ابتكر المصريين القدماء على مدار تاريخهم وسائل عديدة كى تصل المياه إلى أراضيهم الزراعية، وكان من ضمن الوسائل المستخدمة في الري ما أسماه المزارعون بـ "الزوافة" وهي آلة تجذب المياه من الأسفل إلى الأعلى يجرها "حمار أو بقرة" حتى تروى الأرض الزراعية، ومع مرور الوقت استحدثت وسائل أخرى كان أخرها الماكينات التى تعمل بالسولار وتجذب المياه من الأسفل إلى الأعلى، ولكن فى الفيوم ورغم قدم "الزوافة" واعتبارها وسيلة بدائية لرى الأراضى الزراعية إلا أن هناك بعض المزارعين مازالوا يستخدمونها ولهم حججهم فى ذلك ومنها أن المياه تخرج ببطء دون تدفق ما يُمكن الأرض من الأرتواء الكامل، بالإضافة إلى أنها لا تكلفهم المال مثل ماكينات الري التي تعمل بالسولار.

ففي أرض زراعية تقع بمنطقة قحافة بمدينة الفيوم لفت نظرنا تواجد الزوافة وبجوارها صاحبها وتعمل لرى أرضه بجوار بحر يوسف .

يقول سيد محمد 49 سنة "مزارع" ولدت ووجدت آبائى وأجدادى يروون أراضينا الزراعية بـ "الزوافة" أو الساقية وهى تخرج المياه من الأسفل إلى الأعلى عن طريق "هوداية" توضع فى نهايتها وهي عبارة عن عرق خشبي يمكنها من الدوران، ثم يقوم بوضعها على  الحمار وتركيبها فى "الحنط" أى حلقة توضع فوق البقرة أو الحمار حتى تسير بها.

ويشير إلى أنه رغم استحداث وسائل رى جديدة ومتعددة إلا أننى مازلت أروى أرضى الزراعية بالذوافة لأنها تشبع أرضى كما ينبغى ولا تغرقها مثل ماكينة رفع المياة التي تشفط المياه وتتسبب أحيانًا في تلف الزراعات لكثرة المياه التى تجلبها من الأسفل إلى الأعلى، لافتاً إلى أن الزوافة مكونة من قطع حديدية متصلة بقطعة خشبية يتم صيانتها كل 6 أشهر عن طريق الحداد والنجار حتى تعود لوضعها الطبيعى، مؤكدًا أن الزوافة الموجودة فى منطقة قحافة تروى أرضهم الزراعية وأراضى باقى المزارعين بالمنطقة ولد وشاهدها ولم تتغير ما يدلل على تاريخها، وعلى أنها لا تتسبب في مشاكل للأرض الزراعية بل هي وسيلة آمنة للرى.

ويتابع "الزوافة" من الممكن أن تروى 25 فدان يوميًا بالطريقة العادية وحينما نروى الأرض لوقت طويل نضطر إلى أن نعصب عينى الماشية حتى لا تصاب بالدوار والهياج وتتوقف عن العمل، مشيرًا إلى أنه وعدد من المزارعين المنطقة يروون أرضهم بالذوافة .

ويضيف أن محصول أرضه الزراعية لا يختلف عن الآخرين كثيرًا ولكنه يهتم به سواء من ناحية الري أو من وضع السماد له في أوقاته ولذلك فدائما محصوله مميز عن غيره.