تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خلال ثلاثة أيام من شهر مارس عام 2015، وتحديدا فى المدة من 13 إلى 15 عُقد بمدينة شرم الشيخ مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بعد نحو تسعة أشهر من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية رئاسة الجمهورية فى الثالث من يونيو عام 2014، أقيم هذا المؤتمر تحت شعار «مصر المستقبل» بمشاركة 2000 مندوب من 112 دولة، لدعم الاقتصاد المصرى فى مجالات متعددة منها مجالات الطاقة، والنقل، والشحن، والنفط، والعقارات.
خلال المؤتمر، أعلنت الحكومة المصرية عدة مشروعات تنموية كبرى جاء على رأسها مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك فى موقع يبعد 60 كيلو مترا عن منطقة وسط البلد بالعاصمة الحالية القاهرة، وكذلك يبعد عن السويس والعين السخنة، وتقع على مساحة 170 ألف فدان، وهى تعادل مساحة سنغافورة، وتعادل أربع مرات مساحة العاصمة الأمريكية واشنطن Washington D.C، وتشمل عدة أحياء، منها الحى الحكومى المخصص لنقل مقر رئاسة الجمهورية والمقار الخاصة بكل الوزارات، بالإضافة إلى البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، ويتوسط المساحة بين الحى الحكومى ومبنى البرلمان بغرفتيه ساحة الشعب التى يتوسطها أعلى سارى علم فى العالم بارتفاع 207 أمتار، بعد أن كان من المقرر أن يكون الارتفاع 191 مترا فقط، إضافة إلى السفارات والقنصليات، ولكى تكون أيضا المركز المالى الجديد لمصر، أنشئ حى المال والأعمال ومنطقة الأعمال المركزية CBD التى يتوسطها البرج الأيقونى الذى يعد أطول برج فى إفريقيا بارتفاع 385 مترا، وحى البنوك والمكاتب الإقليمية للشركات الكبرى. كما تضم العاصمة الجديدة مقر قيادة الدولة الاستراتيجى، ومدينة الثقافة والفنون، ومدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية، ومدينة المعرفة، والنهر الأخضر الذى يمتد إلى أكثر من 35 كم ما يجعله أكبر ستة أضعاف من سنترال بارك فى مدينة نيويورك، ويعد كذلك أطول محور أخضر فى العالم، بالإضافة إلى عدد كبير من الجامعات والمدارس، إضافة إلى الأحياء السكنية. أنشئت شركة العاصمة للتنمية العمرانية، لتنفيذ هذا المشروع العملاق، فى عام 2016 كشركة مساهمة مصرية تعمل فى مجال الاستثمار العقارى برأس مال مدفوع بلغ ستة مليارات جنيه(1)، يسهم فيها عدد من الهيئات الوطنية العاملة فى مجال الخدمات والتعمير والطرق. وبحسب تصريحات إعلامية خلال شهر أغسطس عام 2023 أفاد رئيس مجلس إدارة الشركة بأن إجمالى أصول الشركة بلغ 255 مليار جنيه عام 2022 بزيادة 145% على العام السابق، وأن أرباح الشركة بلغت نحو 20 مليار جنيه فى العام نفسه(2)، وأضاف أنه توجد 85 شركة مطور عقارى تعمل فى 500 مشروع بالعاصمة، وأن الجهات الحكومية المنتقلة بلغ عددها 114 جهة. عودة إلى العاصمة الإدارية الجديدة كإنجاز كبير على أرض مصر، حيث تعد فى مقدمة المدن الذكية والمعروفة بمدن الجيل الرابع بهدف تحويل العاصمة إلى مركز سياسى واقتصادى وثقافى رائد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تستهدف نصف مليون نسمة فى المرحلة الأولى، إضافة إلى ما بين 40-50 ألف موظف حكومى وصولا إلى 100 ألف موظف خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع وصول عدد السكان إلى 6.5 مليون نسمة وفرص عمل منتجة تبلغ مليونى فرصة عمل(3). لا يقتصر الفكر والهدف من إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة على الجوانب العمرانية فحسب، بل تتخطاها إلى الأساليب التقنية والرقمية لميكنة دولاب العمل الحكومى وفق أحدث التقنيات الحديثة، الأمر الذى مهد لاختيارها لتكون العاصمة الرقمية العربية لعام 2021، وذلك خلال أعمال الدورة (24) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات المنعقد بتاريخ 17 ديسمبر 2020(4).
نقاط مضيئة:
لا يمكن بأى حال من الأحوال فى مقالٍ مهمَا يبلغ حجمه أن يسرد كل تفاصيل هذا الإنجاز الضخم، ولكن فى هذه المساحة الصغيرة ربما يمكننا إلقاء بعض الضوء على ثلاثة نماذج من مجالات التطوير التى تم التخطيط لها فى محاور المعرفة والثقافة وتطوير الأداء الحكومى وهى:
أولا- مدينة الفنون والثقافة: لا شك فى أن مصر تتميز بتنوع ثقافى وإنتاج معرفى وإبداعى لا مثيل له، ما جعل المتخصصين يستخدمون تعبير «القوة الناعمة» لوصف هذا التأثير، وهو ليس وليد اليوم، لكنه بالفعل تراكم كبير وقديم امتصه الإنسان المصرى، وظهر فى هذا الكم الكبير من المبدعين ومن الأعمال الإبداعية فى المجالات الثقافية والفنية المختلفة، هذا التراكم عبر عنه المفكر الراحل الدكتور ميلاد حنا فى كتابه البديع «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»، حيث يمكن تقسيم تلك الأعمدة إلى أعمدة مرتبطة بالجغرافيا وموقع مصر وهى الانتماء العربى والإفريقى وبدول حوض البحر المتوسط، وأعمدة مرتبطة بالتاريخ وهى الانتماء الفرعونى، واليونانى، والرومانى معا ثم القبطى والإسلامى أيضا. أُنشئت المدينة على مساحة 127 فدانا، وتضم العديد من الصروح الثقافية والتنويرية المهمة يأتى على رأسها دار الأوبرا الجديدة التى تعد أكبر دار أوبرا فى الشرق الأوسط، كما أنها ضمن العشر الأوائل على مستوى العالم من حيث السعة
لمتابعة القراءة برجاء الضغط على الرابط التالي:
www.siyassa.org.eg/News/21759.aspx
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية