فى سورة يس امر المولى عز وجل نبيه صل الله عليه وسلم ان يروى قصة اصحاب القرية على المشركين المكذبين له وذلك لتشابه الحال بينهم فالقوم فيها ايضاً صدوا عن سبيل الله وكذبوا رسلهم فأعقيهم تعالى جزاءهم فى الدنيا ولهم من الله فى الاخرة عذاب عظيم 

اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ۝ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ۝ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ۝ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ۝ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [سورة سورة يس:13- 17].

وفى ذلك الشأن قالت الواعظة بوزارة الاوقاف_ ايناس الخطيب_  ارسل الله تعالى رسولين الى قرية سورة يس يدعونهم الى الله تعالى وتوحيده لكنهم كذبوهم فأرسل الله تعالى بثالث يعززهم ويقويهم وقالوا انا اليكم مرسلون لا لغيركم فأعبدوا الله وحدة واتركوا عبادة الاوسان _فقال المشركون بل انتم بشر مثلنا لا تتميزون عنا يشئ فكيف يرسلكم لنا _فرد الرسل بأدب شديد ربنا وحده يعلم انا اليكم مرسلون وليس علينا الا ان نبلغ رسالة ربنا 

وتابعت فرد المشركون انا تشاءمنا منكم ووجودكم بيننا وكرهنا ان ننظر الى وجوهكم ولان لم تنتهوا عن دعوتكم  لنرجمنكم او ليمسنكم منا عذاب اليم قد يؤدى الى موتكم رد الرسل نحن لسنا سبباً شؤمكم ولكن ذلك لكفركم ومعاصيكم 

وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس:20-27]

واوضحت واعظة وزارة الاوقاف انه بينما يجادل القوم الظالمون لانفسهم المرسلين ويتطاولون عليهم اذا برجل صالح حريص على هداية الناس يأتى مسرعاً ليبين لهم الحق فقال ياقوم اعملوا عقولكم  اتبعوا رسلكم  الذين يدعونكم  الى سبيل الله دون ان  يسألونكم اجراً  نظير دعوتهم ياقوم انترك عبادة الله الذى فطرنا واوجدنا من عدم واليه المصير  ونعبد الاصنام التى لا تضر ولاتنفع _فانى ان فعلت ذلك لأنا فى ضلال مبين يا قوم انى امنت بربكم فأسمعون فما كان من المشركون الا ان قتلوه فجاءته الملائكة وقالت ادخل الجنة بعملك الصالح فقال ياليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى 

"وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء "28_ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29)

ووفى طيات تفسيرها للاية قالت بين المولى عز وجل عقاب هؤلاء القوم فلم يرسل عليهم جند من السماء ليعذبوهم فهم احقر واهون على الله تعالى وانما ارسل ملائكة فصاحت فيهم صيحة واحدة فأنخلعت لها قلوبهم  فأذا بهم موتى لا توجد بينهم روح تتردد 

قول السلف فى قرية سورة يس 

وقد اجمع المفسرون والعلماء على ان القرية المذكورة هى انطاكية الى انهم اختلفوا فى مسألة الرسل فمنهم من قال ان هؤلاء الثلاثة كانوا رسلا من عند المسيح وذلك قول قتاده فيما قال _جعفر النحاس عن كعب ووهب فأرسل الله إليه ثلاثة : وهم صادق وصدوق وشلوم هو الثالث هذا قول الطبري