تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > بوابة أخبار اليوم : حنجرة شيرين عبد الوهاب خارج الخدمة
source icon

بوابة أخبار اليوم

.

زيارة الموقع

حنجرة شيرين عبد الوهاب خارج الخدمة

لم يكن ختام مهرجان «موازين» المغربي حدثًا عاديًا هذا العام، بعدما أطلت شيرين عبد الوهاب على جمهورها بأداء وصفه البعض بـ«المزيف»، مستخدمة صيغة «البلاي باك»، أي الأغاني المسجلة التى ترافقها فقط بحركة شفاه أو غناء.

الصدمة لم تكن فقط في استخدام التقنية، بل فى أن من قامت بها هى شيرين، صاحبة الحنجرة الذهبية، التى طالما اعتمدت على الصوت الحى في كل ظهورها.

◄ عودة البلاي باك

غضب الجمهور لم يكن بسبب التقنية وحدها، بل لأن محبي شيرين لطالما تغاضوا عن أزماتها الشخصية والفنية فى مقابل صوتها النقى وأدائها الصادق. ولكن حين غابت «الروح» على المسرح، شعر كثيرون بأنهم تعرضوا للخداع. انتقادات لاذعة اجتاحت مواقع التواصل، تخللها دفاع مستميت من جمهورها، ووسط الضجيج علت أسئلة أعمق.. هل انتهى عصر الغناء الحى؟ وهل أصبحنا في زمن الواجهة الصوتية لا الموهبة الحقيقية؟

لم تكن شيرين عبد الوهاب تعلم أن مشاركتها فى ختام مهرجان «موازين» المغربى ستفتح النار مجددًا على ظاهرة «البلاى باك»، بعدما ظهرت على المسرح تحرك شفتيها على أنغام أغنية مسجلة، فى فقرة بدت للجمهور كأنها عرض صورى خالٍ من الروح.

ما زاد وقع الصدمة أن صاحبة الحنجرة الذهبية عُرفت بجرأتها الغنائية وقدرتها على الأداء الحى الذى لا يخطئ، ما دفع البعض إلى اعتباره خداعًا للجمهور، بينما رأى آخرون أنها كبوة عابرة لا تستحق هذا الهجوم.

شيرين ليست أول من استخدم البلاى باك، ولكن هناك مطربون غنوا بـ«البلاى باك» وأثاروا الجدل، مثل إليسا التى تعد من أكثر الفنانات استخدامًا له، خصوصًا فى المهرجانات الضخمة، وبررت ذلك أحيانًا بضعف الإمكانيات التقنية أو لضمان جودة الصوت، وهيفاء وهبي التى تعتمد على الاستعراض والرقص، وتعرضت مرارًا لهجوم بسبب ضعف الأداء الصوتى، وهناك محمد رمضان، الذى غالبًا ما يغنى باستخدام «البلاى باك» أو نصف «بلاي باك»، وتقوم حفلاته على الاستعراضات النارية والمؤثرات البصرية.

أما مايا دياب، فقالت فى تصريحات سابقة إن الجمهور «يبحث عن الإبهار لا الطرب»، ما أثار موجة انتقاد، وهناك نانسي عجرم، التى اعترفت باستخدامه لأسباب تنظيمية، لكنها تؤدى أحيانًا مقاطع حيّة لإرضاء الجمهور، وشذا حسون التي تعرضت لهجوم عنيف بعد أدائها باستخدام «البلاى باك»، وكذا الهضبة عمرو دياب، يعتمد هو الآخر أحيانًا على نصف «بلاى باك» فى

◄ الحفلات الخارجية

لم يكن غناء البلاى باك يومًا اختيارًا للفنانين الكبار، بل كان يُنظر إليه باعتباره إهانة للموهبة وتنازلًا عن القدرات الفطرية. ولكن مع نهاية التسعينيات، بدأ هذا الأسلوب يتسلل إلى بعض العروض الخاصة فى الملاهى الليلية وسهرات الفنادق، وفقًا لما أكده على عبد الفتاح، مدير المحتوى الموسيقى في «مزيكا»، الذى واكب نجوما مثل عمرو دياب ووردة ومحمد منير.

يرى منتجون فنيون أن الظاهرة ترتبط بما يسمى «شيخوخة الأصوات المبكرة»، فقلة اللياقة الجسدية والاضطرابات النفسية أثرت على قدرات بعض النجوم. ولتجاوز هذه العقبات، يعتمد بعضهم على «نصف بلاى باك»، بينما يراهن آخرون على أجهزة صوتية متطورة تُظهرهم بأفضل صورة.

بينما يحافظ فنانون مثل حماقي ودياب على جودة أدائهم عبر التكنولوجيا، يفضل آخرون، أمثال مدحت صالح وعلى الحجار، الأداء الحى، حيث تتفجر طاقاتهم على المسرح بصورة تفوق التسجيلات. أما شيرين، فكانت تنتمى لهذه الفئة، حتى جاءت صدمة «موازين».

«مطربو الفلاشة»، كما يطلق عليهم الجمهور ساخرًا، هم أولئك الذين لا يملكون أدوات الطرب الحقيقى، ويعوضون غياب الصوت بالحضور المسرحى والرقص والإبهار البصري، لكن حتى هذا الجمهور، الذى يصفق للشو، لا يغفر بسهولة حين يشعر بالخداع، خصوصًا إذا كان الفنان من أصحاب الأصوات القوية.

فالحفلة الغنائية ليست مجرد عرض، بل تجربة شعورية خاصة. والمستمع حين يدفع ثمن التذكرة، ينتظر مفاجآت حية وتفاعلًا بشريًا، لا مجرد نسخ مكررة من أستوديوهات التسجيل.

ما حدث فى «موازين» لا يخص شيرين وحدها، بل يطرح أسئلة عميقة عن مسار الحفلات الغنائية فى مصر والعالم العربى.. هل أصبح الصوت خيارًا ثانويًا؟ هل تتحول الحفلات إلى عروض مرئية بلا طرب؟ وهل سيأتى يوم تُحال فيه المواهب إلى التقاعد الاختيارى، بينما تتولى الأجهزة زمام المسرح؟
السؤال الأخير يظل معلقًا، والجواب رهن بما يقرره الفنانون أولًا، والجمهور ثانيًا، والمشهد الموسيقى بأكمله.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية