في إطار الجهود الرامية لتعزيز السياحة الدينية والتاريخية في مصر، كلف الدكتور مصطفى مدبولي بالعمل على إحياء مسار خروج بني إسرائيل، بهدف تنظيم رحلات سياحية لهذا المسار الفريد.

وقد وضع الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، تصورًا لهذا المسار يضم 14 محطة، منها 9 محطات في سيناء، تبدأ من مدينة أون بالقاهرة وصولًا إلى جبل التجلي ووادى فيران، كما تم تقديم ملف لتسجيل هذا المسار كتراث عالمي ثقافي باليونسكو، استنادًا إلى المادة العلمية الموثقة في كتاب "التجليات الربانية بالوادي المقدس طوى". 

فكيف تم تحديد هذا المسار؟ وما هي أهم المحطات التي مر بها بنو إسرائيل في رحلتهم عبر سيناء؟ هذا ما سنستعرضه بالتفصيل في التقرير التالي.

1- بداية المسار من مدينة أون (عين شمس حاليًا)
تعد مدينة أون نقطة الانطلاق الأولى لمسار خروج بني إسرائيل، حيث ارتبطت بقصة نبي الله يوسف الذي كان مسؤولًا عن خزائن مصر.

 وتشير الأدلة الأثرية إلى اكتشاف صوامع غلال في هذه المنطقة، مما يدعم الروايات الدينية التي ذكرت أن يوسف عليه السلام كان المشرف على تخزين القمح في زمن القحط.

2- تل بسطة وأرض جوشن (الشرقية)
يمر المسار بتل بسطة، الذي كان يمثل مدخل أرض جوشن، وهي المنطقة التي استقر فيها بنو إسرائيل أثناء وجودهم في مصر. تمتد هذه المنطقة من الزقازيق إلى الإسماعيلية، وتشير المصادر التاريخية إلى أن بني إسرائيل بدأوا خروجهم من هذه المنطقة باتجاه سيناء.

3- وادي الطميلات ونقطة الشط
يمتد وادي الطميلات من الشرقية إلى الإسماعيلية، وصولًا إلى نقطة الشط، التي يُعتقد أنها المكان الذي شهد معجزة شق البحر لعبور بني إسرائيل وغرق فرعون وجنوده.

4- أولى محطات سيناء.. عيون موسى
تعد عيون موسى من أبرز المحطات، حيث تفجرت 12 عينًا بعدد أسباط بني إسرائيل، وذلك بعد معاناتهم من العطش في الصحراء.

لا تزال هذه العيون موجودة بالقرب من السويس، وتشير الدراسات إلى أن المنطقة المحيطة بها كانت قاحلة للغاية، مما يعزز صحة الروايات الدينية.

5- معبد سرابيط الخادم
يعتبر معبد سرابيط الخادم من أهم المواقع الأثرية على المسار، حيث طلب بنو إسرائيل من النبي موسى أن يصنع لهم إلهًا من تماثيل المعبد.

وهو المعبد المصري الوحيد في سيناء، وكان مركزًا لتعدين الفيروز، كما أنه يحتوي على أقدم كتابة في العالم، وهي الأبجدية السينائية المبكرة.

6- حمام موسى ووادي حبران
يقع حمام موسى بالقرب من طور سيناء، ويقال إن بني إسرائيل انتظروا فيه عودة النبي موسى بعد تلقيه ألواح الشريعة.

كما يُعتقد أنهم عبدوا العجل الذهبي في هذه المنطقة. أما وادي حبران، فهو ممر تاريخي استخدمه الحجاج المسيحيون والمسلمون للوصول إلى جبل موسى ودير سانت كاترين.

7- جبل التجلي وجبل موسى
يمثل جبل التجلي وجبل موسى أقدس المواقع على هذا المسار، حيث ناجى النبي موسى ربه وتلقى الوصايا العشر.

وقد شهدت هذه المنطقة اهتمامًا عالميًا، حيث سجلت منظمة اليونسكو مدينة سانت كاترين تراثًا عالميًا في عام 2002، نظرًا لأهميتها الدينية والتاريخية.

8- دير سانت كاترين وشجرة العليقة المقدسة
يضم دير سانت كاترين شجرة العليقة التي يُعتقد أن النبي موسى كلمه الله عندها. وقد بني الدير في القرن السادس الميلادي، وما زال يحمل ختمًا باسم "دير طور سيناء"، نسبة إلى جبل الطور المذكور في الكتب المقدسة.

9- عين حضرة وهضبة حجاج
تقع عين حضرة على طريق نويبع - سانت كاترين، وهي واحة خضراء وسط الجبال، ويُعتقد أنها كانت محطة لبني إسرائيل.

أما هضبة حجاج، فهي صخرة تاريخية نقشت عليها كتابات قديمة للحجاج الذين سلكوا هذا الطريق في العصور الوسطى.

10- وادي فيران
يعد وادي فيران المحطة الأخيرة على هذا المسار، حيث يُعتقد أن بني إسرائيل عانوا من التيه لمدة 40 عامًا قبل دخولهم الأرض المقدسة.

يشتهر الوادي بوجود آثار مسيحية وإسلامية، وكان محطة هامة للحجاج على مدار القرون.