تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > بوابة أخبار اليوم : «قطعة حلوى» قصة قصيرة للكاتبة أميرة عبد العظيم
source icon

بوابة أخبار اليوم

.

زيارة الموقع

«قطعة حلوى» قصة قصيرة للكاتبة أميرة عبد العظيم

 

 

طائرة ورقية تحلق فوق رأسه مكتوب عليها "أبى هل أحضرت الحلوى؟" يتشبث بها بيدٍ مرتجفة، لكنه يأبى إفلاتها!، ويتكئ بيده الأخرى على الواجهة الزجاجية؛ ينبش بأظافره الناعمة سطحها؛ محملقا بعينيه لقطع الحلوى المتراصة خلفها؛ فيسيل لعابه على جانبي شفتيه القرمزية متشوقاً إلى قضمة ولو صغيرة من تلك الحلوى المغطاة بالحمص وأخرى بالسمسم وتلك القطعة من الملبن حلوة المذاق برائحة الورد!

حين دخل المحل وبصحبته ابنه الصغير؛ لفت نظره ذلك الطفل الصغير الذي يرمق بنظراته البريئة قطع الحلوى الملونة

 اعتلت مظاهر الضيق وجهه، وصار يتمتم قائلاً

 " طفل برئ من الذي فعل به هذا؟" أسرع بشراء مجموعة من الحلوى

دنا عبد الرحمن من الطفل سائلاً عن اسمه قال: أحمد

 صحبته ابتسامة يغمرها عطفٌ يعلوه حب

- خذ يا أحمد كيس الحلوى هذا من أجلك

نظر إليه على استحياء شديد يأبَى ويستنكر، إلى أن غلبته الدموع، ففرّت من عينيه صباً حتى أخفت ملامحه الحبلى بالحزن الشديد وبصوت خافت قال: أنا لست فقيراً؛ أنا أنتظر أبى كل عام في هذا المكان منذ أعوام، ليشتري لي حلوى المولد كما أنت تشتريها لابنك، وأشار بسبابته الصغيرة إلى الطفل الذي لا يزال يحتصن يد أبيه

أجهزت العبارة بقسوة على قلب عبد الرحمن ألماً، وذهب بفكره إلى عالم آخر وسؤال تتيه معه الأذهان " أين أبوك؟ وكيف سوّلت له نفسه أن يتركك هكذا والأنين يحاصرك والألم يعتصرك وأنت في مقتبل عمرك ؟!..ما ذنبك لتقف على قدميك الخضراوتين هكذا؛ لا تجد من يشد عضدك !! ليته يستشعرك وتهفو أذناه إلى أنين شفتيك" ودنا من الطفل واحتضنه، وهمس في أذنه مشيرًا إلى ابنه " من الآن؛ هذا أخوك هاني

وضمهما معًا إلى صدره، وهو يتابع بعينين دامعتين الطائرة الورقية، بينما الطائرة تعلو إلى أن ابتلعتها سحب الشتاء الداكنة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية