قالت د.نهي سمير دنيا عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية إن جميع أجهزة الدولة تستعد بقائمة من المشروعات التي تم إنجازها لمجابهة تغير المناخ.. موضحة أن الجامعة تقوم بدور فاعل للحد من التداعيات السلبية علي المظاهر البيئية المختلفة وشتي مناحي الحياة.

أشارت في حوارها لـ "الجمهورية أون لاين" إلي ما تقدمه الكلية من أبحاث ودراسات يأتي في إطار دور البحث العلمي في إيجاد حلول واقعية وتطبيقات عملية لحل المشاكل المزمنة.

أضافت أن أعداد الشباب وتأهيلهم والارتقاء بالوعي البيئي خطوة مهمة. وتم إطلاق مبادرة "سفراء المناخ" تزامناً مع استضافة مصر مؤتمر المناخ. وتم تدريب 3 آلاف شاب مصري و1500 أفريقي
أوضحت أن وحدة التحول الأخضر "شمس جرين" من التجارب الرائدة في العمل البيئي بجامعة عين شمس. وتحتوي علي 9 مراكز متكاملة للمخلفات وتدوير المياه وإنتاج الكهرباء.

تستعد مصر بقائمة من المشروعات لـ "cop 27". فما رأيكم؟
مصر تنفذ برنامجاً للحد من الخسائر والكوارث المناخيةج وقد خصصت 30% من مشروعات موازنة 2020/2021 تحت مظلة المشروعات الخضراء وزيادة النسبة إلي 50% بحلول نهاية عام 2024. ومن خلال الاستراتيجية الوطنية ركزت علي الأولويات حتي 2030 ودراسة ما سيتم تمويله من الجانب الحكومي أو من الشركاء أو القطاع الخاص.

الجدير بالذكر أن جميع المعنيين والمسئولين لديهم مشروعات ومبادرات تتواصل مع استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ وجميعها تهدف نحو التحول للطاقة النظيفة والاهتمام بمعايير الاستدامة البيئية وما يتطلبه من التركيز علي الطبيعة باعتبارها مدخلاً لتقليل مخاطر الكوارث وإيجاد مجتمعات قادرة علي المواجهة.

 القطاعات المتضررة 

ما أكثر القطاعات تضرراً في مصر من المناخ؟
بالطبع القطاع الزراعي. وكذلك قطاع المياه وارتفاع منسوب سطح البحر وتأثيره علي المدن. لذلك أصبحت كل الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الكلية لعلاج هذه المشاكل وتقديم حلول واقعية ولدينا عدة دراسات لمنطقة الساحل الشمالي من حيث تقييم الأثر البيئي وكيفية الحفاظ عليها ومواجهة تآكل السواحل وحماية الدلتا من الغرق بواسطة إقامة المصدات والحواجز. كذلك المحاصيل الزراعية وأنواع السماد العضوي من المخلفات لتقليل الاعتماد علي الأنواع الكيماوية واستخدام أساليب إعادة تدوير المياه لتوفير الغذاء الآمن.

 الارتقاء بالبيئة 

كيف ترون الارتقاء بالأنظمة البيئية؟
لا شك أن تعزيز قدرة الأنظمة البيئية علي التكيف والقدرة علي مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية وزيادة الاعتماد علي الطاقة المتجددة وتبني أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة وتحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال وإدراج البُعد البيئي والاجتماعي في التنمية الاقتصادية. لأن دمج الجوانب البيئية في مختلف التخصصات يخلق مجالات جديدة للبحث والمعرفة لمعالجة المشكلات. وهو ما ينعكس علي الأجندة الوطنية لتحقيق أهداف ومبادئ التنمية المستدامة من خلال مشروعات الاقتصاد الأخضر الذي يضع مصر في أول قائمة الدول الداعمة له علي المستوي الإقليمي.

 قضية المناخ 

هل وجود المجلس الأعلي للتغيرات المناخية أمر ضروري بجانب الجهات الأخري؟
بالفعل. قضية المناخ تتصدر المشهد في دول العالم ولها أولوية كبيرة علي مائدة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة "cop 27" لإيجاد الحلول لهذه القضية. ودور المجلس التنسيق بين كل القطاعات والهيئات المختلفة ووضع سياسات متكاملة ويعزز من إمكانية التغلب علي التحديات المُلحة وتحديث كل الخطط والمساهمات المتعلقة بالبُعد البيئي.. مصر الآن بكل الجهات المتخصصة تحرص علي رصد الوضع الحالي والإعداد للمستقبل بما تقدمه من مشروعات متنوعة في شتي المجالات.

 سفراء المناخ 

ما المبادرات التي تدعمها الكلية لحماية البيئة؟
لدينا عدة برامج ومبادرات هادفة وتتسق مع سياسات الحكومة في الحد من المظاهر المتعددة للتغيرات المناخية وتزامناً مع استضافة مصر لقمة المناخ في نوفمبر المقبل. أعلنا عن مبادرة "المليون شاب متطوع للتكيف المناخي" بهدف تأهيل وتدريب الشباب ليكونوا سفراء المناخ ويتم تزويد الشباب بأحدث المعلومات حول تغير المناخ وإعطائهم المهارات اللازمة للتواصل بشكل فعال مع الآخرين ويصبحون أكثر ديناميكية في المشاركة المجتمعية وتبني قضايا المجتمع وأيضا المشاركة في تنظيم الأحداث الكبري في "cop 27" مثل ما حدث في المؤتمر السابق. حيث شارك آلاف المتطوعين من بريطانيا من الشباب في "cop 26".

هل هناك معايير لاختيار سفراء المناخ؟
المعيار الأساسي والمهم هو اختيار المتخصصين في الدراسات البيئية والشباب المهتم بالمجال البيئي ولديه المقدرة لتلبية حاجة العمل البيئي وخدمة المجتمع. وقد قمنا بتدريب 3 آلاف شاب بمعدل 9 دورات أون لاين. بجانب الدورات العملية داخل معامل الكلية.

امتد هذا البرنامج ليشمل أيضا منح للطلاب الأفارقة خلال 3 دورات تخرج 1500 طالب لديهم إلمام تام بكل تحديات وأخطار المناخ ولديهم الحلول والاجراءات المطلوب تنفيذها.. هدفنا الوصول إلي مليون سفير وذلك من خلال قيام الطلاب المتدربين بتدريب أعداد أخري من مجتمعاتهم.

هل رسوم البرنامج في متناول المتدربين؟
تكلفة المتدرب 500 جنيه في الدورة. بعدها يحصل علي شهادة تؤهله لتدريب غيره من الشباب.. أما بالنسبة للطلاب الأفارقة فنقدم لهم المنح مجانية في إطار توجهات الدولة بدعم الأشقاء الأفارقة وتمكينهم من خدمة بلدانهم بما يكتسبوه من علوم ومعارف.

من المعروف أن هذه المبادرات تسهم في دعم العمل التطوعي. ما يكون له دور جوهري في الاقتصاد العالمي من حيث تحقيق الاستدامة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر ويحسن أيضا من التعامل مع الطبيعة وربط الأعمال والأنشطة اليومية بتحسين البيئة ومكافحة التغير المناخي.

 السفير الصغير 

ماذا عن برامج صغار السن؟
لدينا سفير المناخ الصغير لأطفال المدارس لرفع الوعي وإطلاعهم علي كيفية الحفاظ علي الحياة بعيداً عن التلوث من خلال التحكم في العادات اليومية المسببة له وشرح أهمية المنتجات صديقة البيئة وإعادة تدوير الورق وتحويل البلاستيك إلي فايبر.. هدفنا ليس فقط إعطاء معلومات. بل حرصنا علي مشاركتهم التجارب العلمية ونمنحهم شهادات بعد اجتياز هذه الدورة.

اللافت للنظر في هذه المبادرات الموجهة لأجيال المستقبل هو حرصهم وتفاعلهم مع المعلومات التي تتعلق بالمناخ وحبهم للعمل التطوعي. لذلك نسعي لاستمرارية هذه البرامج وتحفيز مجموعات أخري للانضمام إلينا.

  التحول الأخضر 

إلي أي مدي تسهمون في مبادرة التحول الأخضر؟
لدينا وحدة التحول الأخضر وهي الأولي من نوعها في الجامعات المصرية. وأيضا مشروع "شمس بي جرين" لتدوير المخلفات وهي تجارب رائدة في العمل البيئي بجامعة عين شمس وتشاركنا فيها بعض الجمعيات المتخصصة في مجال البيئة. هدفنا من المشروع تدوير المخلفات الصلبة والعضوية والحيوية وإنتاج طاقة نظيفة. لذلك حرصنا علي إنشاء 9 وحدات متكاملة لفرز وكبس المخلفات وإنتاج السماد العضوي ووحدة إنتاج البيوجاز من المخلفات العضوية ووحدة إنتاج الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية ووحدة تدوير المياه وتدوير الورق.

 البحث العلمي 

ما مدي التعاون بين الكلية والأجهزة والقطاعات المختلفة في الدولة؟
لقد تم إنشاء مركز الاستشارات والبحوث البيئية. بهدف ترجمة نتائج البحوث والدراسات إلي حلول ابتكارية تطبيقية للمشاكل والتحديات البيئية التي تواجه القطاعات التنموية المختلفة.. والجدير بالذكر أن الجمهورية الجديدة تتجه بشكل واضح إلي تطبيق العلم والتكنولوجيا في جميع القطاعات في إطار خطة التنمية 2030 التي تستهدف تغيير وجه الحياة والاعتماد علي التطور التكنولوجي للارتقاء بحياة المواطن والحفاظ علي التنمية والبيئة معاً من خلال الاستخدام الرشيد للموارد.

ما مجالات عمل المركز؟
لدينا نحو 14 مجالاً. يتم العمل بمجموعة من أعضاء هيئة التدريس والمتخصصين في شتي العلوم والمعارف البيئية العلمية والاقتصادية والهندسة الزراعية والصحية لتقديم المعونة الفنية والتقنية ودعم الموارد البشرية. ومن أهم هذه المجالات التخطيط البيئي المتكامل للمناطق الحضرية والإدارة المتكاملة للمخلفات واستراتيجيات الاستدامة والحياد الكربوني وتطبيقات الاقتصاد الدائري في القطاعات التنموية المختلفة. ولدينا عدة بروتوكولات تعاون مع اتحاد الصناعات ووزارة البيئة وسائر القطاعات بالوزارات المختلفة.. لم يعد البحث العلمي منفصلاً عن الواقع بكل تطبيقاته المختلفة.