يقول د. فاضل السامرائي: قال تعالي في سورة آل عمران "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمى يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي مُصَدِّقًا بِكَلِمَةي مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ "39" قَالَ رَبِّ أَنَّي يَكُونُ لِي غُلَامى وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرى قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "40" في تبشير زكريا عليه السلام بيحيي عليه السلام.

وقال تعالي في سورة آل عمران "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةي مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ "45" قَالَتْ رَبِّ أَنَّي يَكُونُ لِي وَلَدى وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرى قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَي أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "47" في تبشير مريم بعيسي عليه السلام.

* وإذا سألنا أيهما أيسر أن يفعل أم أن يخلق؟ والجواب أن يفعل ونسأل أحدهم لمَ تفعل هذا. فيقول أنا أفعل ما أشاء لكن لا يقول أنا أخلق ما أشاء. فالفعل أيسر من الخلق.

* ثم نسأل سؤالاً آخر أيهما أسهل الإيجاد من أبوين أم الإيجاد من أم بلا أبّ؟ يكون الجواب بالتأكيد الإيجاد من أبوين» وعليه جعل الله تعالي الفعل الأيسر "يفعل" مع الأمر الأيسر وهو الإيجاد من أبوين. وجعل الفعل الأصعب "يخلق" مع الأمر الأصعب وهو الإيجاد من أم بلا أبّ.

أما ما يتعلق باستخدام كلمة ولد أو غلام: فإن الله تعالي لمّا بشّر زكريا بيحيي قال تعالي "أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي" فكان ردّ زكريا "قَالَ رَبِّ أَنَّي يَكُونُ لِي غُلَامى"» لأن البشارة جاءت بيحيي. ويحيي غلام فكان الجواب باستخدام كلمة غلام. أما لمّا بشر مريم بعيسي قال تعالي "إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ" فجاء ردّها "قَالَتْ رَبِّ أَنَّي يَكُونُ لِي وَلَدى وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرى" جاء في الآية "كلمة منه" والكلمة أعمّ من الغلام. ولمّا كان التبشير باستخدام "كلمة منه" جاء الردّ بكلمة ولد» لأن الولد يُطلق علي الذكر والأنثي وعلي المفرد والجمع. وقد ورد في القرآن استخدامها في موضع الجمع "وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا" "الكهف: 39".