ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور أحمد ممدوح. أمين الفتوي بالدار.

* بعد ارتفاع سعر الدولار في الفترة الأخيرة. هل من حق التاجر أن يغير سعر سلع بعض الأجهزة الكهربائية أو أن يبيع السلع القديمة بسعرها الجديد أم لا؟

** الله سبحانه وتعالي وضع في القرآن الكريم قاعدة عامة وهي حل البيع. فكل شيء يصدق فيه البيع الأصل فيه أنه حلال. فالبيع حتي يكون بيعًا لابد من طرفين هما البائع والمشتري وإيجاب وقبول وثمن وسلعة. وحدد الشرع بعد ذلك استثناء في بعض التعاملات منعها أو قيدها لأنه يترتب عليها استغلال لحاجات الناس وإضرار بالمجتمع ومفاسد كثيرة. ومن ضمن هذه المفاسد  الاحتكار . فرسول الله صلي الله عليه وسلم قال في حديث مسلم: لا يحتكر إلا خاطئ. وفي حديث آخر: المحتكر ملعون.

ومعني الاحتكار وكيفيته يعني أن يشتري التاجر أصناف معينة من السلع في وقت الغلاء واحتياج الناس بغرض أن يحبسها عنهم لأن الاحتياج إليها سيزداد فيكسب أكثر. ويحدث بذلك إضرارا شديدا بالناس وخللا في الاقتصاد العام. لكن ذلك ليس في كل أنواع السلع بل في السلع الرئيسية في أقوات الناس التي لا تسير الحياة بدونها.  يعني واحد جاب صفقة تليفونات وشالها في المخازن رجاء إنها تغلي بعد شوية.. مقدرش أقوله أنه غلطان .

هناك تصرفات من الممكن أنها لا تكون حراما بالميزان الشرعي لكنها تكون غير أخلاقية ودائرة غير الأخلاقي أعم وأوسع من الحرام. فيستحب مثلًا أن من يطلب الحاجة ويقول إنه في أزمة أن يسانده المسلم. لكن إن لم يكن يرغب في ذلك ورده. فهذا ليس تصرفًا أخلاقيًا ولكن ليس معني ذلك أنه حرام أن يرفض أن يعطيه.

*  وحياة سيدنا النبي  هل تدخل قائلها في الشرك؟

** الحلف بغير الله مكروه. ولكنه ليس حرامًا ولا يكفر ولا يخرج من الملة. ولا شيء من ذلك. طالما الحالف لا يعتقد في المحلوف به مقام الإلهية. وهي مسألة لا يعرفها بعض الناس ويظن أن الحلف بغير الله يجب أن يكون حرامًا أو شركًا.

وهناك فرق بين التوسل أو الرجاء والدعاء. فيجوز التوسل بالنبي والترجي به. فحين يقول أحد  وحياة سيدنا النبي  أو يحلف أحدًا بالنبي أو يتوسل به. فلا شيء في ذلك. ولا إثم أيضًا أو ذنب علي من لم يقبل هذا. لكن الإنسان عندما يتوجه له أحد بشخص جليل عنده يأبي أن يرفض طلبه تقديرًا لمقام المتوسل به. إلا أنه لا يكلف نفسًا إلا وسعها. فحين يتوسل أحد بالنبي صلي الله عليه وسلم ليطلب شيئًا ليس في الوسع أو في الإمكان أو يستعمل هذا الأمر كنوع من أنواع الابتزاز فليس من الضروري أن يخضع له.

* هل يأثم من يسمع اسم النبي صلي الله عليه وسلم ولا يصلي عليه؟ 

** العلماء قد اختلفوا في ذلك. وأري أن الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم واجبة إذا ذكر فالنبي صلي الله عليه وسلم وصف من ذكر عنده ولم يصل عليه بأنه بخيل. والمعرض عن الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم هو فعلًا رجل زاهد في الخير والثواب عند الله.

وليست هذه أمارة علي المحبة الحقيقية. فالمحب دائمًا يكون عنده ولع بذكر محبوبه. أما التعامل الجافي مع سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم لا ينسجم مع محبته. والبعض يتحدث عن النبي صلي الله عليه وسلم كما يتحدث عن آحاد الناس. بينما نحن لا نذكر النبي إلا بالسيادة فنقول سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم. ونذكره صلي الله عليه وسلم بكل جمال وجلال وتوقير.

* هل التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يعد صدقة جارية؟

** الصدقة تعني أنها شيء تركه الإنسان وله أثر طيب في الدنيا وهذا الأثر الطيب ليس محدودا وقتيًا بل ممتد. وهذا التعريف ينطبق علي فكرة التبرع بالأعضاء.

ومن شروط التبرع ألا يكون العضو المنقول قد ثبت علميًا أنه ينقل صفات وراثية. فمثلًا الرحم هل هو مسئول عن نقل صفات وراثية للأجنة أم لا؟ وهو أمر خلافي بين الأطباء أنفسهم فهناك من يقول أنه لا ينقل وهناك من يقول أنه ينقل الصفات الوراثية وكذلك باقي الأعضاء التناسلية. فإن كان لها دور في نقل الصفات الوراثية نكون قد دخلنا في قضية اختلاط أنساب ولا يجوز نقل العضو في هذه الحالة. أما الكبد والكلي ونحوها فلم يثبت طبيًا أنها تنقل صفات وراثية.

* ما حكم أخذ قرض السلع المعمرة من البنك مع العلم أن البنك لا يمتلك السلعة ولكن يكون هناك مورد متعاقدا معه هو الذي يقوم بشراء السلعة وتسليمها لي ؟

** هذا الأمر ليس قرضا. حتي وإن سماه الناس والبنك قرضا.. فمعني القرض. هو أخذ الإنسان مالا وسدده مالا. مثلًا لو ذهب إنسان لشراء ثلاجة فذهب هذا الشخص إلي مكان الشراء وقال له أن يأخذها عن طريق البنك. فيقوم البنك بالشراء ثم هذا الشخص يأخذها من البنك. فهذا يعتبر توكيلا من البنك بأن هذا الشخص يبيع عنه. فلا شيء في ذلك شرعًا.

* أخرج صدقة وأطعم الطعام علي روح زوجي المتوفي رحمه الله. ولكني أعيش في بلد أجنبي. فهل يجب أن تكون الصدقةللمسلمين حتي تصل لزوجي؟

** الصدقة بابها واسع فهي كما تجوز علي المسلم تجوز علي غير المسلم. بل تجوز علي غير الإنسان من الدواب والحيوانات. ومن أجمل الأعمال وأفضلها إطعام الطعام لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم:  أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام . فمن يطعم ويؤكل الناس ويسالمهم ويسلم علي من يعرف ومن لا يعرف. ويصلي في الليل. فلا يحجزه عن دخول الجنة إلا الموت.

* يوجد لدي قطط والعدد يزيد ولم أقدر علي تركها في الشارع فهل يجوز تعقيمها؟

** الأولي والأفضل هو عدم تعقيم القطط.. ولو وجد ضرورة للتعقيم فيجب أن يتم فعله بطريقة جراحية لا ألم فيها لهذه القطط.

* هل يجوز خلع النقاب مع عدم رضا الزوج؟

**  لا أسمعي كلام زوجك  وليس معني ذلك أن خلع النقاب حرام. ولكن طاعة الزوج لازمة. فعلي الزوجة ألا تخلع النقاب بدون أذنه ورضاه.فإن كان مصممًا فلتصغ لكلامه. وأنصح الزوجة أن تحاول مع الوقت إقناعه والضغط عليه ولكن لا تقلب الموضوع إلي تحدي ولا تكسر خاطره ولا تخالف كلامه بألا تطيعه.

* أثناء تواجدي في دورة المياه يتبادر إلي ذهني بعض الآيات القرآنيةوالأحاديث فماذا أفعل؟

** ما تحكي عنه السائلة هو الذهن. وهو مثل  الهارد ديسك في الكمبيوتر . والمكروه هو التلفظ بما فيه ذكر لله داخل الحمام. لكن مرور الآيات والأحاديث علي الخاطر لا شيء فيه. وأحد العلماء السابقين القدامي كان شديد المحافظة علي وقته. فكان إذا دخل الخلاء يجعل دائمًا خارج الحمام ما يسمعه وهو بداخله. ولا شيء في ذلك. ومرور الأحاديث والآيات علي الذهن أثناء تواجد المرء بدورة المياه لا شيء فيه.