تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كل الأسر بلا استثناء تعيش حالة من القلق التي قد تصل إلي حد الرعب بسبب ترك التليفون المحمول في أيدي أبنائهم في ظل انتشار المواقع والصفحات التي تنشر وتبث محتوي غير أخلاقي أو بتوجهات تخالف الدين الحنيف وتدمر العقول. وفي ظل انشغال الوالدين طوال اليوم يصبح الأبناء خاصة إذا كانوا أطفالا في مرمي أهداف من لا يريد بهم خيرا من خلال شبكة الإنترنت وتطبيقاتها.
الخبراء طالبوا الوالدين بأن يكونوا قدوة لأبنائهم فلا ينصحونهم ويأتون بالمخالفة نفسها التي يحذرونهم منها. كما طالبوا الأمهات والآباء بزرع القيم والاخلاقيات الحميدة في نفوس الأبناء وتحذيرهم من المواقع المشبوهة وأكدوا أن هناك بعض التطبيقات التي تتيح للوالدين مراقبة تصرفات أبنائهم مع الموبايل.
تدمير للعقول
د. فتحي قناوي "أستاذ علم الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" يقول: البرامج والتطبيقات الإلكترونية التي سيطرت علي جيل بأكمله والتي يشاهدها الأطفال والمراهقين والشباب عبر مواقع السوشيال ميديا أو اليوتيوب أو التيك توك وغيرها من البرامج التي تحمل محتوي غير هادف ومدمر للعقول وتسبب حالة الذعر والخوف والتوتر التي تسيطر علي الأباء والأمهات خوفا من وقوع الأبناء في كثير من الأخطاء سواء اكتساب ألفاظ سيئة أو توجيه عقولهم للأفكار المدمرة والسبب أنه محتوي غير هادف يقضي علي العقول ويدمر أصول التربية وعادات وتقاليد المجتمع فهذا الذعر تعيشه أغلب الأسر وللأسف تكون الأم سبباً في هذه الحالة. حيث تعطي الأم بيديها الهاتف لابنها وهو في عمر شهور لذلك يتعود عليه الطفل ولا يستطيع تركه ومن هنا تبدأ المشكلة.
يوضح أن التحكم في مواعيد استخدام الموبايل أولاً للحفاظ علي الأبناء فلا يمكن أن تقوم الأم بترك التليفون في أيدي الطفل طوال الوقت مثلا أو إعطاء الطفل الموبايل داخل المدرسة بحجة الاطمئنان عليه رغم أن ولي الأمر يمكنه الاطمئنان علي الابن من خلال مدرس الفصل او المشرف عن المرحلة التعليمية وللأسف الشديد سوف يسيء استخدامه خاصه مع أقرانه داخل الفصل وتكون النتيجة غير مرضية أبداً للآباء رغم أنهم سبب وأساس المشكلة.
أمام أعين الوالدين
أضاف أنه لابد أن يكون استخدام المحمول أمام أعين الآباء والأمهات داخل المنزل ويحظر أصطحاب الموبايل معه في أي مكان بمفرده أو بالمدرسة فيمكن للأم أن تحدد ساعة واحدة فقط يوميا لاستخدام الموبايل والتصفح ببرامج الانترنت ويحظر أيضا استخدامه أثناء مواعيد الغداء أو بعد الساعة السابعة مساء لأن هذه الفترة يكون لدي الطفل الصغير والشاب أيضا حب استطلاع والشغف لمعرفة أي شيء وكل شيء ويمكن أن يصل لإحدي المواقع والصور الخادشة للحياء فهناك مؤسسات لها أهداف خارجية يمكن أن تصيب النشء في مقتل فلابد أن تمنع الأم الأبناء من استخدام الموبايل إلا للضروره فقط وأن يستخدم في البحث عن مصطلح علمي أو معاني للكلمات أو للترجمة للغة أخري أو للمعلومات العامة مثلا.
قال إنه علي الأم أن تعي جيدا القواعد الأساسية والاستخدام الأمثل للانترنت وأن تعلم الابناء أن استخدامه له خطة معينة وان هناك مواقع محظور الدخول لها وأن استخدامه للمحمول يكون تحت أعين الام والاب وبوقت ثابت يومي تحدده الاسرة وأن يشاهدون مواقع لها ميول وأهداف لتنميه ميوله ورغباته بشكل هادفة فعكس ذلك أمر غير مقبول علي الاطلاق لأن فتح مواقع للتسلية أو سماع أغاني غير هادفة أو الدخول لتطبيقات محتواها ليس له فائدة بل لها أضرار عديدة لابد أن يمنع فورا.
علاج المشكلة
أشار إلي أنه ينبغي أن يعي أبناؤنا الهدف من استخدام هذه البرامج وليس لنشر او مشاهدة ما يسيء الي اخلاقنا الحميدة وديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا بالإضافة إلي حظر استخدام الالعاب الالكترونية لأنها تقوم بجذب إنتباه الطفل وتربي بداخله العنف ضد أقرانه يؤكد أنه علي الأباء والأمهات أن يكونوا أصدقاء لأولادهم وأن تكون جميع أسرارهم مع الأم أو الأب مع بناء الثقة بينهم حتي نعالج المشكلة من الجذور. وأن يتم التفتيش الدائم عليه لمعرفة ما تم وما شاهده الأبن وتفسيره وشرحه له بالطريقة والفهم الصحيح لمعرفة تفاصيل محتوي هذه البرامج والتطبيقات. فهناك كثير من الأسر تستخدم العنف ضد الأبناء سواء بالضرب أو بالإهانة وهذا من أكبر الأخطاء التي ترتكبها كثير من الأمهات في حق الأبناء والذي يولد الضغط النفسي عليهم فلابد أن تفرغ شحنة غضب الأبناء بالاستيعاب وإبراز القدوة الحسنة والمثل الأعلي لأن الفهم الصحيح والمعرفة والدراسة لكل المفردات واستخدام الدين في التربية والقدوة الناجحة يؤدي إلي تحفيز الطفل منذ الصغر علي الاقتداء بهم.
أكد أنه يجب تنظيم الوقت ما بين المذاكرة والرياضة والخروج مع الأسرة فهذا أمر مهم ولابد أن نزرع بداخله حب نفسه وللآخرين وإثبات وجوده من خلال أساس علمي وتفوقه او طريقه تعامله مع الآخرين.
علموهم منذ الصغر
د. أحمد علام "استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية" يقول إن الأطفال دون سن السادسة من المفترض أن تكون هناك رقابة عليهم في عدم استخدام الموبايل نهائيا وبالتالي محظور تحميل أية برامج. فالأم والأب عليهم إدراك خطورة استخدام هذه التطبيقات فهناك بعض الأنواع منها لا تحتاج سوي انشاء بريد الكتروني فقط ويتيح لولي الأمر القدرة علي التحكم فيما يشاهده الطفل كما يحدد الوقت المناسب والألعاب الالكترونية المسموح بها ويحدد فترة استخدام الابن للجهاز والأطفال دون سن الثامنة يمكن أن يقوم بتحميل YouTube kids لأنه مناسب اكثر لسنهم.
يؤكد ضرورة أن يعلم الآباء أبناءهم منذ الصغر البعد عن البرامج والتطبيقات الإلكترونية التي تخدش الذوق العام والأخلاق لأنه عندما يكون في مرحلة المراهقة يكون عنيداً وأكثر تطلعاً لكل من حوله ويصعب إقناعه بسهولة مقارنة بمرحلة الطفولة فهو يستقبل كل ما تقوله الأم ويستوعبه جيدا وبسهولة وبثقة كبيرة خاصة اذا ارتكب خطأ يمكن تعنيفه او عقابه وليس مرتبطاً طبعا بالضرب أو الإهانة ولكن هناك اشكال أخري للعقاب مثل منعه تماما من استخدام التابلت أو المحمول أو منعه من اللعب أو منعه من اي شيء يحبه. فعلي الرغم من كل هذه المحاذير يمكن للإبن مشاهدة اشياء مخالفة للذوق والحياء وعادات وتقاليد المجتمع فلابد أن نبتعد عن تعنيفه والقيام بتوعيته بسوء هذه الأشياء ومخالفتها للدين ونقوم بتغذية روحه وفكره ومده بالمعلومات الكافية التي تتناسب مع سنه بحيث امنعه من القيام بالمشاهدة كحب استطلاع منه أو فضول خاصة ان الممنوع دائما مرغوب فهذا ينطبق علي جميع برامج الفيس بوك والتيك توك وغيرها.
يضيف إن مسألة إدمان الانترنت موجود لدينا جميعا صغاراً وكباراً لان أي شخص يكون لديه شيء يعتاد عليه فترة طويلة أصبحت ادماناً بالنسبة له فلابد أن أقوم بمنع استخدام الهاتف من وقت لآخر وبشكل مفاجئ وان اضع فترات من خلال اليوم يحظر فيها استخدام أي وسيلة الكترونية مع القيام بتعديل سلوكه كممارسة الرياضة حتي في أوقات الدراسة والخروج مع الأهل لتبادل الزيارات والسماح له بالخروج مع أصدقائهم بشرط أن يكون في مكان آمن وان اقوم بشراء الهدايا والحلوي له كنوع من التعويض تجنباً لاستخدام الموبايل طول الوقت مع الاستمرار في منعه نهائيا لمدة أسبوعين متتاليين ويتم بعدها تعويضه باشياء أخري تسعده بعيدا عن هذه البرامج والتطبيقات التي تساعد في تدمير واستهلاك عقله في اشياء ضارة.
الآباء قدوة
نصح د. هاني محمد "استشاري الصحة النفسية" الآباء والأمهات بضرورة إبعاد أبنائهم عن البرامج الالكترونية لأنه طريق يدمر أبناءنا فعليهم اتباع عدة خطوات أهمها الراحة من التكنولوجيا الكبير والصغير أيضا وعدم استخدام الموبايل إلا للرد علي المكالمات الهاتفية المهمة خاصة أمام الطفل والتحدث إلي طفلك وتخصيص بضع ساعات يوميًا يكون الطفل ملزماً بوضع هاتفه بعيدًا أو تسلمه للأم او الأب كما أنه فرصة ذهبية للتواصل مع أطفالك وقضاء وقت ممتع معهم.
أيضاً يجب ان تقوم الأم بتنفيذ نصائحها علي نفسها أيضا فالآباء هم أول نموذج يقتدي به الطفل وإذا وجد الطفل والده متعلقاً بشاشة هواتفهم طوال الوقت. أمر طبيعي جدا القيام بالتقليد لأنها ستكون عادة مقبولة لهم لذلك ننصح اولا الآباء ترك هواتفهم أثناء تناول وجبات الطعام أو اثناء الوقت الذي يقضونه مع أطفالهم. وإذا كان عمل الام او الاب يتطلب ذلك يكون حين تواجد الأطفال خارج المنزل أو في وقت لعبهم.
يوضح أن هناك بعض التطبيقات تساعد أولياء الأمور علي تتبع استخدام أطفالهم للهاتف وتطبيق المراقبة مثل Our Pactparental وهو واحد من هذه التطبيقات. يتضمن التطبيق عقدًا قابلًا للتنزيل يوقعه الآباء والأطفال بالإضافة إلي إرشادات حول الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا ويشمل مانع للتطبيق وخاصية الغلق الزمني التي يتحكم فيها الآباء مع القيام بتنبيههم مسبقا إذا شاهدت طفلك يري فيديو أو يلعب لعبة ليس لها هدف فمن الأفضل تحذيره مسبقاً وهناك اطفال متعلقه بالبرامج الالكترونية بشكل يصل الإدمان ولكي نتفادي نوبات الغضب والبكاء عند منعه ضرورة. تنبيه طفلك ان وقت استخدام الهاتف اوشك علي الانتهاء او متبقي10 دقائق لنفاذ البطاريه.
بالاضافة الي ضرورة شغل اوقات فراغهم مثل توفير العاب تتناسب مع سنه وتنمي عقله بعيدا عن الأجهزة الذكية و سد الفجوة في حياتهم الاجتماعية والتخفيف من ساعات الملل لديهم وفي الأغلب لكي تنجح الأمهات علي المدي الطويل في جعل طفلك يتخلص من الأجهزة الذكية لابد من توفير بدائل أخري وتنمية عقله بالهوايات كالرسم والموسيقي والغناء أو ممارسة الرياضة أو الأنشطة الاجتماعية ومحاولة قضاء مزيد من الوقت كعائلة واحدة في بيت واحد بدون الاتصال بالتكنولوجيا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية