تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في مجتمعنا، تحمل طقوس السبوع دلالات عميقة ومتجذرة في الثقافة الشعبية.
حيث يتجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بمولود جديد، وواحدة من هذه الطقوس هي "غربلة الطفل"، وهي ممارسة تقليدية تهدف إلى "تقوية قلب" الرضيع.
ولكن ما يغفله الكثيرون هو أن هذه العادة قد تكون لها آثار جانبية خطيرة على صحة الأطفال حديثي الولادة، وقد تؤدي إلى مضاعفات قد تهدد حياتهم.
يسرد د. محمود كامل، أخصائى طب الأطفال وحديثي الولادة، قصة حقيقية ترتبط بهذا الموقف، فقد حضرت أسرة بطفلها البالغ من العمر 10 أيام إلى المستشفى بعد ملاحظة أعراض صفراء طفيفة ظهرت عليه بعد أيام من ولادته. افترض الأهل أن الطفل يعاني من "الصفرة الفسيولوجية"، وهي حالة شائعة لدى الأطفال حديثي الولادة ناتجة عن قلة الرضاعة أو انخفاض كمية اللبن لدى الأم، لكن الأمور تطورت بسرعة عندما تدهورت حالة الطفل.
لكن عند فحص الطفل، لاحظ الفريق الطبي أن مستوى وعيه كان منخفضًا بشكل خطير، مع ضعف شديد في المص، وعدم استجابة للتنبيه، بالإضافة إلى انخفاض في جميع المؤشرات الحيوية مثل تشبع الدم بالأكسجين، والنبض، وضغط الدم، ودرجة الحرارة. تم تشخيص الطفل بأنه في حالة صدمة تستدعي التدخل الفوري.
الفحوصات:
بدأ الفريق الطبي بإعطاء الطفل مضادات الصدمة مع الأكسجين وأدوية تمنع هبوط الدورة الدموية، استجاب الطفل تدريجيًا للعلاج، لكن حالة نزيف دموي في البراز أثارت قلق الأطباء الذين شكوا في وجود نزيف داخلي، وخصوصًا نزيف في المخ.
وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، تبين أن الطفل يعاني من أنيميا حادة وميكروب في الدم، مما استدعى الحاجة الفورية إلى نقل دم وبلازما.
وفي الوقت ذاته، تم إجراء أشعة مقطعية عاجلة للمخ، والتي أكدت وجود نزيف، لكن بفضل الله لم يكن النزيف واسع النطاق.
السبب الكارثي:
عندما سأل الأطباء الأهل عما إذا كانوا قد أجروا "سبوع" للطفل، أجابوا بالإيجاب وأكدوا أنهم قاموا بغربلة الطفل "لتقوية قلبه"، هنا كان الجواب الصادم: هذه الممارسة كانت السبب الرئيسي وراء تكسير كرات الدم الحمراء والصفائح الدموية، مما أدى إلى نزيف المخ.
الغربلة ليست مجرد تقليد غير ضار، بل قد تكون سببًا في تعريض حياة الأطفال للخطر، ويدعو الأطباء الأهالي للتخلي عن هذه العادة الخطيرة حفاظًا على صحة وسلامة أطفالهم، والأطفال لا يحتاجون إلى غربلة ليكونوا أقوياء، بل يحتاجون إلى رعاية صحية سليمة.
رسالة توعية:
يحذر الطبيب الأهل بأن تكون هذه الحالة جرس إنذار بضرورة الابتعاد عن مثل هذه الممارسات التقليدية التي قد تضر أكثر مما تنفع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية