تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تعد حارة الروم إحدى الحارات التاريخية، التي تضرب بجذورها في أعماق القاهرة المملوكية، حيث كانت شاهدة على العديد من الأحداث والتحولات السياسية والاجتماعية.
كانت هذه الحارة مقسمة إلى قسمين: حارة الروم السفلي التي لا تزال قائمة حتى اليوم بشارع المعز لدين الله، وحارة الروم العليا التي كانت تقع بالقرب من باب النصر.
لعبت هاتان الحارتان، دوراً مهماً في تاريخ القاهرة القديمة، إذ شهدت تطورات هامة خلال حكم الحاكم بأمر الله، الذي أمر بهدمهما ونهبهما في عام 1009م، ما يضيف إلى قيمتهما التاريخية والأثرية.
تُعد مدينة القاهرة المملوكية، واحدة من أغنى المدن التاريخية في العالم، لما تحتويه من معالم وحارات تعود لمئات السنين، ومن بين تلك الحارات، نجد حارة الروم التي تم تقسيمها إلى حارتين: السفلى والجوانية (العليا).
تقع الحارة السفلى اليوم في شارع المعز لدين الله الفاطمي، وهو واحد من أبرز شوارع القاهرة القديمة، والذي يضم مجموعة من المعالم الإسلامية الهامة، بينما كانت الحارة الجوانية تقع بالقرب من باب النصر، وهو أحد الأبواب الرئيسية للقاهرة التاريخية.
حارة الروم السفلى والجوانية: موقعهما وأهميتهما
كانت حارة الروم السفلى تتمركز على يمين الداخل من باب زويلة، وهي جزء من الدرب الأحمر، أحد أشهر مناطق القاهرة القديمة، أما حارة الروم الجوانية فكانت تقع على يسار الداخل إلى القاهرة التاريخية، بالقرب من باب النصر، وهي منطقة حيوية تتميز بتاريخها الغني.
يرجع سبب تسمية الحارة بهذا الاسم إلى الأشراف الجوانيين الذين كانوا يسكنونها، ويُقال إن هذه الحارة كانت موطناً للروم الذين قدموا إلى القاهرة خلال فترة الحكم الفاطمي والمملوكي، لذلك، اكتسبت الحارتان أهمية اجتماعية وثقافية، حيث كانتا تُعدان من مراكز تجمعات الروم في القاهرة، وكان لهما تأثير كبير على النسيج الاجتماعي للمدينة.
غضب الحاكم بأمر الله وهدم الحارتين
في سنة 1009م، أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي كان يُعرف بطبيعته الغريبة وقراراته غير المتوقعة، بهدم الحارتين بعد أن غضب على الروم، كان هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ الحارتين، حيث تم تدميرهما ونهب ممتلكاتهما، ما أدى إلى تشتت سكانهما وتغير معالم المنطقة، يعتبر هذا الحدث جزءاً من سلسلة من القرارات الغريبة التي اتخذها الحاكم بأمر الله خلال فترة حكمه.
الحالة الحالية لحارة الروم السفلى
اليوم، لا تزال حارة الروم السفلى موجودة في شارع المعز لدين الله الفاطمي، على الرغم من مرور ما يقرب من ألف عام على الأحداث التي شهدتها. تتميز هذه الحارة بعماراتها التاريخية التي تعكس الطراز المعماري المملوكي والفاطمي، ورغم التطورات العمرانية التي شهدتها المنطقة، إلا أن الحارة ما زالت تحتفظ ببعض ملامحها الأصلية التي تجعلها مقصداً للسياح والمهتمين بالتاريخ.
الدور الاجتماعي والثقافي للحارتين
كانت حارتا الروم السفلى والعليا تضمان مجتمعاً متنوعاً من السكان، بما في ذلك الروم والمسلمين. كانت هذه الحارات تشهد حركة تجارية نشطة، حيث كان السكان يمارسون العديد من الحرف والتجارة، بالإضافة إلى ذلك، كانت الحارات مركزاً للتفاعل الثقافي بين مختلف الجنسيات والطوائف الدينية، مما جعلها جزءاً من النسيج الاجتماعي المتنوع الذي تميزت به القاهرة في تلك الفترة.
أهمية الحفاظ على التراث المعماري لحارة الروم
رغم أن حارة الروم السفلى ما زالت قائمة حتى اليوم، إلا أنها تواجه تحديات عديدة تتمثل في عمليات التحديث والتطوير التي قد تؤثر على طابعها المعماري التاريخي، من المهم أن يتم الحفاظ على هذه الحارات كجزء من التراث الثقافي والمعماري للقاهرة، لضمان بقاء جزء من التاريخ حياً للأجيال القادمة، لذلك، يجب على الجهات المعنية بالتراث والثقافة العمل على ترميم المباني القديمة في الحارة والاعتناء بها.
التحديات التي تواجه الحارة في العصر الحديث
تواجه حارة الروم السفلى اليوم العديد من التحديات التي تتمثل في الازدحام العمراني والتلوث البيئي، إلى جانب الضغوط الاقتصادية التي تؤثر على سكانها. هذه التحديات تجعل من الصعب الحفاظ على الطابع التاريخي للمنطقة، إلا أن هناك جهوداً مستمرة من قبل المهتمين بالتراث للحفاظ على هذه الحارة وتراثها الفريد.
في الختام، تظل حارة الروم بشقيها السفلي والجواني رمزاً للتاريخ العريق لمدينة القاهرة، وشاهداً على التداخل الثقافي والحضاري الذي شهدته هذه المدينة عبر العصور، لا يمكن تجاهل أهميتها الثقافية والتاريخية، وعلى الجهات المختصة أن تولي اهتماماً أكبر بترميمها والحفاظ على طابعها الفريد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية