تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«مقدرش أعيش لوحدي”.. وفاة شاب بعد سماع خبر موت شقيقه بدقائق
هل الحزن يؤدى للموت.. هل فراق الأحباب تكون نهايته الأحزان والفراق؟!، فى تلك الواقعة التى جسدت كل معاني الوفاء والإخلاص بين الأشقاء تكون الإجابة بـ نعم.
فى الوقت الذي نسمع عن جرائم الأشقاء لبعضهم البعض وعقوق الأبناء للأب والأم أمامنا واقعة تحمل كل معاني الحب الحقيقي، الحب المطلق غير المشروط بمصلحة أو منفعة، حب الأشقاء والذى يدل على صلاح الأسرة والتربية السليمة.
نحن أمام واقعة لم يتحمل فيها الأخ فراق أخيه دقائق معدودة، لم يستطع أن يعيش بمفرده وسط كل من يعرفهم، لم يكن قادرًا على تحمل نظرات الحزن ومواساة من حوله، لم يتخيل أنه من المفترض أن يقف فى عزاء شقيقه الأكبر، فبدون إرادته تملكه الحزن والخوف من العيش بمفرده دون رفيق العمر فسقط في لحظة مودعًا الحياة، فلحق به خلال دقائق معدودة من وفاته، وكأن لسان حاله يقول؛ «لن أعيش لحظة واحدة بدون أخي».
«عبد السميع عبدالمجيد المهره» شاب بسيط يبلغ من العمر 35 عامًا، نشأ داخل منزل بسيط بقرية الحامولي بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وسط أسرته الصغيرة، وقبل أن يتم عامه الثالث رزق الله العائلة بمولودهم الثاني «رمضان»، ليعيشا معًا باقى سنوات عمرهم كالتوأم، فلا يوجد شخص يعرف أحدهما دون أن يتعرف على الآخر، فمشوار الحياة كان مشتركا بينهما فى كل تفاصيله، لا يوجد سر بينهما، فعندما يقرر أحدهما فعل شيء أيا كان أو الاختفاء عن من حوله والجلوس وحيدا فكان يخبر الآخر ليعرف مكانه ويجلسان معًا، ولم لا فهما اثنان ولكن بروح واحدة، شابان ولكن بقلب واحد.
قرر الأخ الأكبر «عبدالسميع» الانتقال للقاهرة للعمل، وتحسين المستوى المعيشي، والتفكير فى خطوة الزواج، ففاجأ شقيقه الصغير «رمضان» بالقرار، وانه وجد العمل، لم يفكر «رمضان» لحظة بل كانت اجابته واحدة «سنذهب معًا للعمل» وبالفعل ذهبا إلى العاصمة ـ وكان معا فى كل لحظة بعدما استقرا فى القاهرة.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فوجئ رمضان منذ شهور قليلة بأن شقيقه «عبدالسميع» مريض قلب وفى حاجة لعمل عملية على وجه السرعة لتركيب دعامة بالقلب، وتمت العملية بنجاح، ولكن اخبره الأطباء أنه لابد من الحفاظ على نفسه ولا داعي للاجهاد تحت أي ظرف من الظروف، وبالفعل مرت الأيام وبدأت الحياة تعود كما كانت، ولكن لم يستطع الشقيق الصغير السيطرة على حزنه وقلقه المستمر على شقيقه الكبير، حاول بكل ما يستطيع اسعاد شقيقه، لم يتخيل للحظة أنه من الممكن أن يستيقظ على خبر فقدان الأخ و السند ولكن هذا ما حدث؟!
فوجئ «رمضان» بسماع خبر وفاة شقيقه الكبير «عبدالسميع» لم يتحمل الصدمة، رفض التصديق، ولكن بعد التأكد كان الصراخ كالأطفال، ولكن فى لحظة اصيب بحالة من الصمت، وكأنه يتذكر شريط الحياة المليئ بالذكريات التى جمعتهما سويًا، وفى لحظة أخرى سقط «رمضان» ارضًا فاقدا الوعي وهذا ما اعتقده من حوله، ولكن الحقيقة هو أنه فقد روحه «شقيقة» فمات معه.
عاد الشقيقان لبلدتهما «الفيوم» ولكن محمولين على الاكتاف فى مشهد جمع المئات من أهالي قرية الحامولي والقرى المجاورة لها، بمركز يوسف الصديق بالفيوم، لتشييع جثمان الشقيقين، بعد أن توفيا في نفس الساعة تقريبًا ربما كان الفارق بينهما دقائق قليلة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية