ارست الشريعة الاسلامية عدداً من الاسس والمبادئ التى ضمنت سير الحياة الانسانية بأريحية تطمأن معها النفس والقلب وهما موضع استقرار العقل 

فما يشغل العقل والنفس شغل العقل وارهقه بالتبعية ومن تلك المبادئ الالهية ما تضمنه قوله تعالى "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" 21 

ولنا فى رسول الله صل الله عليه وسلم اسوة حسنة فماذا كان يفعل النبى صل الله عليه وسلم عندما تضيق معيشتة  

فقد ورد فى صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها انها قالت " ما شبِع آلُ محمَّدٍ من خُبزِ الشَّعيرِ يومَيْن مُتتابعَيْن حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ"

 وحديث عبد الله بن عباس _"كانَ رسولُ اللهِ يبيتُ اللَّياليَ المتتابعةَ وأهلُه طاوينَ ، لا يجِدونَ عَشاءً ، وإنَّما كانَ أكثرُ خُبزِهمُ الشَّعيرُ"

وفى هذا قال الدكتور هانى تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر الشريف "كان النبى صل الله عليه وسلم يأمر ويحث على اللجوء الى الله تعالى والدعاء وكان يقول" حصِّنوا أموالَكم بالزَّكاةِ ودَاوُوا مرضاكم بالصَّدقةِ وأعِدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ"_مشيراً الى ان البركة التى نفتقدها ونرجوها من المولى عز وجل لا تدركنا  لاننا لا نلجأ اليه سبحانه فى الشدائد والمحن

وفى هذا الشأن اكد امام الدعاه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله _خلال نصيحة قليلة الكلمات ان الانسان رقيب نفسه عند صده للغلاء مشيراً الى ان القضاء على الغلاء اجمله الشاعر ابراهيم بن ادهم فى قوله  «وإذا غلا شيء عليَّ تركته ، فيكون أرخص ما يكون إذا غلا»

 وقالت الافتاء فى ذات السياق "ينبغي للإنسان أن يتعود ويربي أولاده على الرضا والقناعة بما قسم الله تعالى لهم، وعدم التطلع واشتهاء ما لا يملك كما كان يفعل بعض السلف فعن سيدنا جَابِر رضي الله عنه قَالَ: رَأَى عُمَرُ لَحْمًا مُعَلَّقًا فِي يَدِي فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ فَقُلْتُ: اشْتَهَيْتُ لَحْمًا فَاشْتَرَيْتُهُ، فَقَالَ: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ اشْتَرَيْتَ يَا جَابِرُ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ: "أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمْ الدُّنْيَا".