أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو  أمس أن صفقة لتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس باتت أقرب من ذى قبل، فيما قال مصدر فلسطينى مطلع على مجريات الوساطة إن هناك «انفراجة» مؤخراً قد تؤدى إلى إعلان اتفاق خلال 48 ساعة.

صرح نتنياهو خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة « سى بى اى « الأمريكية حول قرب إسرائيل من تأمين اطلاق سراح الرهائن «نحن أقرب مما كنا عليه قبل أن نبدأ العمل البري»، معتبرا أن العملية البرية ضغطت على حماس لتحقيق وقف لإطلاق النار.

وأضاف «سيكون لدينا وقف مؤقت لإطلاق النار إذا تمكنا من استعادة رهائننا»، رافضا الحديث عن مزيد من تفاصيل الصفقة كما رفض الإجابة عن امكانية اطلاق اسرائيل سراح المعتقلين الفلسطينيين فى سجون الاحتلال  معتبرا ان ذلك امر سري.

وادعى رئيس الوزراء الإسرائيلى إن إسرائيل تبذل كل ما فى وسعها لإبعاد المدنيين عن الضرر خلال قتالها مع حركة حماس فى غزة، لكن محاولاتها لتقليل الخسائر البشرية إلى الحد الأدنى لا تنجح.

وانكر نتنياهو مسئوليته عن سقوط شهداء مدنيين ضحايا للقصف الاسرائيلى الذى من المفترض ان يستهدف عناصر حركة حماس  قائلا ان وفاة المدنيين مأساة ولكن اسرائيل تحاول ابعادهم عن الضرر  لذلك ترسل منشورات وتتصل بهم على هواتفهم المحمولة  لابلاغهم بضرورة الرحيل  من اماكنهم .

وتابع نتنياهو «الشيء الآخر الذى يمكننى قوله هو أننا سنحاول إنهاء هذه المهمة بأقل عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وهذا ما نحاول القيام به وهو  الحد الأدنى من الضحايا المدنيين، لكن لسوء الحظ لا ننجح».

وتقول السلطات الصحية فى غزة إنه تأكد سقوط ما لا يقل عن 11500 فلسطينى فى القصف الإسرائيلى والاجتياح البري، من بينهم لكثر من 4500 طفل  كما تسببت الحرب فى تشريد ثلثى سكان قطاع غزة .

فى السياق قال مصدر فلسطينى مطلع على مجريات الوساطة لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس إن هناك «انفراجة» مؤخراً قد تؤدى إلى إعلان اتفاق خلال 48 ساعة، مشيرا الى ان هناك صعوبة فى التواصل على الارض بين حركة حماس وجهات اسرائيلية تتسبب فى تأخير الإعلان .

اضاف المصدر الذى رفض ذكر اسمه ان هناك توافق بين حماس وإسرائيل على كل تفاصيل عملية تبادل الأسرى ويتبقى فقط إعلان موعد التنفيذ.بالاضافة الى وجود ضغط أمريكى كبير على اسرائيل لقبول الصفقة وتنفيذها .

وشرح المصدر المقرب من المفاوضات كيف ستجرى الصفقة تحديداً، فأشار إلى  ان الاتفاق  سينفذ فى 3 ايام  على أن تفرج حماس أولاً عن عدد من مزدوجى الجنسية وعمال أجانب، ويلى ذلك فى اليوم التالى إطلاق سراح قسم من النساء والأطفال المحتجزين لدى الحركة.

وأشار إلى أن عدداً من الفرنسيين المحتجزين سيكونون ضمن المفرج عنهم فى المرحلة الأولي.

وفى اليوم الثالث، تخلى حماس سبيل بقية النساء والأطفال، وتتعهد بتسليم قائمة بأسماء جميع المحتجزين من غير العسكريين الإسرائيليين.

فى المقابل، يقول المصدر إن إسرائيل ستلتزم بالإفراج عن نساء وأطفال فلسطينيين تعتقلهم فى سجونها فى اليوم الثانى للتهدئة الإنسانية، أو ما تسميه إسرائيل «وقف إطلاق النار التكتيكي».فيكون افراج حماس  عن 50 رهينة مقابل افراج اسرائيل عن50من  السيدات السجينات والأطفال فى سجون الاحتلال .

أضاف: «كما تلتزم إسرائيل بإدخال وقود بشكل يومى من بداية إعلان التهدئة عبر وكالة الأونروا إلى جهات وعمليات محددة ضمن الاتفاق والرقابة الإسرائيلية».

أكد المصدر أن إسرائيل وافقت على وصول جزء من المساعدات الغذائية إلى شمال وادى غزة، لكنه أضاف أنها لم توافق على وصول المحروقات التى تحتاجها غزة بشدة فى ظل منع دخول الوقود إلى القطاع منذ 7 أكتوبر باستثناء نحو 23 ألف لتر تسلمتها الأونروا عبر معبر رفح الحدودى مع مصر.

وفيما يتعلق بالموقف العسكري، قال المصدر إن القوات الإسرائيلية ستبقى فى أماكن تمركزها الحالية، ولن يكون هناك إعادة انتشار.

وأكد  المصدر أن الولايات المتحدة ودول أوروبية «ستتابع تنفيذ الاتفاق، وستتابع الأمم المتحدة التزام الأطراف بمعايير إنفاذ وقف القتال التكتيكى لأغراض إنسانية»، لكن مصدراً كبيراً فى حماس رفض الكشف عن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، وقال لوكالة أنباء العالم العربى إن الاتفاق وتفاصيله «عند مكتب أبو العبد»، فى إشارة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحماس والمقيم فى قطر.