تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام اليومي : زيف هوليوود مستمر تقديم الإسرائيلى فى صورة المناضل بينما الفلسطينى إرهابى
source icon

الأهرام اليومي

.

زيارة الموقع

زيف هوليوود مستمر.. تقديم الإسرائيلى فى صورة «المناضل» بينما الفلسطينى «إرهابى»!

باستثناء أعمال غاية فى الندرة.. يمكن وصف تناول هوليوود للقضية الفلسطينية وصورة الإنسان الفلسطينى عبر تاريخها الممتد بأنه «تكريس للتشويه» ..تكريس متعمد لشيطنة الفلسطينيين وتصويرهم بكونهم إرهابيين متعطشين للقتل والدماء فى مواجهة تصوير الإنسان الإسرائيلى على أنه مسالم بطبيعته يضطر للحرب فقط دفاعا عن نفسه فى حالة تعرضه للاعتداء .

هانا ـ ك

ويتوازى الإمعان فى التشويه مع محاولة حجب أى وجهة نظر مغايرة للتصور المعد مسبقا فى هوليوود لشيطنة الفلسطينيين والعرب والذى تصل ذروته إلى درجة الاضطهاد السينمائى لفيلم مهم لأحد عباقرة الإخراج السينمائى فى العالم وهو كوستا جافراس حيث امتنعت معظم دور العرض فى الولايات المتحدة وأوروبا عن عرض فيلمه «هانا-ك» «Hana K» الذى أخرجه عام 1983 منذ 4 عقود كاملة ولعبت بطولته نجمة هوليوود الكبيرة جيل كلايبورج التى حصدت جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة من قبل عن فيلمها «امرأة غير متزوجة» عام 1978 وابهرت النقاد على مستوى العالم عندما قامت ببطولة فيلميها المهمين «جوليا» و»لونا» ..وتدور أحداث فيلم «هانا -ك» حول هانا كوفمان المحامية الأمريكية اليهودية التى تدافع عن الشاب سليم بكرى وهو شاب فلسطينى متسلل إلى منطقة فلسطينية تحت السيطرة الإسرائيلية، وتنجح بالفعل فى الدفاع عنه وحمايته من السجن وتحريره وإعادته إلى مخيمات اللاجئين، وتمضى حياتها إلى أن يطلبها الشاب مرة أخرى للدفاع عنه بعدما عاد إلى المنطقة نفسها التى قُبض عليه فيها من قبل.

تثير هذه الرغبة المحتدمة لدى الشاب فى إصراره على العودة إلى موطنه المحتل فضول المحامية هانا، لتذهب فى رحلة إلى مدينته القديمة التى هدم الإسرائيليون أغلب منازلها وأقاموا عليها المستوطنات، وغيروا اسمها من «كفر رمانة» إلى «كفار ريمان»، وتجد بالفعل منزل عائلته القديم الذى تحول إلى مزار سياحي.

ومن هنا تبدأ رحلة هانا والشاب سليم حيث تقيم دعوى قضائية بهدف إعادته إلى منزل عائلته الذى يمتلك صكوك ملكيته، وهنا تتصادم مع السلطة القضائية الإسرائيلية، لأن انتصارها فى هذه القضية يعنى ببساطة هزيمة المنطق الذى تقوم عليه دولتهم، والذى انتزع الأرض من أيدى السكان الأصليين بالباطل، ما يمكن أن تستتبعه سلسلة من مطالبات الفلسطينيين باسترجاع منازلهم التى هجروا منها قسرا رغم امتلاكهم صكوكها وأوراقها الرسمية، لذلك كان يجب إجهاض هذه القضية.

وقد امتنعت شركات هوليوود الكبرى عن توزيع الفيلم وكذلك الدعاية له بينما تعرضت النجمة جيل كلايبورج حتى وفاتها وكذلك المخرج الكبير كوستا جافراس إلى «الاضطهاد السينمائي» .

نزوح

يأتى ذلك فى الوقت الذى كرست فيه آلة السينما الهوليوودية أقصى جهودها لإنتاج عشرات وعشرات الأفلام العالمية التى تعرض كفاح المهاجرين اليهود للوصول إلى إسرائيل حيث روجت هذه الأفلام لقضية بناء الدولة اليهودية فى فلسطين. وقدّمت تلك الأفلام قصصها بطريقة كلاسيكية لا تخلو من الأسلوب الدعائى .. وانصبت رسالة تلك الأفلام على هروب اليهود من «الهولوكوست» وضرورة بناء وطن لهم فى فلسطين.

فى تلك الفترة، ظهرت فلسطين دائما بصورة متوافقة مع الدعاية اليهودية التاريخية ومع الرواية الموجودة فى الأدبيات الصهيونية. ففلسطين -كما صورتها هذه الأعمال السينمائية ـ أرضٌ تكاد تكون خاوية من السكان.. ويقطنها بعض من البدائيين الجهلة الذين لا يملكون دولة حقيقية.

ويعد فيلم «نزوح» أو «exodus» من أهم أفلام هوليوود التى دشنتها فى هذا الصدد على الإطلاق فالفيلم الذى تم عرضه عام 1960 قد حشدت له هوليوود جميع عوامل النجاح الاسطورى فهو من إخراج أحد سدنة الإخراج العالمى وهو أوتو بريمنجير بينما لعب بطولته نجما هوليوود اللامعان بول نيومان ولى جى كوب والنجمة إيف مارى سانت ويسرد فيلم نزوح ـ المأخوذ عن رواية ليون يوريس التى تحمل نفس الاسم ـ قصة لليهود النازحين من أوروبا إلى فلسطين. ومن بين هؤلاء آرى بن كنعان، القيادى فى عصابات هاجانا الصهيونية.

الفيلم يصور هذا النزوح بوصفه رحلة نضال لمجموعة كبيرة من اليهود نحو ما يصفونه فى الفيلم بوطنهم القومى فى فلسطين، وكفاحهم لأجل تحقيق حلمهم، وصراعهم ضد الإنجليز لنيل مايعتبرونه «حقوقهم».. ويركز الفيلم بشدة على ما يتعرض له هؤلاء اللاجئون من وحشية مزعومة على يد الفلسطينيين الذين يريدون قتل كل من جاء على متن السفينة التى تحملهم ..وترشح الفيلم لعدة جوائز أوسكار حصد منها أوسكار أحسن موسيقي.

وإلى جانب هذا الفيلم أنتجت هوليوود عشرات الأفلام التى تتحدث عن كفاح اليهود من أجل تأسيس وطنهم ..وكان لهذه الأفلام دور كبير فى تشكيل صورة إسرائيل، والفلسطينيين بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام فى الذهنية الأمريكية والغربية عموماً. .ومنها فيلم «المشعوذ» المنتج عام 1953 عن رواية ميشيل بلانكفورت، الذى يصور حياة أحد الهاربين من المحارق النازية، الذى يلتمس وطنه الجديد فى فلسطين .. وفيلم «ميونيخ» الذى أنتجه وأخرجه المخرج العالمى ستيفن سبيلبيرج عام 2005 .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية