تشهد منظومة السفر العالمية تحولًا واسع النطاق مع إعلان عدد من الدول الكبرى، من بينها الولايات المتحدة والبرازيل ودول أوروبية رئيسية، إدخال تغييرات جوهرية على أنظمة التأشيرات وتصاريح السفر اعتبارًا من عام 2026، في خطوة تستهدف تعزيز أمن الحدود، وتبسيط إجراءات الدخول، ودعم السياحة والأعمال.

وتأتي هذه التحولات في إطار توجه عالمي متسارع نحو رقمنة أنظمة الهجرة والسفر، بما يتيح تجربة أكثر سلاسة للمسافرين مع الحفاظ على أعلى مستويات الأمان.

الولايات المتحدة.. إصلاح شامل لتأشيرة  H-1B
أعلنت الولايات المتحدة عن تعديل جذري في نظام تأشيرة H-1B  الخاصة بالعمالة الماهرة، حيث سيتم استبدال نظام القرعة العشوائية بآلية اختيار تعتمد على مستوى الأجور والمؤهلات، بما يمنح الأولوية للكوادر الأعلى مهارة وأجرًا، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والهندسة.

وتهدف هذه الخطوة إلى جذب أفضل الكفاءات عالميًا، ومعالجة المخاوف المتعلقة بشغل وظائف عالية المهارة بعمالة منخفضة الأجور، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل.


البرازيل.. إطلاق نظام التأشيرة الإلكترونية
في خطوة لدعم السياحة، تستعد البرازيل لتطبيق نظام التأشيرة الإلكترونية، بما يسمح للزوار الدوليين بإتمام إجراءات الحصول على التأشيرة عبر الإنترنت دون الحاجة للتوجه إلى القنصليات.
ومن المتوقع أن يسهم النظام الجديد في تقليص فترات الانتظار، وتحفيز تدفقات السياحة الدولية، خاصة مع التوسع في الرحلات المباشرة من مدن عالمية كبرى مثل نيويورك ولندن.

أوروبا والمملكة المتحدة.. أنظمة جديدة لتصاريح السفر المسبقة
تعتزم دول فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، إلى جانب المملكة المتحدة، تطبيق أنظمة جديدة لتصاريح السفر المسبقة للمواطنين القادمين من الدول المعفاة من التأشيرة.
وسيُطلب من المسافرين إلى منطقة شنجن التقديم على نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS)، بينما تطبق المملكة المتحدة تصريح السفر الإلكتروني (ETA)، وذلك قبل السفر، على غرار نظام ESTA الأمريكي.
ويهدف النظامان إلى تسريع إجراءات الدخول، وتعزيز الرقابة الأمنية، وتحسين إدارة الحدود، مع صلاحية تمتد لعدة سنوات للتصريح الواحد.

بلغاريا وتركيا.. تسهيلات جديدة لجذب الرحالة والسياحة
ضمن الاتجاه ذاته، أعلنت بلغاريا عن إطلاق تأشيرة الرحالة الرقميين، التي تتيح الإقامة والعمل عن بُعد لمدة تصل إلى عام، في إطار خطة لجذب المواهب الدولية ودعم الاقتصاد المحلي.
فيما تواصل تركيا توسيع نطاق نظام التأشيرة الإلكترونية ليشمل مزيدًا من الدول، بهدف تعزيز السياحة وحركة الأعمال، وتسهيل دخول الزوار من أوروبا وآسيا والأمريكتين.

حقبة جديدة من السفر العالمي
تمثل هذه التغييرات بداية مرحلة جديدة في إدارة السفر والتنقل الدولي، تعتمد على الحلول الرقمية والتخطيط المسبق، بما يفرض على المسافرين متابعة المتطلبات الجديدة والاستعداد لها قبل السفر.

ويرى خبراء أن عام 2026 سيكون نقطة تحول في أنظمة الهجرة والسفر، مع تحقيق توازن بين تيسير حركة التنقل وتعزيز أمن الدول وحدودها.