بداية العام الدراسي ليست مجرد حقائب وكتب جديدة، بل هي أيضًا رحلة نفسية يعيشها الطفل للانتقال من أجواء الإجازة إلى روتين المدرسة.

هذا الانتقال قد يثير القلق والتوتر، وهنا تبرز أهمية الدعم النفسي الذي يمنح الطفل الثقة ويجعله أكثر استعدادًا للتعلم والتفاعل.

توضح دكتورة هدير محمد، أخصائية تعديل سلوك الطفل والمراهق، أن الاستعداد النفسي يمثل حجر الأساس في نجاح الطفل داخل المدرسة، إذ يؤثر بشكل مباشر على استقباله للمعلومات، قدرته على التفاعل مع زملائه، وسلوكه العام في الصف. وتشير إلى أن التغير المفاجئ في الروتين والانتقال من أجواء الراحة إلى الالتزام قد يولد مشاعر رفض أو انزعاج لدى بعض الأطفال.

وتؤكد أن تهيئة الطفل نفسيًا تساعده على تقليل القلق، وتقبّل البيئة المدرسية الجديدة، وبناء علاقة إيجابية مع المعلمين والأصدقاء، فضلًا عن تعزيز ثقته بنفسه.

ولتهيئة الطفل نفسيًا للمدرسة، تنصح د. هدير بعدة خطوات عملية، أبرزها:

التحدث الإيجابي عن المدرسة: من خلال إبراز ما ينتظره من تجارب ممتعة وأصدقاء جدد.

مشاركة مشاعره: بالاستماع لمخاوفه وتطمينه بدلًا من التقليل من شأنها.

محاكاة يوم دراسي: تجربة ارتداء الزي والقيام بروتين الصباح للتخفيف من رهبة اليوم الأول.

تحديد أهداف بسيطة: مثل تعلم حرف جديد أو تكوين صديق جديد، لخلق دافع إيجابي لديه.

وتختتم د. هدير بالتأكيد على أن الدعم العاطفي والهدوء من جانب الأسرة أهم من أي استعداد آخر، فالأم أو الأب هما مصدر الأمان الأول الذي يطمئن الطفل قبل أن يواجه عالمه المدرسي.