تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > بوابة أخبار اليوم : القيلولة بين الفائدة والضرر.. موضة صحية أم عادة تربك النوم؟
source icon

بوابة أخبار اليوم

.

القيلولة بين الفائدة والضرر.. موضة صحية أم عادة تربك النوم؟

عادت القيلولة إلى الواجهة بوصفها إحدى "موضات"العناية بالصحة الذهنية والجسدية، وتبنّتها شركات كبرى ورياضيون ومحترفو الأداء العالي،لكن في المقابل، لا تزال القيلولة موضع جدل: هل هي وسيلة ذكية لشحن الطاقة، أم عادة قد تفسد النوم الليلي؟ العلم يقدم إجابة أكثر توازنا، ويضع شروطا واضحة للاستفادة منها دون أضرار.

تشير دراسات حديثة، نقلتها صحيفة ذي إندبندنت البريطانية عن موقع The Conversation، إلى أن القيلولة ليست خيرا مطلقا ولا شرا مطلقا، بل “سلاح ذو حدين”، وفقا لتالار مختاريان، الأستاذة المساعدة في الصحة النفسية بكلية طب جامعة وارويك،فالفارق الحقيقي يكمن في التوقيت، والمدة، وطريقة أخذ القيلولة.

العلم يفسّر: لماذا نشعر بالنعاس بعد الظهر؟
يمر معظم الناس بانخفاض طبيعي في مستويات اليقظة خلال ساعات ما بعد الظهر، عادة بين الواحدة والرابعة، هذا الشعور لا يرتبط فقط بوجبة غداء ثقيلة، بل يعود أيضا إلى الساعة البيولوجية للجسم، أو ما يُعرف بالإيقاع اليومي، الذي ينظم دورات النشاط والتعب على مدار اليوم، لذلك، يعد الإحساس بالنعاس في هذا التوقيت ظاهرة طبيعية وليست علامة كسل.

قيلولة قصيرة..طاقة متجددة
تؤكد الأبحاث أن القيلولة القصيرة خلال هذه الفترة، خاصة إذا تلتها إضاءة قوية أو تعرض للضوء الطبيعي، يمكن أن تحسن التركيز والمزاج والقدرات الإدراكية دون التأثير على النوم الليلي،هذا النوع من القيلولات يسمح للدماغ بالراحة السريعة من دون الدخول في مراحل النوم العميق، ما يجعل الاستيقاظ أسهل وأكثر انتعاشا.

الوجه الآخر للقيلولة
على الجانب الآخر، تحذر الدراسات من القيلولات الطويلة، إذ قد تؤدي إلى ما يعرف بـ“خمول النوم”، وهو شعور بالثقل الذهني والتشوش ينتج عن الاستيقاظ خلال مراحل النوم العميق، وعندما تتجاوز القيلولة نصف ساعة، يصبح الدماغ أقل استعداداً للاستيقاظ السلس، وقد يستمر الإحساس بالخمول لمدة تصل إلى ساعة كاملة.

ولا يقتصر الضرر هنا على الشعور بالكسل، بل قد يمتد إلى مخاطر حقيقية، خصوصاإذا اضطر الشخص بعدها لاتخاذ قرارات مصيرية أو تشغيل آلات أو قيادة مركبات،كما أن القيلولة المتأخرة تُقلل من “ضغط النوم” الطبيعي، ما يجعل النوم ليلاً أكثر صعوبة.

متى تكون القيلولة ضرورة؟
بالنسبة لبعض الفئات، لا تعد القيلولة رفاهية بل حاجة أساسية،العاملون بنظام المناوبات الليلية، على سبيل المثال، يستفيدون من قيلولة مدروسة قبل العمل لتعزيز اليقظة وتقليل الأخطاء والحوادث. 

كذلك الحال بالنسبة للأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم ليلاً بسبب العمل أو مسؤوليات الأسرة، حيث يمكن للقيلولة أن تعوّض جزءاً من هذا النقص.

مع ذلك، يُحذر الخبراء من الاعتماد على القيلولة كبديل دائم عن النوم الليلي الجيد، معتبرين ذلك حلاً مؤقتاً لا مستداماً،أما من يعانون من الأرق المزمن، فيُنصحون غالبا بتجنب القيلولة تماما لأنها قد تزيد من صعوبة النوم ليلا.

قيلولة مخططة… سر الأداء العالي
تحولت القيلولة المخططة إلى أداة معتمدة لدى الرياضيين ومحترفي الأداء، إذ تدرج ضمن برامج التدريب لتسريع تعافي العضلات وتحسين سرعة الاستجابة والتحمل. كما أظهرت الأبحاث أن العاملين في المهن التي تتطلب تركيزا عاليا،مثل الطواقم الطبية وفرق الطيران، يستفيدون من قيلولات قصيرة ومنظمة للحفاظ على مستوى الانتباه وتقليل أخطاء الإرهاق.

كيف تأخذ قيلولة مثالية؟
للاستفادة القصوى من القيلولة، ينصح الخبراء بأن تتراوح مدتها بين 10 و20 دقيقة فقط، وأن تكون قبل الساعة الثانية ظهرا ،كما تعد البيئة عاملا حاسما،فالمكان الهادئ، المظلم، وذو الحرارة المعتدلة يحاكي ظروف النوم الليلي المثالية،ويمكن استخدام أقنعة العين أو سماعات عزل الضوضاء، خاصة في البيئات الصاخبة أو المضيئة.

في زمن تحولت فيه القيلولة إلى “ترند” صحي عالمي، يظل العامل الحاسم هو الوعي بكيفية ممارستها،فالقيلولة ليست مناسبة للجميع، وتختلف فائدتها باختلاف العمر ونمط الحياة وجودة النوم الليلي. 

وبين الفائدة والضرر، تبقى القيلولة الذكية هي تلك التي تؤخذ بوعي وتخطيط، لا كعادة عشوائية، بل كأداة داعمة للصحة والطاقة عندما تستخدم في الوقت والطريقة المناسبين.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية