تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > بوابة أخبار اليوم : أنظمة الطاقة الشمسية في مقياس النيل و"المانسترلي".. دمج للاستدامة والتراث
source icon

بوابة أخبار اليوم

.

زيارة الموقع

أنظمة الطاقة الشمسية في مقياس النيل و"المانسترلي".. دمج للاستدامة والتراث

في ظل التوجه العالمي نحو تحقيق التنمية المستدامة، أصبح استخدام مصادر الطاقة المتجددة ضرورة ملحّة لضمان مستقبل بيئي أكثر أماناً.

وفي هذا السياق، يأتي مشروع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في مقياس النيل وقصر المانسترلي كمثال رائد على دمج الحفاظ على التراث الثقافي مع استخدام تقنيات الطاقة النظيفة.

يُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الأخضر، وتعزيز مكانة مصر في مجال السياحة البيئية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يحقق توازناً بين التطور التقني والحفاظ على المعالم الأثرية.

مقياس النيل.. شاهد على التاريخ والهندسة الفلكية

 أصل المقياس وأهميته التاريخية

يُعد مقياس النيل في منيل الروضة أحد أقدم المنشآت الهيدرولوجية في العالم، حيث يعود تاريخه إلى العصر العباسي وتحديداً عام 861م، عندما أمر الخليفة المتوكل ببنائه تحت إشراف عالم الفلك والرياضيات أحمد الفرغاني.

 لماذا كان مقياس النيل مهماً؟

كان يُستخدم لتحديد منسوب مياه النيل، مما ساعد في تقدير الضرائب الزراعية.

ساهم في التخطيط الزراعي، حيث كان الفلاحون يعتمدون على قراءاته لتحديد مواسم الزراعة.

يُظهر براعـة المهندسين المسلمين في دمج العلوم الفلكية والهندسية في تصميمه.

 تصميم المقياس ومعماريته

يتكوّن المقياس من بئر مستطيلة متصلة بالنهر عبر ثلاث فتحات، وفي وسطه عمود رخامي مدرَّج يُستخدم لقياس ارتفاع المياه. كما يتميز بطراز معماري فريد يجمع بين الطابع الإسلامي والتخطيط العلمي الدقيق.

قصر المانسترلي: تحفة معمارية تعكس تاريخ مصر الحديث

- لمحة تاريخية عن القصر

تم بناء قصر المانسترلي عام 1851م على يد حسن فؤاد باشا المانسترلي، أحد كبار المسؤولين في عهد محمد علي باشا. يقع القصر على ضفاف نهر النيل، ويمثل نموذجاً رائعاً للعمارة العثمانية في مصر.

- خصائص القصر المعمارية

يتميز القصر بمساحته الواسعة، وحدائقه المطلة على النيل، ونوافذه ذات الطابع الخشبي التقليدي.

يحتوي على زخارف عثمانية متقنة، وسقوف مزينة بأعمال فنية نادرة.

يجمع بين التأثيرات الأوروبية والإسلامية، مما يعكس طبيعة العصر الذي بُني فيه.

 دمج الطاقة الشمسية في مقياس النيل وقصر المانسترلي

- أهمية التحول للطاقة الشمسية

يعد استخدام الطاقة الشمسية بديلاً مستداماً للطاقة التقليدية، ويحقق العديد من الفوائد، مثل:

تقليل الانبعاثات الكربونية والمحافظة على البيئة.

تقليل تكاليف الكهرباء، مما يخفف العبء المالي عن تشغيل المواقع الأثرية.

ضمان استدامة الطاقة في المواقع التاريخية دون التأثير على بنيتها الأصلية.

- مراحل تنفيذ المشروع

تم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار ومنظمة الإيسسكو، وشمل:

تركيب ألواح شمسية على أسطح المباني بطريقة تحافظ على المظهر التراثي.

استخدام تقنيات تخزين الطاقة لضمان توافر الكهرباء على مدار اليوم.

دمج نظام ذكي لمراقبة الأداء وتحليل كفاءة الألواح الشمسية.

- التحديات التي واجهها المشروع

الحفاظ على الطابع الأثري دون التأثير على التصميم المعماري.

اختيار مواقع مناسبة لتركيب الألواح الشمسية دون حجب الرؤية الجمالية.

ضمان كفاءة الطاقة الشمسية في ظل تقلبات الطقس.

** انعكاسات المشروع على السياحة والاستدامة

- تحقيق الاستدامة البيئية

ساهم المشروع في تحويل مقياس النيل وقصر المانسترلي إلى نموذج للمواقع الأثرية المستدامة، مما ينسجم مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.

- تعزيز السياحة البيئية

أصبح المشروع عاملاً جذباً للسياح المهتمين بالطاقة المتجددة، حيث يعكس اهتمام مصر بتطوير السياحة بأسلوب يحترم البيئة ويعزز التراث الثقافي.

 دور المشروع في دعم الاقتصاد الأخضر

- توفير فرص عمل جديدة في مجال الصيانة والتكنولوجيا النظيفة.

- جذب استثمارات جديدة لمشاريع مشابهة في المواقع الأثرية الأخرى.

آراء الخبراء حول المشروع

قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: "هذا المشروع هو خطوة كبيرة نحو تحويل المواقع الأثرية إلى مواقع مستدامة، مما يعزز مكانة مصر كدولة رائدة في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحفاظ على التراث."

أكد الدكتور أحمد صيام، مدير متحف الفن الإسلامي: "تطبيقات الطاقة الشمسية في المواقع الأثرية تساعد في تقليل التأثير البيئي، وتضمن استمرار المواقع في العمل بكفاءة دون الإضرار بمكوناتها التاريخية."

يمثل مشروع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية في مقياس النيل وقصر المانسترلي نموذجاً عملياً لدمج التكنولوجيا الحديثة مع الحفاظ على التراث الثقافي، فهو لا يقتصر على توفير طاقة نظيفة فحسب، بل يعكس أيضاً التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السياحة البيئية.

ومع استمرار تنفيذ مثل هذه المشروعات، يصبح من الممكن تحقيق مستقبل أكثر استدامة، حيث تتكامل التكنولوجيا مع التاريخ، ليظل التراث المصري نابضاً بالحياة دون المساس بجوهره الأصيل.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية