كان الموسيقار الشيخ «زكريا أحمد» من أوائل الملحنين الذين تعهدوا مطربة الشرق أم كلثوم بالألحان التي تظهر صوتها القوي الممتاز.

وسأل محرر جريدة الأخبار عام 1945 عن رأي زكريا في تأدية أم كلثوم لألحانه خاصة، وفي تأديتها للألحان بوجه عام، فأجاب قائلاً:

"تمتاز أم كلثوم على غيرها من المغنيات بثلاثة أشياء، أولها: إن الله وهبها صوتًا لا مثيل له من ناحية القوة والجمال، والثاني: إنها بحكم حفظها وتجويدها للقرآن الكريم اكتسبت جبرة تجعلها قديرة على إعطاء كل كلمة وكل حرف ما ينبغي للنطق الصحيح، وبحكم العادة ومضي المدة أصبح ذلك في طبيعتها، وسلمت مخارج الحروف عندها بحيث يتبين سامعها كل كلمة تغنيها بوضوح تام".

اقرأ أيضا | «العرب».. أول من قاموا بتنزيل القبعة للتحية

وأضاف زكريا: "أما الشيء الثالث: هو أنها دقيقة الحس، عظيمة الذكاء، كثيرة الاطلاع، فهي تجيد فهم كل أغنية، وتحس كل المعاني التي تتضمنها أو تشير إليها كل كلمة في الأغنية، وكثيرًا ما يفتح الله عليها فتتعمق في فهم الأغنية وفي الإحساس باللحن الموضوع لها فتضيف إلى المعاني التي يريدها المؤلف والملحن معاني أخرى مستولدة منها وشديدة الشبه بها دون الخروج عن المقصود في التأليف والتلحين".

وختم زكريا رأيه في أم كلثوم قائلاً: "من هنا كانت أم كلثوم أحسن المطربات لأن صوتها وأداءها يصدران عن فهم وإحساس، ولا عجب أن التي تجيد تأدية كلام الله وتبرز معانيه جديرة أن تؤدي كلام الناس وألحانهم أحسن الأداء".

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم