أقال الرئيس دونالد ترامب مساء الجمعة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون جونيور ورئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي ونائب رئيس أركان القوات الجوية الجنرال جيم سلايف.

وقال وزير الدفاع بيت هيغسيث في بيان إن ترامب يخطط لترشيح الفريق المتقاعد من القوات الجوية دان كين، الذي انضم إلى شركة رأس المال الاستثماري شيلد كابيتال في يناير، كرئيس جديد لهيئة الأركان المشتركة.

تغييرات قيادية مفاجئة في الجيش الأمريكي

أعلن وزير الدفاع الجديد، بيت هيغسيث، عن تغييرات قيادية واسعة النطاق في الجيش الأمريكي، شملت إقالة رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال سي كيو براون جونيور، وقائد العمليات البحرية، الأدميرال ليزا فرانشيتي، ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال أنتوني سلايف، بالإضافة إلى قضاة الجيش والبحرية والقوات الجوية.

عين هيغسيث الجنرال جيمس كاين رئيسًا جديدًا لهيئة الأركان المشتركة. وقال: "الجنرال كاين يجسد روح المحارب وهو بالضبط القائد الذي نحتاجه لمواجهة هذه اللحظة. أتطلع إلى العمل معه."

لم يتم الإعلان عن بدائل لفرانشيتي - أول امرأة تتولى منصب قائد خدمة - أو سلايف. وقال هيغسيث إنه يطلب ترشيحات لملء أدوارهم.

وقال هيغسيث إن فرانشيتي وسلايف "قد حظيا بمسيرة مهنية متميزة". "نشكرهم على خدمتهم وتفانيهم في بلدنا."

كما طلب هيغسيث ترشيحات لقضاة الجيش والبحرية والقوات الجوية، مما يشير إلى أنه تم فصلهم أيضًا.

اتهامات بالتسييس الجيش وإجراءات انتقاميه

منذ إعادة انتخاب ترامب، انتشرت شائعات في واشنطن حول موقف براون المحفوف بالمخاطر وإمكانية فصله.

أصبح براون، الذي كان ثاني رئيس أسود وأول ضابط أسود يتولى منصب قائد خدمة، هدفًا لبعض المعلقين والمشرعين بسبب انفتاحه على مبادرات التنوع.

في بيانه، قال هيغسيث إن براون "خدم بامتياز في مسيرة مهنية امتدت لأربعة عقود من الخدمة المشرفة. لقد عرفته كمستشار مفكر وأحييه على خدمته المتميزة لبلدنا."

اختلف نبرة هذا البيان عن تصريحات هيغسيث حول براون في كتابه، "الحرب على المحاربين"، وفي مقابلات قبل ترشيح هيغسيث لمنصب وزير الدفاع.

كتب هيغسيث : "هل تعتقد أن سي. كيو براون سيفكر بشكل حدسي في التهديدات الخارجية والاستعداد الداخلي؟ لا فرصة، لقد بنى جنراليته بشكل مطيع في متابعة المواقف الراديكالية للسياسيين اليساريين، الذين بدورهم كافئوه بالترقيات."

كان براون طيارًا مزينًا بطائرات إف-16، وحصل على 130 ساعة في القتال من بين 3000 ساعة طيران، وشغل العديد من الأدوار القيادية العليا قبل توليه مسؤولية القوات الجوية.

بصفته نائب رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أدار براون الحرب الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف.

كما شغل سابقًا منصب قائد القوات الجوية في المحيط الهادئ، وكقائد أركان القوات الجوية، وهو دور ركز فيه على تحويل الخدمة للاستعداد لحرب محتملة ضد الصين.

بدا موقفه أكثر أمانًا بعد أن شوهد وهو يتحدث مع الرئيس المنتخب  ترامب  في مباراة الجيش والبحرية في ديسمبر، في أول يوم له كوزير للدفاع، دخل هيغسيث المبنى جنبًا إلى جنب مع براون وقال إنه يتطلع إلى العمل معه.

لكن هذا الأسبوع، بدأت قائمة بالجنرالات الذين يمكن فصلهم في التداول في الكابيتول هيل، بما في ذلك براون وفرانشيتي. أرسل المشرعون من كلا الحزبين رسالة إلى هيغسيث في وقت سابق من يوم الجمعة يطلبون فيها مزيدًا من الشفافية بشأن إقالة الضباط للحفاظ على العملية غير سياسية.

ردود فعل المشرعين والخبراء

قال السيناتور جاك ريد من رود آيلاند، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، إنه "قلق بشأن طبيعة عمليات الفصل هذه".

وقال ريد: "يبدو أن هذا جزء من حملة أوسع ومدروسة من قبل الرئيس  ترامب  والوزير هيغسيث لتطهير الضباط الموهوبين لأسباب سياسية مشحونة، مما يقوض احترافية جيشنا ويرسل رسالة مخيفة عبر الرتب."

وتابع: "أمريكا لديها أقوى وأقدر جيش في العالم. لكن فصل القادة النظاميين كنوع من اختبار الولاء السياسي، أو لأسباب تتعلق بالتنوع والجنس لا علاقة لها بالأداء، يقوض الثقة والاحترافية التي يحتاجها أفراد خدمتنا في تحقيق مهامهم. ... جيش محترف وغير سياسي يخضع للحكومة المدنية ويدعم الدستور بدلاً من حزب سياسي أمر ضروري لبقاء ديمقراطيتنا."

انتقد معهد السياسة مركز التقدم الأمريكي عمليات الفصل، ووصفها بأنها "جهد متعمد لاستهداف كبار الضباط العسكريين المحترفين" واستبدالهم بموالين لـ ترامب.

وقال رودي دي ليون، زميل أول في مركز التقدم الأمريكي ونائب وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس بيل كلينتون، في بيان: "قلة من الموظفين العموميين يتمتعون بشرف ونزاهة وشجاعة أكثر من المسؤولين العسكريين الذين فصلهم ترامب اليوم."

وأضاف دي ليون: "هذا الإجراء يعطل سلسلة القيادة، ويقوض الاستعداد العسكري، ويضر بالروح المعنوية في جميع الرتب. إنه يضع سابقة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من تسييس الجيش والضغط على كبار الضباط العسكريين غير الحزبيين لوضع السياسة قبل واجبهم."

خلفية براون وموقفه من التنوع

يمثل فصل براون، الذي يأتي بعد أقل من عام ونصف من توليه منصبه كرئيس، تراجعًا سريعًا في حظوظ أعلى ضابط عسكري في البلاد، الذي كان يحظى باحترام واسع النطاق في البنتاغون ومن قبل المشرعين والمسؤولين من كلا الحزبين.

رشح  ترامب  براون ليصبح رئيسًا لأركان القوات الجوية في مايو 2020. بعد أسابيع، قُتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس، مما أثار موجة غضب ونشاط وطني حول العدالة العرقية.

أصدر براون مقطع فيديو في ذلك الصيف تحدث فيه عن تجاربه كضابط أسود في الجيش الأمريكي. كان من الممكن أن يعرض الإدلاء بمثل هذا البيان العلني، الذي تم تداوله على نطاق واسع، ترشيحه كرئيس لأركان القوات الجوية للخطر، لكن مجلس الشيوخ سرعان ما أكده بأغلبية 98-0.

اختار الرئيس السابق بايدن في عام 2023 براون ليكون رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة، وتم تأكيد براون بالإجماع مرة أخرى من قبل مجلس الشيوخ.

ولكن خلال عملية ترشيح براون، كانت هناك علامات على أن موقفه من التنوع أصبح نقطة ضعف سياسية.

في جلسة استماع للتصديق على تعيينه في يوليو 2023، أشاد أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين إلى حد كبير ببراون لخبرته وقدرته القيادية. أكد براون في تلك الجلسة على أهمية إبقاء الجيش غير مسيس، وتعهد بالبقاء غير حزبي كرئيس.

خلال جلسة الاستماع تلك، بدأ السيناتور إريك شميت، الجمهوري عن ولاية ميسوري، استجوابه لبراون بسؤال: "هل لدينا عدد كبير جدًا من الضباط البيض في سلاح الجو؟"

انتقد شميت براون لتوقيعه على مذكرة في العام السابق، إلى جانب مسؤولين آخرين في سلاح الجو وقوة الفضاء، وضعت أهدافًا ديموغرافية طموحة لمجموعة المتقدمين للضباط. كما دعت تلك المذكرة قيادة التعليم والتدريب الجوي وأكاديمية سلاح الجو الأمريكي إلى وضع خطط للتوعية بالتنوع والشمول لتحقيق أهداف المتقدمين تلك.

وصف شميت المذكرة بشكل خاطئ بأنها تقول إن سلاح الجو يجب أن يكون لديه فيلق ضباط بنسبة 67.5٪ من البيض، وهو ما قال إنه سيكون انخفاضًا بنسبة 9٪ في عدد الضباط البيض.

أشار براون إلى أن المذكرة كانت تتعلق بأهداف التقديم، ولم تحدد حصة لعدد أفراد كل عرق يجب أن يكونوا في سلاح الجو.

وأضاف أن الجهود المبذولة لتحسين التنوع في سلاح الجو مهمة، حتى يتمكن الطيارون من جميع الخلفيات من الحصول.