في ظل أزمة غلاء المعيشة العالمية، بدأ مرض قديم يعتقد أنه من الماضي بالعودة إلى الواجهة، مرض الإسقربوط، الذي كان معروفاً بين البحارة والقراصنة في العصور السابقة بسبب نقص فيتامين C، عاد ليظهر مجدداً بين الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية.

تكشف دراسة جديدة عن هذا المرض في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مسلطة الضوء على آثاره والمخاطر التي قد تواجه المصابين به إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، بحسب ما جاء في موقع ميديكال إكسبريس.

عودة مرض الإسقربوط

أفادت دراسة جديدة بأن الإسقربوط، المعروف أيضاً بداء الحفر، وهو مرض ناتج عن نقص فيتامين C، بدأ يظهر مرة أخرى في ظل الأزمة الاقتصادية، على الرغم من أنه يُعتبر مرضاً تاريخياً ارتبط بالبحارة في عصر النهضة، إلا أنه عاد للظهور بسبب ضعف النظام الغذائي لدى بعض الأفراد.

تشخيص حالة حديثة

نشرت مجلة BMJ Case Reports تفاصيل حالة حديثة لرجل في منتصف العمر، تم علاجه بعد ظهور أعراض الإسقربوط عليه، الرجل كان يعاني من طفح جلدي مؤلم، نزيف في البول، وفقر دم، لكن التحاليل الأولية لم تكشف عن أسباب واضحة. لاحقاً، أظهر استجواب أعمق أنه يعاني من سوء تغذية شديد نتيجة لأزمة مالية، ما أدى إلى نقص حاد في فيتامين C.

الأعراض والعلاج

أعراض الإسقربوط تبدأ في الظهور بعد حوالي شهر من نقص فيتامين C في النظام الغذائي، في هذه الحالة، كان الرجل يتناول كميات ضئيلة جداً من الفواكه والخضروات، وتوقف عن تناول المكملات الغذائية التي وُصفت له بعد جراحة سابقة لإنقاص الوزن، بعد تشخيصه بالإسقربوط، تم علاجه بجرعات يومية من فيتامين C والمكملات الأخرى، مما أدى إلى اختفاء الأعراض تدريجياً.

عوامل الخطر

تشمل عوامل الخطر للإصابة بالإسقربوط سوء التغذية، جراحات المعدة مثل جراحة إنقاص الوزن، إدمان الكحول، اضطرابات الأكل، وحتى الغسيل الكلوي، ورغم ظهور بعض الحالات، لا تزال الإصابة بالإسقربوط نادرة نسبياً، إلا أن الدراسة تلفت الانتباه إلى ضرورة اليقظة، خاصة في ظل تزايد الأزمات الاقتصادية.

عودة ظهور الإسقربوط تسلط الضوء على أهمية التغذية السليمة ودورها في الوقاية من الأمراض، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة، على الرغم من ندرة المرض حالياً، إلا أن الأطباء ينبهون إلى ضرورة الاهتمام بالتشخيص المبكر للحالات المشابهة، الأزمة الاقتصادية تزيد من أهمية الوعي الغذائي والتدخل الطبي المبكر للحفاظ على الصحة العامة.