مع ازدياد أعداد المصابين بالاكتئاب عالميًا، يسعى العلماء لإيجاد طرق جديدة وفعالة للتعامل مع هذه الحالة بعيدًا عن العلاجات الدوائية التقليدية، التي غالبًا ما تحمل آثارًا جانبية مزعجة، وفي تطور علمي جديد.

أظهرت دراسة حديثة أن العلاج بالضوء الساطع قد يكون بديلًا واعدًا لعلاج الاكتئاب، خاصة الاكتئاب غير الموسمي، ما يمنح المرضى خيارات جديدة ومأمونة لتحسين صحتهم النفسية،بحسب ما جاء في صحيفة نيويورك بوست.

أثبتت الدراسة، التي أُجريت على 858 مشاركًا يعانون من اضطرابات الاكتئاب، فعالية "العلاج بالضوء الساطع" (BLT) في تحسين الحالة المزاجية وزيادة معدلات التعافي من الاكتئاب غير الموسمي، إذ طُلب من المشاركين الجلوس أمام جهاز ضوئي خاص لمدة نصف ساعة يوميًا، حيث يصدر هذا الجهاز ضوءًا أبيض بشدة تصل إلى 10,000 لكس، وقد أظهرت النتائج أن نسبة الشفاء لدى من استخدموا العلاج بالضوء وصلت إلى 40%، مقارنةً بنحو 23% بين من اعتمدوا على مضادات الاكتئاب فقط.

اقرا أيضأ|تقضي على الوحدة والاكتئاب.. الموسيقى أحدث علاج للمسنين

وأشارت الدراسة إلى أن فعالية الضوء الساطع قد تم إثباتها مسبقًا في علاج حالات "الاضطراب العاطفي الموسمي"الذي يظهر لدى البعض في فترات الشتاء، حيث ساعدت جلسات العلاج الضوئي لمدة أربعة أسابيع في تحسين أعراض هذا الاضطراب بشكل كبير، هذا النجاح شجّع الباحثين على اختبار فعالية العلاج الضوئي لمرضى الاكتئاب غير الموسمي، ووجدوا أن هذا العلاج لا يقل فعالية، ويمكن أن يكون خيارًا مساعدًا للعلاج الدوائي أو حتى بديلاً عنه.

كما يوضح الباحثون أن العلاج بالضوء الساطع له ميزة من حيث التكلفة وسهولة الوصول؛ فبينما تتفاوت تكاليف العلاج بالأدوية، فإن التعرض لضوء النهار لا يتطلب أي تكاليف إضافية، ويُعتبر هذا العلاج خيارًا صحيًا ذا تكلفة منخفضة، ما يجعله بديلاً جذابًا للكثيرين، إلا أن الخبراء يحذرون من الاعتماد على الأجهزة المنزلية أو التجارية، إذ قد لا تكون فعالة بقدر الأجهزة الطبية التي يستخدمها المختصون في علاج المرضى.

يمثل العلاج بالضوء الساطع بارقة أمل جديدة لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب، فهو يقدم خيارًا غير دوائي يمكنه تعزيز التعافي دون التعرض للآثار الجانبية المزعجة التي قد تسببها بعض الأدوية، ومع استمرار الأبحاث في هذا المجال، يُتوقع أن يُعتمد العلاج الضوئي كجزء أساسي من خطط العلاج النفسي، خاصة لأولئك الذين يسعون لتحسين