تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الجينات تحدد النظام الغذائي الأمثل لصحتك.. نصائح من خبيرة تغذية علاجية
التغذية الوراثية مجال حديث يركز على دراسة العلاقة بين الجينات والتغذية، مما يساعدنا على فهم أفضل للأطعمة التي تناسب أجسامنا وكيفية تحقيق أقصى استفادة من النظام الغذائي، هذا العلم المبتكر يحمل وعدًا كبيرًا في تحسين صحتنا والوقاية من العديد من الأمراض.
هل تساءلت يومًا عن سبب قدرة بعض الأشخاص على تناول كميات كبيرة من الأطعمة دون زيادة في الوزن، بينما يعاني آخرون من زيادات سريعة؟ أو لماذا يزدهر البعض مع نظام غذائي معين بينما يشعر آخرون بالتعب عند اتباعه؟ قد تكون الإجابة في جيناتنا.
في هذا التقرير، تقدم الدكتورة سارة عبد الله صقر، استشاري التغذية العلاجية بجامعة إسطنبول، في تصريحات لـ"بوابة أخبار اليوم"، كا ما تريد معرفته عن التغذية الوراثية.
ما هي التغذية الوراثية؟
التغذية الوراثية هي علم يتناول دراسة تأثير الجينات على احتياجات الفرد الغذائية واستجابته للأطعمة المختلفة، بناءً على التحليل الجيني، يمكن تحديد الأطعمة التي تتفاعل مع جسم الشخص بشكل أفضل وتلك التي قد تسبب مشاكل صحية.
مع التقدم العلمي، أصبح من الممكن الآن تخصيص خطط غذائية للأفراد بناءً على الحمض النووي الخاص بهم، مما يوفر مستوى غير مسبوق من الرعاية الصحية الشخصية.
كيف تعمل التغذية الوراثية؟
تعمل التغذية الوراثية من خلال تحليل الحمض النووي للفرد لاكتشاف السمات الجينية التي تؤثر على الطريقة التي يعالج بها الجسم المغذيات، على سبيل المثال، يمكن لبعض الجينات أن تحدد كيف يستجيب الجسم للدهون أو السكريات أو البروتينات، اعتمادًا على هذه النتائج، يمكن تصميم نظام غذائي يتوافق مع خصائص الجينات الفردية.
فوائد التغذية الوراثية:
1- تخصيص النظام الغذائي:
يعتمد النظام الغذائي المثالي لكل فرد على جيناته، يمكن للتغذية الوراثية تحديد الأطعمة التي ينبغي تناولها بكثرة والأطعمة التي يجب تجنبها، مما يؤدي إلى تحسين الصحة بشكل عام، هذا التخصيص يساعد الأشخاص في تلبية احتياجاتهم الغذائية بدقة، وبالتالي تحسين وظائف الجسم.
2- تحسين الأداء الرياضي:
يمكن للرياضيين الاستفادة من التغذية الوراثية لتحسين أدائهم. من خلال فهم كيفية استجابة أجسامهم للأطعمة المختلفة، يمكنهم اختيار الأطعمة التي تعزز الطاقة والقوة والقدرة على التحمل، مع تجنب تلك التي تسبب التعب أو التأثيرات السلبية الأخرى.

3- الوقاية من الأمراض:
الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب غالبًا ما تكون مرتبطة بالنظام الغذائي. من خلال تحليل الجينات، يمكن للأطباء توقع المخاطر المرتبطة بهذه الأمراض وتقديم نصائح غذائية تهدف إلى تقليل هذه المخاطر. تناول الأطعمة المناسبة يمكن أن يلعب دورًا هامًا في الوقاية من هذه الأمراض.
4- إدارة الوزن:
يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل في الوزن نتيجة لعوامل جينية تؤثر على عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون. تساعد التغذية الوراثية في تحديد الأنظمة الغذائية الأكثر فعالية بناءً على جينات الشخص، مما يجعل إدارة الوزن أكثر فعالية واستدامة.
5- تحسين الصحة العقلية:
قد لا يدرك الكثيرون أن الجينات والنظام الغذائي يؤثران أيضًا على الصحة العقلية. بعض الأطعمة تحتوي على مغذيات تؤثر على نشاط الدماغ والمزاج، وبالتالي يمكن أن يكون لتحديد الأطعمة المناسبة استنادًا إلى الجينات تأثير إيجابي على الحالة النفسية.
* العلاقة بين الجينات والتغذية:
تشير الأبحاث إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر حساسية لبعض المكونات الغذائية بناءً على جيناتهم. على سبيل المثال:
الكافيين: تؤثر بعض الجينات على كيفية استجابة الجسم للكافيين. بينما يمكن لبعض الأشخاص استهلاك كميات كبيرة من الكافيين دون مشاكل، قد يعاني آخرون من القلق أو مشاكل النوم.
اللاكتوز: يعاني البعض من عدم تحمل اللاكتوز بسبب عدم وجود الجين الذي يساعد في هضم هذا السكر، مما يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي.
الجلوتين: تشير بعض الأبحاث إلى أن حساسية الجلوتين قد تكون مرتبطة ببعض الجينات التي تؤثر على استجابة الجهاز المناعي.
نصائح لتحسين التغذية من خلال الجينات:
1- استشر أخصائي تغذية متخصص في التغذية الوراثية:
إذا كنت مهتمًا بتحسين نظامك الغذائي بناءً على جيناتك، ابدأ بالاستشارة مع أخصائي تغذية متخصص. سيقوم بإجراء تحليل جيني لمساعدتك في تحديد الأطعمة المثلى لجسمك.
2- تجنب الأطعمة المعالجة:
بغض النظر عن نتائج التحليل الجيني، من الأفضل دائمًا تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والمشبعة بالسكريات والدهون غير الصحية. هذه الأطعمة غالبًا ما تؤدي إلى مشاكل صحية حتى للأشخاص الذين لديهم قدرة جيدة على هضمها.
3- اتباع نظام غذائي متوازن:
حتى مع توصيات التغذية الوراثية، يجب أن يكون النظام الغذائي متوازنًا ويشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية. التوازن الغذائي هو المفتاح للحفاظ على صحة الجسم والعقل.
4- متابعة تأثير الأطعمة على جسمك:
بناءً على نتائج التحليل الجيني، قد تكتشف أن بعض الأطعمة تؤثر عليك بشكل إيجابي أو سلبي، استمر في مراقبة استجابتك لهذه الأطعمة وتعديل نظامك الغذائي حسب الحاجة.
5- التعلم المستمر:
مع استمرار البحث في مجال التغذية الوراثية، من المهم أن تظل على اطلاع بالتطورات العلمية الجديدة، هذا المجال يتطور بسرعة، وقد تحمل الأبحاث الجديدة معلومات قيمة لتحسين صحتك.
التحديات والآفاق المستقبلية:
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها التغذية الوراثية، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا المجال، التحليل الجيني ليس متاحًا للجميع بسبب التكلفة، كما أن العلم لا يزال في تطور مستمر، وقد تحتاج النتائج الحالية إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليتها.
إضافة إلى ذلك، قد يكون الالتزام بنظام غذائي مخصص بناءً على الجينات أمرًا صعبًا لبعض الأفراد بسبب العادات الغذائية المتأصلة أو البيئة المحيطة.

ومع ذلك، يُتوقع أن يصبح التحليل الجيني أكثر سهولة وانتشارًا في المستقبل، مما سيمكن المزيد من الأشخاص من الاستفادة من هذا العلم.
التغذية الوراثية تمثل ثورة في مجال الرعاية الصحية الشخصية، من خلال فهم تأثير الجينات على احتياجاتنا الغذائية، يمكننا تخصيص أنظمة غذائية تناسب أجسامنا وتساعد في تحسين صحتنا، سواء كنت تسعى إلى تحسين أدائك الرياضي، أو الوقاية من الأمراض، أو إدارة وزنك، فإن التغذية الوراثية تفتح الباب لعصر جديد من الرعاية الصحية الشخصية، حيث تكون جيناتك هي المفتاح لتحقيق صحة أفضل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية