بعدما أصيب مئات آلاف من المستخدمين العرب بحسرة، مع إغلاق موقع أرشيف الإنترنت الدولي، الذى يضم أكبر مكتبة إلكترونية للكتب باللغة العربية، فضلا عن أرشيف عالمى يشمل جميع الوسائط المعرفية منذ اختراع الإنترنت وانطلاقه عالميا مطلع التسعينيات، عادت البسمة مجددا مع عودة الموقع إلى العمل خلال الأيام القليلة الماضية، ونجاة ما عليه من مادة لا تقدر بثمن من الهجوم السيبراني الذى تعرض له موقع يعد ذاكرة البشرية الحديثة فعليا.

ويعد موقع أرشيف الإنترنت الذى تأسس العام 1996، بمثابة مكتبة رقمية عالمية تشمل جميع المعارف والموارد المتعددة الوسائط الموجودة على الإنترنت، بما فى ذلك الكتب والوثائق والأفلام والمقاطع المصورة والصور والصور المتحركة وتطبيقات البرامج والألعاب والموسيقى، لكن أهميته الأساسية تكمن فى حفظه ملايين الكتب بمختلف اللغات، ومن هنا أهميته فى إتاحة المعرفة لملايين الباحثين، خصوصا فى العالم العربي إذ يعتمد عليه مئات الآلاف فى الحصول على معرفة مجانية، إذ يسمح أرشيف الإنترنت بتحميل وتنزيل المواد الرقمية.

وخلال شهر أكتوبر أصيب متابعو الأرشيف بصدمة فى مصر والعالم العربى، بعد إغلاق الأرشيف بعد تعرضه لاختراق غير مسبوق، أدى إلى كشف بيانات 31 مليون مستخدم، وبدأ المترددون على الموقع فى الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر والمنطقة بالحديث عن حجم الخسارة الضخمة التى وصفها البعض بـ»النكبة» و»الكارثة» للثقافة العربية، إذ عليه كل التراث العربى القديم والحديث تقريبا، لكن الأمل عاد مع عودة الموقع للعمل بشكل جزئى فى منتصف أكتوبر، قبل أن يعود إلى العمل بشكل كامل قبل أيام قليلة.

محاولة التخريب المتعمد ومحو تراث الإنسانية المرقمن، فتحت الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعى حول مصير المعرفة الموجودة والمسجلة على الإنترنت، فأرشيف الإنترنت هو الحارس الأمين لذاكرتنا الجماعية والحافظ الرقمى للمواد الثقافية والتاريخية، ورغم كل النقاشات التى دارت إلا أن المتعاملين مع أرشيف الإنترنت يشعرون الآن بالسعادة والموقع عاد للعمل من جديد للاستمتاع بتراث الأجداد عبر وسائط حداثية للأبناء.