تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > بوابة أخبار اليوم : «حواديت الذكاء الاصطناعي» خطر على ذكاء ومشاعر طفلك
source icon

بوابة أخبار اليوم

.

زيارة الموقع

«حواديت الذكاء الاصطناعي».. خطر على ذكاء ومشاعر طفلك

مع نسرين، أم لطفلين في السادسة والثامنة من العمر، قالت: «اعتمدت لفترة على برنامج ذكاء اصطناعي يحكى القصص لأطفالي قبل النوم، ولاحظت أنهم أصبحوا أقل تفاعلاً معى ومع قصصي التي كنت أحكيها بنفسي».

فيما قالت هالة، أم لطفل في الخامسة من العمر، إنه أصبح يطلب سماع القصص من التطبيقات بدلًا من قضاء وقت معها، ما أثر سلبًا في علاقتهما. مضيفة: «حتى مهاراته اللغوية لم تتطور كما كنت أتوقع»، فضلا عن ملاحظتها للتحدث مع هذه التطبيقات في أمور أكبر من عمره ما أثار بداخلها مخاوف كثيرة وأصبحت تمنعه عن التفاعل معها.

◄ تطوير المهارات

الاستشاري النفسي والتربوي للأم والطفل، الدكتورة منار حسن، قالت إن الدراسات تشير إلى أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك برامج الذكاء الاصطناعي التي تحكى القصص، قد يؤدى لتقليل تفاعل الأطفال اجتماعيًا، وغياب التفاعل المباشر عند استخدام هذه البرامج قد يؤثر في قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر الآخرين، فضلا عن زيادة مخاطر العزلة الاجتماعية وتأخير تطوير مهارات التواصل لديهم.

وللحد من هذه التأثيرات السلبية، تنصح منار بضرورة تحقيق التوازن عند استخدام التكنولوجيا في حياة الأطفال، مع تخصيص الأهل وقتًا لقراءة القصص لأطفالهم بشكل مباشر يوميًا.

◄ تسهيل الحياة اليومية 

فيما أكد أستاذ تحليلات البيانات بجامعة برمنجهام سيتي بالمملكة المتحدة، الدكتور محمد مدحت جابر، أن الذكاء الاصطناعي أصبح يظهر للأطفال بعدة أشكال، سواء في التعليم عبر تخصيص المحتوى وفقًا لقدرات الطفل، أو فى الترفيه عبر الألعاب الذكية والتطبيقات التفاعلية التى قد تجعل الأطفال يقضون ساعات طويلة فى التفاعل معها. كما أن المساعدين الافتراضيين يسهلون الحياة اليومية للأطفال، مثل البحث عن المعلومات أو التحكم فى الأجهزة المنزلية عبر الأوامر الصوتية.

ويشير إلى أن الحواديت قديما كانت جزءًا أساسيًا من طفولة الأجيال السابقة، حيث لم تكن مجرد قصص تُروى قبل النوم، بل وسيلة لغرس القيم الاجتماعية، وتعزيز الخيال، وتقوية الروابط الأسرية، فكان الطفل يجلس إلى جوار والديه أو أجداده، يستمع بشغف لحكايات تحمل بين طياتها الحكمة والتشويق، ويتفاعل معها من خلال الأسئلة والتخيل والضحك وحتى الخوف أحيانًا. لكن مع تطور التكنولوجيا، لم تعد الحواديت تُروى بنفس الطريقة، بل حلت محلها تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى تروى القصص بطريقة آلية، دون تفاعل إنسانى حقيقى، ومع الوقت، تراجعت فرص الحوار العائلي والتواصل المباشر، ما أدى إلى عزلة اجتماعية متزايدة بين الأطفال وأسرهم.

ورغم أن الذكاء الاصطناعي يوفر محتوى ترفيهيًا وتعليميًا متطورًا، فإنه لا يمكن أن يعوض التفاعل الإنساني الذي توفره الحواديت التقليدية، فالتفاعل مع الأهل أثناء سماع القصة يساعد الطفل على تطوير مهارات التواصل، وتحليل المواقف، والتعبير عن مشاعره، بينما تفتقر الأجهزة الذكية لهذه القدرة على الاستجابة العاطفية العميقة.

◄ تجارب حقيقية

كما أن الأطفال يحتاجون لتجارب اجتماعية حقيقية لتطوير ذكائهم العاطفي، وهو ما لا يمكن أن توفره الحكايات التى تُروى بواسطة الذكاء الاصطناعى، فعندما يسمع الطفل قصة من والدته أو والده، فهو لا يتعلم فقط أحداث القصة، بل يراقب تعابير الوجه، ونبرة الصوت، ويتفاعل مع المشاعر، ما يعزز قدرته على فهم الآخرين والتواصل معهم بفاعلية.

وبدلًا من ترك الأطفال يعتمدون بالكامل على الذكاء الاصطناعي، يمكن دمج التكنولوجيا بطريقة متوازنة مع التفاعل البشري، فعلى للوالدين استخدام التطبيقات التفاعلية لرواية القصص، لكن مع مشاركتهم الفعالة فى التفسير والتفاعل مع الطفل، كما يمكن تخصيص وقت يومى للحكايات التقليدية، حيث يجلس الأهل مع أطفالهم لرواية القصص بأسلوب يعزز الحوار والتواصل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية