تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الصين تطلق حملة لاستقطاب العقول المهاجرة وسط تضييق أمريكي على التأشيرات
في خطوة جديدة تعكس طموحها في أن تصبح قوة عالمية في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا، أطلقت الصين سلسلة من المبادرات السخية لاستقطاب الباحثين والخبراء، سواء من داخل البلاد أو من الخارج، وذلك عبر تقديم حوافز مالية ضخمة ومزايا معيشية متكاملة، وسط تصاعد القيود المفروضة على الطلاب والباحثين الصينيين في الولايات المتحدة.
ففي قلب الريف الصيني، عرضت مقاطعة جولين بإقليم سيتشوان مبلغًا مقطوعًا قيمته 300 ألف يوان (ما يعادل 42 ألف دولار أمريكي) وبدلًا شهريًا قدره 1000 يوان لحاملي شهادة الدكتوراه الراغبين في الانتقال إليها، كما تقدم مدينة تايتشو الساحلية في إقليم تشجيانغ ما يصل إلى 100 ألف يوان لخريجي الجامعات الذين يختارون الاستقرار فيها، بينما تعرض مقاطعة هونان ما يصل إلى مليون يوان للطلاب الحاصلين على الدكتوراه من الخارج، بحسب تقرير لمجلة "ناتشر" العلمية.
وتهدف هذه الجهود إلى دعم الابتكار المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي التكنولوجي في الصين، خاصة بعد تشديد السياسات الأمريكية ضد الطلبة والباحثين الصينيين. ففي 28 مايو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن قرار جديد يقضي بإلغاء تأشيرات بعض الطلاب الصينيين، وزيادة التدقيق على كافة طلبات التأشيرة المقدمة من الصين.
ويرى خبراء أن هذه التحولات الأمريكية قد تدفع بالمزيد من العلماء الصينيين المقيمين بالخارج للعودة إلى وطنهم. وقال الدكتور يانبو وانج، الباحث في سياسات العلوم بجامعة هونج كونج: "أصبحت العودة إلى الصين الآن خيارًا أكثر جاذبية من أي وقت مضى، لا سيما في ظل الرواتب السخية والمزايا المتعددة".
ومن بين هذه المزايا، تقدم جامعة كونمينج الطبية للباحثين الشباب من الخارج راتبًا سنويًا يزيد على مليون يوان، ومنحًا بحثية تصل إلى 3 ملايين يوان، بالإضافة إلى دعم سكني بقيمة 3.5 مليون يوان، وتسهيلات في التعليم والرعاية الصحية لأفراد أسرهم.
ورغم أن الصين حققت تقدمًا ملحوظًا في جذب الكفاءات، إلا أن الخبراء يحذرون من تحديات أخرى تعيق الاستدامة، مثل ضمان حرية البحث والشفافية المؤسسية وجودة الحياة. وتؤكد الدكتورة مارينا زانغ من جامعة التكنولوجيا في سيدني أن "المفتاح الحقيقي لنجاح منظومة الابتكار الصينية يكمن في خلق بيئة حرة وداعمة تسمح للعقول اللامعة بالازدهار داخل البلاد".
يُذكر أن عددًا من العلماء البارزين بدأوا بالفعل بالعودة إلى الصين، مثل العالمة دان يانغ التي انتقلت من جامعة كاليفورنيا بيركلي إلى أكاديمية شنتشن للبحوث الطبية، وكذلك عالم الكيمياء الأمريكي تشارلز ليبر الذي انضم مؤخرًا إلى مؤسسة بحثية صينية.
وتأتي هذه التحركات في وقت تُسجل فيه منصات التواصل الاجتماعي الصينية طوفانًا من إعلانات التوظيف والبرامج البحثية، في مشهد يعكس سباقًا محمومًا بين الأقاليم الصينية لجذب العقول المبدعة، في وقت تسعى فيه بكين للحد من الاعتماد على الخارج وتحقيق الريادة العلمية عالميًا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية