تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ترفض.. يقينا ترفض.. تثور غضبا.. تعارض.. تسب.. تلعن.. تمتعض.. تعبس..
بلا صوت.. بلا كلمات.. بلا جمل مرتبة حتى لو كانت فقدت في تكوينها قواعد النحو.. كبلتها نظرات العيون والأنوف الطويلة الممتدة حتى خرقت قلبها الذي يفضح الحروب الدائرة داخلها.. دموع تتساقط على خديها كلما أطل مذيع الجزيرة في تغطيته الإخبارية عن القتلى من الأطفال والشباب في الأرض المحتلة..
ثمة تعمد للتخلص من مستقبل المقاومة في التخلص من أطفالها.. فالطفل هو مشروع مجاهد.. مشروع عدو تطول أظفاره لتتحول إلى مخالب تنهش في جسد تاريخهم الكذوب لتتمزق صفحاته ولا يتبقى منها إلا حضارة المقاومة..
وهو في اللا مكان واللا زمان ترتد إليه صنيعته ملطخة بالظلم.. يختفي هناك خلف سحابة أو مجرة أو قد يكون بيننا بلا جسد كما الهواء يترصد ما صاغته يداه من حوار وسيناريو..
هل تستمد الأرض بقاءها من تلك الدماء المسفوكة ببذخ؟!
هل الكون كما دراكولا يعيش على الموت...؟!
هل بات الموت مشهدا تمثيليا.. يقدمه الأبطال بلا علم منهم ...؟!
هل الدماء مجرد بصمات للراحلين.. لتعلن أن هنا كان بشر؟!
هل يشاهد كل ذلك مصفقا لكل لقطة أتقنها القاتل والقتيل؟
كثيرة هي أجساد الأطفال بلا رؤوس ولا أجزاء مكتملة.. ضاعت بل ذابت مع بذور الصنوبر والزيتون والتمر..
فصرنا نتناول أولادنا ... أيقبل أن نتناول أبناءنا؟!
كانت تنزف هذه القصة وهي تشاهد سينما هندية ملونة بأصناف فسفورية بلون الصيف.. تنشر الدفء والرقص والحب الخادع الذي يقايض الجسد باللامبالاة
بالأنانية ..كان الفيلم صامتا كما رفضها تعمدت ألا تسمع اللغة وتركت لعينيها الترجمة ..
فجأة تتمرد على عينيها وتمسك بذلك الدبوس وتخرقهما ... فلقد أرادت أن تسكت إشاراتها التي لا يفهمها أحد..
لينمو داخلها صوت ينطق بالرفض.. يصرخ من الألم
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية