القيمة السوقية تراجعت 2 تريليون دولار.. و"بيتكوين" أكبر الخاسرين

رئيس ثاني أكبر منصة للتداول.. فقد 94% من ثروته في يوم واحد

رفع أسعار الفائدة الأمريكية.. أهم الأسباب

لم يكن وحده مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي وقرارته المتتابعة برفع سعر الفائدة السبب وراء عاصفة الهبوط الدرامي التي ضربت سوق العملات المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين أشهر هذه العملات وأكثرها تداولاً. ربما كان سعر الفائدة البداية فقط. لينضم اليه عوامل أكثر اثارة سارعت بوتيرة الهبوط لتقضي علي احلام الثراء السريع للمستثمرين في هذا السوق الافتراضي. تلك الأحلام التي دعمتها توقعات الخبراء والمحللين التي كانت تؤكد ان "البيتكوين" سوف تحلق لمستويات تتراوح بين 60 و75 ألف دولار ورفعها البعض ليصل إلي 100 ألف دولار بنهاية عام 2022 ليشهد العام الحالي خسائر غير مسبوقة لسوق العملات المشفرة بلغت نحو تريليوني دولار مما يلقي شكوكاً قوية حول مستقبل هذا السوق والاستثمار فيه.

وكانت عملة بيتكوين قد أنهت عام 2021 علي ارتفاع بنحو 57.6%. لتصل إلي 46.3 ألف دولار مقابل نحو 29.4 ألف دولار في نهاية عام 2020.

واستطاعت العملة المشفرة تحقيق مستويات قياسية عدة مرات خلال العام الماضي. فبعد أن ارتفعت فوق مستوي 66 ألف دولار في أكتوبر 2021. كسرت العملة هذا الرقم وارتفعت فوق مستوي 68 ألف دولار في نوفمبر قبل أن تبدأ رحلة الهبوط مطلع العام الحالي وبالتزامن مع بدء الحرب الروسية- الأوكرانية واتجاه الفيدرالي الأمريكي إلي سياسة نقدية متشددة رفع من خلالها سعر الفائدة لـ ست مرات.

 الأزمة الأخيرة 

وخلال الاسبوع الأخير كانت "القشة- التي قصمت ظهر البعير" متمثلة في الأزمة بين أكبر منصتين لتداول العملات المشفرة في العالم وهما " إف تي إكس"

"بينانس وكانت الاولي "FTX" قد واجهت موجة كبيرة من طلبات السحوبات من". المستثمرين خوفاً من إفلاسها بعد تقارير تحدثت عن مشاكل مالية تواجهها. ما اضطر الشركة لوقف عمليات السحب. وهو ما بدوره أدي لانهيار عملتها.

وأعلنت منصة "بينانس" انها قد وقعت خطاب نوايا غير ملزم للاستحواذ علي أغلب عمليات منصة "إف تي إكس" لتغطية أزمة السيولة التي تمر بها بحسب ما قاله تشانغبينج تشاو الرئيس التنفيذي لبينانس الثلاثاء قبل الماضي علي تويتر. لكن "بينانس" التي تعد أكبر منصة لتداول العملات الرقمية من حيث الحجم. فاجأت السوق بتغريدة علي تويتر تؤكد أنها لن تمضي قدما في عملية الاستحواذ علي عمليات منافستها منصة "إف تي إكس". مرجعة ذلك إلي ان "عملية الفحص النافي للجهالة" والتقارير الصحفية افادت بسوء إدارة أموال العملاء بـمنصة أف تي إكس.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مصادر قولها إن مؤسس "إف تي إكس". سام بانكمان فرايد قد يتقدم بطلب للإفلاس في حال لم تحصل المنصة علي تمويل بنحو 4 مليارات دولار.

وهو ما أدي إلي تحقيق عملة "بيتكوين" خسائر حادة في التعاملات الأخيرة بلغت نسبتها 14.5%. حيث هوت إلي نحو 16 ألف و352 دولار مسجلة ادني مستوي لها في عامين.

 أزمة سيولة 

وقال" تشاو" الرئيس التنفيذي لـ"بينانس" ان منصة إف تي إكس طلبت منه المساعدة في حل أزمة سيولة كبيرة مشيراً إلي إنه طلب من شركته وقف تداول رمز "إف تي تي" وهو العملة الخاصة بشركة "إف تي إكس". ونصح المستخدمين بعدم تداوله.

وقال تشاو. في البيان إن ما حدث لـ"إف تي إكس" زعزع ثقة المستثمرين بشدة. وإن المشرعين سيزيدون التدقيق علي عمليات التداول. وأن استخراج التراخيص حول العالم سيكون أصعب.

انخفضت عملة منصة إف تي إكس. إف تي تي. بأكثر من 75 بالمائة في يوم واحد. بحسب بيانات "كوين ديسك".  المتخصصة في العملات الرقمية.

وكانت منصة "إف تي إكس" قد شهدت عمليات سحب بقيمة 6 مليارات دولار خلال ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضي.

ووفقاً لبيانات موقع "كوين جيكو". المعني بتحليلات وبيانات العملات المشفرة في العالم. فإن بينانس هي أكبر منصة لتداول العملات الرقمية في العالم من حيث الحجم. فيما كانت"إف تي إكس" تعد قبل عشرة أيام فقط ثاني أكبر منصة للعملات المشفرة في العالم ورئيسها سام بانكمان-فريد الذي يلقب "اس بي اف" أفضل محاور للسلطات التنظيمية في جميع أنحاء العالم وذلك بحسب شركة تحليل العملات المشفرة "إيليبتيك"
وقدرت الشركة قيمة مجموعة اف تي اكس بحوالي 32 مليار دولار. وإشارت وسائل اعلام أمريكية إلي إعلان افلاس "اف تي اكس" أدي إلي افراغ محافظ بنحو 663 مليون دولار.

 هبوط القيمة السوقية 

ومع مخاوف المستثمرين من ان يشهد سوق العملات المشفرة خسائر حادة علي خلفية احتمالات انتشار عدوي أزمة السيولة في "إف تي إكس" إلي منصات أخري. هبطت القيمة السوقية للعملات إلي نحو 855 مليار دولارمقابل نحو 3 تريليونات في نوفمبر من العام الماضي.

وبحسب مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات. انخفض صافي ثروة الرئيس التنفيذي لمنصة اف تي أكس من 15.6 مليار دولار إلي 991.5 مليون بنسبة 94%. خلال  يوم واحد فقط بفعل أزمة السيولة التي تعرضت لها المنصة.

 عام سييء 

ووفقاً لمحطة "CNN"-- الأمريكية فان الانهيار المذهل لبورصة العملات المشفرة FTX. والتي قُدرت قيمتها مؤخرًا بـ32 مليار دولار. كان أحدث الأخبار السيئة للمستثمرين في البيتكوين والإيثيريوم والأصول الرقمية الأخري. مشيرة إلي ان عام 2022 كان عامًا سيئًا بالنسبة للعملات المشفرة قبل دراما FTX-Binance.

وتدور أسعار البيتكوين حاليًا حول 16500 دولار. منخفضة من مستوي 20 ألف دولار قبل أسبوع فقط.ومن مستوي الـ46000 دولار الذي تم تداول البيتكوين به في اليوم الأخير من العام 2021.

 هيئة الأوراق الأمريكية تعلق 

حول الانهيار الأخير وأزمة أكبر منصتي للتدوال في سوق العملات المشفرة قال هوارد فيشر المحامي في هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. سلطة ضبط سوق الأسهم في الولايات المتحدة اننا نعرف ماذا حدث لكن يبدو أنه كان هناك الكثير من سوء التصرف.

وأدان المحامي ما حدث مشيراً إلي أنه يتوقع أن يلجأ العملاء أيضًا إلي القضاء لاسترداد استثماراتهم.

وقال غاري غينسلر رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات"لا يمكنني التعليق علي أي تحقيق محتمل".. داعياً إلي مزيد من الشفافية في قطاع الأصول المشفرة.

وأضاف غاري غينسلر "عندما تخلط أموال العملاء بغياب الشفافية والاقتراض مقابل تلك الأموال والسمسرة. يدفع المستثمرون الثمن".

وتخضع مجموعة اف تي اكس للتحقيق من قبل لجنة الأوراق المالية ووزارة العدل في نيويورك. بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مصادر مطلعة علي التحقيق.

وعلي الرغم من الانهيارات الكبيرة التي ضربت سوق العملات المشفرة هذا العام إلا أن بعض المحللين يرون ان هذه هي طبيعة السوق متوقعين ان يتمكن من تحقيق التعافي بحيث يكون بديلاً استثماريا مهما فيما يؤكد آخرون ان هذا السوق لم يعد ملاذا امنا للمستثمرين بعد ان تراجعت ثقة المستثمرين فيه وتخوفهم من مواصلة الاستثمار فيه والعودة إلي المجالات الامنة مثل الذهب والسندات.