تعتبر الألبان ومنتجاتها، وعلى رأسها الجبنة، من أهم الأغذية الغنية بالعناصر المفيدة التي يحتاجها الجسم يوميًا، فهى مصدر ممتاز للبروتينات عالية الجودة، والكالسيوم الذي يعزز صحة العظام والأسنان، إلى جانب مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في دعم الجهاز المناعى وتحسين وظائف الجسم.

إضافة إلى فوائدها الصحية، وتتميز الأجبان بتنوعها الكبير، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا فى مختلف المطابخ العالمية.. ويأتي مهرجان الجبنة في نسخته الثالثة ليجمع عشاق الجبنة وخبراءها من مختلف المجالات، بهدف استكشاف أنواع جديدة من الجبنة، والتعرف على طرق إنتاج مبتكرة، إلى جانب تسليط الضوء على قيمتها الغذائية، ما يعزز الوعى بأهميتها كغذاء صحى ولذيذ.

صناعة الجبنة من أقدم وأهم الفنون الغذائية التي تطورت عبر العصور، حيث لم تقتصر على تلبية احتياجات التغذية فحسب، بل أصبحت مساحة واسعة للإبداع والتجديد، ومن أحدث الابتكارات التى أثارت إعجاب عشاق الطعام حول العالم هو مزج الجبنة بالمكسرات والمانجو والكافيار، ليقدم تجربة فريدة بنكهات متنوعة للجبن، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع فى عالم الطهى والمقبلات.

يتحدث عبد الله حسنين، شيف متابعة وتطوير فى إحدى شركات الألبان، عن أحدث الابتكارات فى عالم الجبنة التى تهدف إلى تغيير ثقافة المستهلك فى تناول ساندويتش الجبنة بالطريقة التقليدية، فهذه الابتكارات مستوحاة من طرق تقديم الأجبان فى الفنادق العالمية، حيث تم تقديم أفكار جديدة ومميزة مثل مزج جبنة الريكفورد مع الجبنة القريش والمطبوخ، مع إضافة الزعتر وزيت الزيتون. ومن بين الابتكارات الأخرى، جبن الشيدر الممزوج بالتفاح وطماطم الشيرى، والجبنة الرومى مع المانجو والفلفل الألوان، بالإضافة إلى الجبنة القريش مع الزعتر اللبنانى، وحبة البركة، والملح، والكمون، والبقسماط الناعم، ثم يُشكل فى كرات صغيرة مغلفة بالبابريكا.

كما يوضح حسنين أن معجون الجبنة المطبوخ بالكافيار والبيف يعد من الإضافات التى تعزز النكهات وتجعلها أكثر تميزًا، ويشير إلى أن هذه الابتكارات قد لاقت إقبالًا متزايدًا من المستهلكين الذين بدأوا يفضلون تجربة النكهات الجديدة والمختلفة عن المعتاد.

فى ظل التغيرات المستمرة فى أنماط الطعام وظهور الأطعمة السريعة التى غزت الموائد، يظل الحنين إلى الماضى أحد الدوافع الأساسية لإحياء تقاليد الطعام البسيطة والمغذية، ومن بين هذه العادات هى العودة إلى سندويتش الجبنة الذى يحمل نكهة الزمن الجميل. 

تقول بيسان نجم، المسئولة فى إحدى شركات تصنيع الخبز الصحي، إن الهدف الأساسي هو تشجيع المواطنين على اتباع نظام غذائى صحى بمذاق شهى، مما دفعهم إلى تبنى فكرة العودة إلى خبز الأجداد المصنوع من الدقيق الأسمر، الذى كان يقدم كسندويتش صحى ومفيد للعائلات.

وتوضح أنه تم طرح مجموعة متنوعة من المنتجات التى تلبى احتياجات مختلف الأذواق، مثل المقرمشات الحلوة والمالحة والخبز الطرى، كما تشير إلى توافر خبز غنى بالألياف، الذى يساعد على الشعور بالشبع وتقليل دهون الجسم، حيث يصنع من مكونات طبيعية تشمل الدقيق الأسمر، ونخالة القمح، وبذور الشيا، والكتان، ليكون خيارًا غذائيًا مثالياً ومفيداً للصحة.

حليب الإبل مورد طبيعي غنى بالعديد من الفوائد الغذائية والصحية، مما يجعله مادة أولية مميزة فى صناعة منتجات الألبان، وعلى رأسها الجبنة. 

يسلط الدكتور السيد محمد عابدين، أستاذ بمركز بحوث الصحراء قسم تربية الحيوان والدواجن، الضوء على الإمكانات الهائلة التى تمتلكها هذه الصناعة الواعدة، فحليب الإبل يحتوى على تركيبة فريدة، حيث يتميز بارتفاع نسبة البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية والدهون الصحية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين B، إلى جانب المعادن المهمة كالكالسيوم والمغنيسيوم، أما الخصائص الصحية لحليب الإبل، فتشمل تحسين صحة الجهاز المناعى ومكافحة الالتهابات، مما يعزز من قيمته فى الأسواق المحلية والعالمية.

ومع ذلك، تواجه صناعة جبن حليب الإبل تحديات تقنية كبيرة، أبرزها صعوبة تخثر الحليب وتحويله إلى جبن بسبب اختلاف تركيبته عن الحليب التقليــدى للأبقار والماعز، وقد طرح د. عابدين عـــدة حلول للتغلب على هذه العقبات، مثل استخدام الإنزيمات الطبيعية المعدلة وتقنيات التركيز الحديثة، بالإضافة إلى تطوير آليات جديدة لتحسين عملية الإنتاج وزيادة الكفاءة.. اقتصاديًا تمثل صناعة جبن حليب الإبل فرصة واعدة لفتح أسواق جديدة، خاصة فى أوروبا وآسيا، حيث يزداد الطلب على المنتجات الصحية والطبيعية، إلا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب توفير بنية تحتية قوية ودعما حكوميا للبحث العلمى والتطوير، بجانب تشجيع الاستثمار فى هذه الصناعة.

ويشير إلى أن الدول التى تعتمد على الإبل كمورد اقتصادى، مثل دول الخليج وإفريقيا، يمكنها استغلال هذه الصناعة لتعزيز الأمن الغذائى وتحقيق التنمية الاقتصادية، ويدعو إلى أهمية زيادة الوعى بأهمية منتجات الإبل من خلال حملات إعلامية وبرامج تعليمية لتشجيع الاستهلاك المحلي والعالمي لهذه المنتجات، والمساهمة فى تطوير الصناعات الغذائية وتحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، إلى جانب توفير منتجات صحية ومبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين حول العالم.

◄ اقرأ أيضًا | فوائد تناول الجبنة القريش

◄ منتجات صحية لمرضى حساسية الألبان

في محاولة سـعى نحو تلبية احتياجات الجميع، أصبحت المخبوزات الصحية خيارًا ضروريًا للذين يعانون من حساسية الألبان، مما يضمن لهم الاستمتاع بالمذاق اللذيذ دون القلق من أى مضاعفات صحية أو الشعور بالحرمان.

يقول الشيف حمدى محمد، مسئول بإحدى الشركات المتخصصة فى صناعة المخبوزات، إنه يسعى لتقديم منتجات مخصصة لمرضى حساسية الألبان والبيض، حيث تكون خالية تمامًا من الألبان ومشتقاتها.

تعتمد هذه المنتجات على ألبان نباتية مثل حليب جوز الهند وحليب اللوز، بالإضافة إلى دقيق الأرز البني، مما يضيف قيمة غذائية غنية للمنتج، وتستخدم هذه المكونات فى إعداد المخبوزات والحلويات مثل الكيك والبسكويت، ويتم تحليتها بسكر الاستيفيا أو الشوكولاتة الداكنة، ومن المزايا الأخرى أن هذه المنتجات تناسب أيضًا مرضى حساسية القمح. 

وأوضح الشيف حمدى أن المرضى قد يأتون بروشتات تتضمن المكونات الممنوعة، ويتم تنفيذ هذه التوجيهات بدقة، حيث يصل عدد المنتجات التى يمكن تحضيرها وفقًا لهذه الشروط إلى حوالى 200 منتج، مشيرا إلى أن هذه الطرق الصحية لا تقتصر على تلبية الاحتياجات فقط، بل تسهم أيضًا فى نشر الوعى بأهمية توفير خيارات غذائية شاملة للجميع.

◄ «الرايب والقريش».. صحة وعافية

تعتبر الألبان المتخمرة من الأطعمة الأساسية فى النظام الغذائى الصحى، لما تحتويه من عناصر غذائية غنية وفوائد صحية هائلة، فهى تُعد مصدرًا رئيسيًا للبروتينات والفيتامينات والمعادن، إلى جانب احتوائها على بكتيريا نافعة تساهم فى تحسين صحة الجهاز الهضمى وتقوية المناعة.

ينصح الدكتور أحمد محروس، خبير جودة صناعة الألبان والجبنة، بأهمية تناول الألبان المتخمرة التى تشمل منتجات مثل الزبادى واللبن الرائب والجبنة القريش، موضحًا أن هذه المنتجات غنية بالبروبيوتيك، وهى البكتيريا المفيدة التى تساعد على تحقيق توازن صحى فى الأمعاء، مضيفا أن تناول الألبان المتخمرة بانتظام قد يساهم فى الوقاية من بعض الأمراض مثل التهابات المعدة وأمراض القولون، كما يساعد على تقليل مستويات الكوليسترول فى الدم وتعزيز صحة القلب.

كما تطرق إلى أهمية الألبان المتخمرة للأطفال وكبار السن، حيث تساعد فى تحسين امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام، مما يساهم فى الوقاية من هشاشة العظام، واختتم حديثه بضرورة تضمين الألبان المتخمرة كجزء من الوجبات اليومية للحصول على الفوائد الغذائية الكاملة، مع ضرورة اختيار المنتجات الطبيعية ذات الجودة العالية، مع التأكد من خلوها من المواد الحافظة المضافة، لضمان الحصول على سر الصحة الأفضل والحياة الأكثر نشاطًا.