أعلنت الحكومة الفرنسية، عن تقديم هدية قدرها 37 مليون جنيه مصري، لدعم أعمال الترميم والتطوير في مجموعة معابد الكرنك بالأقصر.

تأتي هذه الهبة كجزء من التعاون المستمر بين مصر وفرنسا في مجال الآثار، والذي يمتد لأكثر من نصف قرن.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الدعم الذي يساهم في الحفاظ على المواقع الأثرية المصرية للأجيال القادمة.

أعلنت الحكومة المصرية، بالتعاون مع نظيرتها الفرنسية، عن استلام معابد الكرنك دعمًا ماليًا بقيمة 37 مليون جنيه مصري لاستكمال أعمال الترميم والتطوير.

جاء هذا الإعلان خلال الجولة التفقدية التي قام بها الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في معابد الكرنك، بحضور السفير الفرنسي بالقاهرة إريك شوفالييه، ومحافظ الأقصر المهندس عبدالمطلب عمارة، وعدد من قيادات الآثار.

خلال الجولة، تم تفقد المتحف المفتوح بمعبد الكرنك، والذي يضم عددًا من المقاصير الأثرية المهمة من عصور مختلفة. من بين هذه المقاصير، المقصورة البيضاء التي تعود للملك سنوسرت الأول من عصر الدولة الوسطى، بالإضافة إلى المقصورة الحمراء الخاصة بالملكة حتشبسوت والمقصورة المرمرية للملك أمنحوتب الأول من عصر الدولة الحديثة.

ويضم المتحف أيضًا مجموعة من التماثيل والأبواب الوهمية التي تشكل جزءًا مهمًا من التراث الفرعوني.

أعمال الترميم التي يشهدها معبد الكرنك تأتي في إطار التعاون المصري الفرنسي المستمر، الذي بدأ منذ أكثر من 57 عامًا.

وقد أكد الأمين العام للآثار، على أهمية هذا التعاون المثمر الذي ساهم في الحفاظ على الكثير من المواقع الأثرية في مصر، خصوصًا داخل معابد الكرنك.

كما أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إضافة خريطة جديدة للمزارات داخل الكرنك، مما سيعزز تجربة الزوار ويمكنهم من اكتشاف المزيد من أسرار هذه المعابد القديمة.

من بين الأعمال التي تم تفقدها خلال الجولة، كانت عملية إعادة وتركيب بوابة الملك رمسيس الثالث بعد تجميع القطع المفقودة. هذا العمل يُعد إنجازًا مهمًا في الحفاظ على العناصر المعمارية الفريدة لمعبد الكرنك، كما تم متابعة أعمال تطوير معبد طهرقة، الذي يمثل إضافة هامة إلى الموقع.

تُعد هذه الهبة الفرنسية جزءًا من جهود أوسع للحفاظ على التراث الأثري المصري. فمعابد الكرنك ليست مجرد موقع سياحي، بل هي شهادة حية على عظمة الحضارة المصرية القديمة، بما تحويه من تفاصيل معمارية وفنية، والترميمات المستمرة تسعى إلى حماية هذه التفاصيل من تأثير العوامل البيئية والزمانية التي تهدد باندثارها.

السفير الفرنسي، إريك شوفالييه، أكد خلال جولته على التزام فرنسا بدعم مشاريع الترميم في مصر، مشيرًا إلى أن هذه الشراكة الثقافية تعتبر جزءًا من الروابط القوية بين البلدين، وأوضح أن فرنسا تتطلع إلى مزيد من التعاون في المستقبل لدعم الحفاظ على المواقع الأثرية المصرية.

من ناحية أخرى، شدد المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، على أهمية هذه الأعمال للحفاظ على معابد الكرنك كوجهة سياحية رئيسية، فالسياحة الثقافية تعد أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المحلي، ومعابد الكرنك هي جوهرة تاج هذه السياحة، بما تحويه من تاريخ عريق وأهمية دينية في مصر القديمة.

كما أشاد السفير الفرنسي بالقاهرة، إريك شوفالييه، بالتاريخ العريق والمبهر للعلاقات المصرية الفرنسية التي تمتد لأكثر من 57 عامًا منذ العام 1967، مؤكدًا أن هذا التعاون المستمر يعد شاهدًا على قوة الروابط الثقافية بين البلدين.

وأضاف، أن الحكومة الفرنسية قدمت دعمًا ماليًا قدره 37 مليون جنيه لاستمرار أعمال الترميم داخل معابد الكرنك.

وأوضح شوفالييه، أن هذه المساهمة تشمل تمويل أعمال الترميم في المتحف المفتوح وأجزاء أخرى من معابد الكرنك، بالإضافة إلى دعم الحفائر الأثرية، كما تشمل هذه الجهود برامج تدريبية مخصصة لشباب الأثريين من الجانبين المصري والفرنسي، والذين يعملون في ترميم المعابد بإشراف المركز المصري الفرنسي.

وهذا التدريب يهدف إلى تطوير مهارات الأثريين في الحفاظ على التراث الثقافي والفني المصري، إن الحفاظ على معابد الكرنك ليس مجرد عمل أثري، بل هو واجب عالمي، كون هذه المعابد تمثل جزءًا من التراث الثقافي الإنساني، ومع الدعم المستمر من المجتمع الدولي، يمكن لمصر أن تواصل حماية وصون هذه المواقع للأجيال القادمة.

في النهاية، فإن هذا الدعم الفرنسي هو خطوة مهمة في مسيرة الحفاظ على معابد الكرنك، التي تظل رمزًا خالدًا للحضارة المصرية القديمة، ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في جذب المزيد من السياح والباحثين إلى الأقصر، مما يعزز مكانتها كمركز ثقافي وسياحي عالمي.