا الهرمون يمكن أن تخفض ضغط الدم، تقلل من التوتر، وتحسن صحة القلب.

الدوبامين والسيروتونين، يرتبطان بالسعادة والرفاهية العامة، مما يجعل قضاء وقت مع الأحباء يحسن المزاج ويمنح شعورًا بالرضا عن الحياة.

فوائد اجتماعية وصحية مثبتة

تحسين المناعة:
أشارت الدراسات إلى أن الأفراد الذين يحافظون على روابط اجتماعية قوية أقل عرضة للإصابة بالأمراض، الحب والدعم يعززان الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر مقاومة للعدوى.

صحة قلبية أفضل:
الأشخاص في علاقات صحية لديهم معدلات أقل من أمراض القلب، حيث إن الدعم العاطفي وتقليل التوتر يساهمان في حماية القلب.

التئام أسرع للجروح:

العلاقات الإيجابية تقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي قد تؤخر عمليات شفاء الجسم.

الفوائد النفسية للحب والروابط الاجتماعية

عمر أطول:
الأفراد الذين يتمتعون بروابط اجتماعية قوية يميلون إلى العيش لفترة أطول.

تقليل العزلة:
الأشخاص المحاطون بأفراد إيجابيين يشعرون بانخفاض مشاعر الوحدة والعزلة، مما يحسن الصحة النفسية.

تقليل القلق والاكتئاب:
العلاقات الصحية والروابط القوية تقلل من احتمالات الإصابة بالقلق والاكتئاب.

كيف تبني روابط قوية؟
لا تحتاج إلى القيام بإيماءات كبيرة، فالأفعال البسيطة يمكن أن تكون فعّالة. مثل:

الانخراط في محادثات ذات مغزى.
إرسال رسائل نصية مدروسة.
قضاء وقت ممتع مع من تحبهم.

الحب والروابط الاجتماعية ليست مجرد تجربة عاطفية، بل هي قوة بيولوجية يمكنها تحسين صحتك الجسدية والنفسية وزيادة عمرك، لذلك احرص على بناء علاقات إيجابية وشارك اللحظات الجميلة مع من حولك لتحقيق حياة أطول وأكثر سعادة.