تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
6 مليارات يورو سنوياً التعاون التجاري بين البلدين.. و3 آلاف شركة ألمانية لها أنشطة في القاهرة
أكد سفير مصر لدي ألمانيا خالد جلال. الأهمية الكبري للزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا لما سيكون لها من أثر كبير في الدفع قدما بمسيرة التعاون المشترك بين البلدين الصديقين وعلاقاتهما الثنائية المتميزة وأيضا لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. مشيرا إلي أن هذه الزيارة هي الأولي للرئيس السيسي في ظل الحكومة الألمانية الجديدة التي تم انتخابها في ديسمبر 2021.
قال السفير خالد جلال إن ألمانيا شريك وثيق لمصر في مجالات كثيرة ومتعددة ومتشعبة تكاد تغطي كافة أوجه ومجالات التعاون. موضحا أن التعاون التجاري بين البلدين يبلغ 6 مليارات يورو سنويا استيرادا أو تصديرا. بالإضافة لوجود ثلاثة آلاف شركة ألمانية سواء عاملة في مصر بالفغل أو لها أفرع فيها أو مكاتب تمثيل.
وأضاف أن التعاون العلمي والتعليمي والثقافي بين البلدين علي مستوي رفيع من الأداء. حيث لا توجد دولة أخري في العالم لها هذا القدر من العمق في التعامل مع إلمانيا مثل علاقاتها مع مصر. مشيرا إلي أن مصر تستحوذ علي 40% من ميزانية التعاون العلمي والثقافي لألمانيا خارج حدودها.
أشار إلي أنه من أبرز أوجه التعاون المشترك مشروع شركة "سيمنز" لبناء خطوط القطار السريع. والذي تبلغ تكلفته 8 مليارات يورو. وهو المشروع الذي اعتبرته الحكومة الألمانية مشروعا استراتيجيا للدولة الألمانية. وبالتالي كانت حريصة علي دعمه وتقديم كافة التسهيلات لإنجازه. مضيفا أنه قبل ذلك قامت شركة "سيمنز" بإنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء أحدثت نقلة نوعية في إنتاج الكهرباء في مصر. وأصبح لدينا فائض من إنتاجها وباتت متوفرة لخدمة أهداف التنمية.
أكد أن المشروعات الألمانية الضخمة التي تقام علي أرض مصر تحظي بدعم استراتيجي كامل من الدولة الألمانية بكافة أجهزتها وتساهم بصورة إيجابية وفعالة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر. وهو ماجعل من ألمانيا شريكا في التنمية وبناء المستقبل وليست شريكا تجاريا فقط.
وقال سفير مصر لدي ألمانيا إن هناك تنسيقا وتشاورا أساسيا بين البلدين في الأمور السياسية المتعددة. حيث يعملان سويا عن قرب نحو الدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط وإحلاله وبناء أسس الدولة الليبية والعمل سويا والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. إلي جانب أن هناك تفهما ألمانيا لاحتياجات مصر لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة تموج بالعديد من بؤر عدم الاستقرار.
وأشار إلي أن ألمانيا تحرص علي دعم مصر كمركز إقليمي للطاقة في شرق المتوسط. خاصة في ضوء التطورات الجارية في الحرب الروسية الأوكرانية وانكشاف خطوط إمدادات الطاقة الأوروبية الواردة من روسيا. وبالتالي أصبح هناك حديث بين مصر وألمانيا بالتعاون في مجال الغاز الطبيعي لسد الاحتياجات الألمانية العاجلة.
وقال إن البلدين يتعاونان في استشراق آفاق جديدة للطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر وتحويل مصر لمركز لإنتاجه وتصديره إلي ألمانيا وأوروبا. وكذلك تعميق الشراكة في مجال الطاقة بصفة عامة لسد احتياجات ألمانيا. موضحا أن الشراكة بين الجانبين في هذا المجال وإنتاج الهيدروجين الأخضر هو أمر يتعلق بتعميق البحث العلمي والاستثمار والتعاون التكنولوجي. وهو ما يعد تطبيقا عمليا لتنوع الشراكة التي تتبعها الدولتان في علاقتهما.
أضاف أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تكتسب أهمية دولية. حيث يترأس بصورة مشتركة مع المستشار الألماني أولاف شولتس لحوار "بترسبرج للمناخ" وهي اجتماعات سنوية تعقدها ألمانيا للدولة التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية. والذي ستستضيفه مصر هذا العام في نوفمبر القادم بشرم الشيخ.
وأشار إلي أن هذا الحوار سيكون فرصة لأن يطرح الرئيس السيسي رؤية مصر لقضايا تغير المناخ وطرح الشواغل والهموم الإفريقية في هذا المحفل الدولي واحتياجات القارة الإفريقية من التمويل والتكنولوجيا وكافة المتطابات اللازمة للوصول إلي تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ.
وقال السفير خالد جلال إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا هي علاقات شراكة عميقة تتوافق وتتطابق مع رؤية مصر وفلسفتها الرامية إلي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمفهومها الشامل.
وأوضح أن مشروع القطار الكهربائي السريع ليس مجرد نقل فقط إنما الأهم من ذلك أنه يربط نقاطا عمرانية كانت غير متصلة من قبل. حيث تقع في مناطق غير مأهولة وأصبحت الآن تشهد تعميرا وتنمية في مجتمعات جديدة علي أحدث طراز عالمي. وهو ما استلزم وجود مشروعات نقل خضراء تربط بين تلك المناطق الجديدة.
ولفت إلي أن المتغيرات الدولية في ظل جائحة كورونا برهنت للعديد من الدول الصناعية عدم إمكانية استمرار الاعتماد علي التصنيع في مناطق بعيدة جغرافيا عنها. مشيرا إلي أن هناك مشاورات مع الجانب الألماني لأهمية الاستفادة من المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس» نظرا لقربها من أوروبا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة لكي تصبح هذه المنطقة هي البديل الحقيقي لتصنيع مستلزمات الإنتاج سواء لألمانيا أو غيرها في تلك المنطقة. بحيث يتم نقل المصانع الألمانية من شرق آسيا والمناطق البعيدة إليها لتكون أكثر قربا لألمانيا عبر قناة السويس.
وأشار إلي وجود برنامج رفيع المستوي للتعاون الفني بين البلدين في حدود 160 مليون يورو سنويا توجه لتنفيذ مشروعات تنموية في مصر في مجالات المياه والصرف الصحي والتعليم. منوها بوجود تركيز شديد من الجانب الألماني علي النهوض بالتعليم الفني بمصر. حيث يجري حاليا تنفيذ مشروع لإعادة تأهيل المعاهد الزراعية في مصر للتدريب علي السبل الحديثة للزراعة والإرشاد الزراعي. إلي جانب وجود ذات الأهمية في الحرص علي تطوير التعليم الصناعي سواء في المدارس أو المعاهد الصناعية.
وأكد أن ألمانيا تدرك أن عملية التنمية الشاملة التي تتحقق علي أرض مصر هي ضرورة لتحقيق الاستقرار في ربوع مصر. لاسيما في ظل ظروف عدم الاستقرار السائد في المنطقة. موضحا أنهم يدركون أن مصر تمثل وجهة للاستقرار في هذه المنطقة من العالم. وأنهم يتفهمون تماما لضرورة نجاح التجربة المصرية في تحقيق التنمية. ويعبرون عن إعجابهم الشديد لسرعة الإنجاز وطموح الفكر الحاكم لعملية التنمية في مصر.
وقال السفير خالد جلال إن الصادرات والواردات بين مصر وألمانيا تشهد تناميا متواصلا. موضحا أنه من أبرز الصادرات المصرية مواد بترولية ومنسوجات وغزول قطنية ومفروشات منزلية وكابلات كهربائية ومعادن. بينما تستورد مصر من ألمانيا الآلات والمعدات الكهربائية ومنتجات معدنية وبلاستيكية ومطاط ومنتجاته ومواد كيماوية وسيارات وغيرها.
وأشار إلي أن الاستثمارات الألمانية في مصر تبلغ 2.9 مليار يورو في مجالات الصناعة والمجالات الزراعية والخدمية والإنشاءات. مشيرا إلي تطلع أعداد كبيرة من راغبي السياحة الألمانية إلي زيارة مصر يدعمهم مشاعر إعجابهم الكبير بالحضارة المصرية القديمة وتطلعهم لمعرفة آثارها ومشاهدتها عن قرب.
وقال إن الألمان يقدرون ويثمنون التزام مصر بمكافحة الهجرة غير الشرعية. ومدركين أن مصر تحسن استضافة اللاجئين علي أراضيها ولا تطالب بأثمان لمواجهة الأعباء المترتبة علي استضافتها لهؤلاء اللاجئين سواء العرب أم الأفارقة. وهو ما يعطي مصر مركزا متميزا عن الحديث في هذا المجال.
وأشار سفير مصر لدي ألمانيا إلي أن تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي تلعب دورا إيجابيا في قيام ألمانيا بدور إيجابي باعتبارها المحرك الاقتصادي الرئيسي للاتحاد الأوروبي في دعم علاقات مصر مع دول الاتحاد في مجمله والتعاون والتشاور معه في القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية ذات الاهتمام المشترك. موضحا أن ذلك تجلي في العديد من المواقف.
والتي من بينها زيارة شخصيات كبيرة من الاتحاد الأوروبي لمصر. إلي جانب أن مصر تتفاوض علي الانتهاء من اتفاق المشاركة الجديد مع الاتحاد الأوروبي. والمأمول توقيعة في غضون الفترة المقبلة. منوها بأن لألمانيا دورا إيجابيا وفعالا في التأثير علي الاتحاد الأوروبي ومؤسساته فيما يتعلق بالشراكة مع مصر.
وقال إنه منذ أن تم الإعلان عن استضافة مصر لقمة التغيرات المناخية بشرم الشيخ في نوفمبر المقبل بدأ الجانبان المصري والألماني سلسلة من المناقشات حول مخرجات المؤتمر. وكيفية دعم مصر في الخروج بالنتائج المرجوة منه. وتقديم الدعم لفريق التفاوض المصري وللجهات المختصة المعنية بالمؤتمر. مشيرا إلي أن المبعوثة الخاصة بالمناخ جينيفر مورجان قامت بزيارة لمصر مرتين علي رأس الفريق المعني بتغيير المناخ في الخارجية الألمانية.
وأوضح أنه يجري حاليا التشاور بين الجانبين علي تنفيذ عدد من المشروعات الكبري في مصر للتكيف مع تغيير المناخ» بمناسبة انعقاد المؤتمر علي أراضيها بشرم الشيخ. حيث تقوم الشركات الألمانية بعرض تقديم المساندة لمصر في إقامة فعاليات جانبية علي هامش المؤتمر للمشاركيين فيه.
وأشار إلي أن مكونا رئيسيا من الحكومة الألمانية الحالية "حزب الخضر" معروف عنه اهتمامه بالبيئة والمناخ. حتي أن وزيرة الخارجية المنتمية للحزب قررت أن تأخذ مسئولية البيئة والعمل البيئي من وزارة الاقتصاد وألحقتها بوزارة الخارجية وعينت مبعوثا خاصا لها للتغيرات المناخية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية