في تطور مفاجئ هز أوساط قطاع البناء والتشييد في المملكة المتحدة، أعلنت شركة ISG، إحدى كبرى شركات المقاولات في البلاد، إفلاسها وتوقفها عن العمل. هذا الحدث الذي وصفته صحيفة الجارديان البريطانية بأنه "أكبر انهيار لشركة بناء بريطانية منذ إفلاس شركة كاريليون"، يلقي بظلاله على مستقبل آلاف العمال ومئات المشاريع الحكومية.

وفقاً لما ذكرته صحيفة الجارديان، فقد أكدت شركة EY، المعينة كمسؤول إداري، أن ISG قد توقفت عن العمل بأثر فوري، مع إغلاق جميع مواقعها، ما أدى لتسريح ما يقرب من 2200 موظف على الفور، مع الاحتفاظ بـ 200 موظف فقط لمساعدة المسؤولين الإداريين في إجراءات التصفية.

مشاريع حكومية في مهب الريح

تشير التقارير إلى أن ISG كانت مشاركة في 69 مشروعاً حكومياً قيد التنفيذ، من بينها عدة مشاريع ضمن خطة وزارة العدل لزيادة سعة السجون البريطانية بمقدار 20,000 مكان إضافي.

ويأتي هذا الانهيار في وقت حرج، حيث أطلقت الحكومة البريطانية مؤخراً سراح 1700 سجين قبل انتهاء أحكامهم للتخفيف من الاكتظاظ في السجون.

لم تقتصر آثار انهيار ISG على قطاع السجون فحسب، بل امتدت لتشمل مشاريع لوزارة العمل والمعاشات، بالإضافة إلى عدة مشاريع لبناء المدارس. 
وقد أعلن مكتب مجلس الوزراء البريطاني أنه قد وضع "خططاً احتياطية مفصلة" وأن الوزارات تعمل على ضمان سلامة وأمن المواقع المتأثرة.

أسباب الانهيار

في رسالة إلكترونية للموظفين، كشفت الرئيسة التنفيذية لـ ISG، زوي برايس، أن الشركة واجهت قيوداً كبيرة على السيولة في الأشهر الأخيرة. 
وأوضحت أن التدفق النقدي للمجموعة تأثر بشكل كبير بعقود خاسرة تم إبرامها بين عامي 2018 و2020، مضيفة: "حتى مع تحقيقنا للأرباح هذا العام، إلا أن إرثنا قادنا إلى نقطة لم نعد قادرين فيها على مواصلة العمل."

محاولات إنقاذ فاشلة

ذكرت صحيفة الجارديان أن هناك تقارير سابقة تشير إلى أن الشركة كانت تواجه مشاكل في التدفق النقدي. 

وفي يوليو الماضي، أعلنت الشركة عن وجود مشترٍ محتمل، حيث كانت شركة الاستثمار Antipodean Holdings في مناقشات حول عملية استحواذ، لكن المسؤولين الإداريين أوضحوا أنه "لم يكن من الممكن إتمام عملية البيع حيث لم يتمكن المشتري المحتمل، رغم الطلبات المتكررة، من إثبات امتلاكه للتمويل اللازم لإعادة رسملة الشركة والحفاظ على قدرتها على سداد ديونها."

لم يقتصر تأثير انهيار ISG على المشاريع الحكومية فحسب، بل امتد ليشمل عملاء من القطاع الخاص أيضاً، إذ كانت الشركة تتعامل مع عملاء بارزين مثل Apple وGoogle وBarclays، مما يشير إلى حجم التأثير المحتمل على مشاريع القطاع الخاص.