تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام اليومي : مع القرآن الكريم «20»
source icon

الأهرام اليومي

.

زيارة الموقع

مع القرآن الكريم «20»

حديث القرآن الكريم عن القلب والفؤاد حديث عظيم سواء من جهة لفظه أم جهة معناه، فقد يطلق كل منهما ويراد به الآخر مع خصوصية فريدة لكل منهما، حتى قال بعض أهل العلم: إنهما إذا اجتمعا افترقا أى كان لكل منهما دلالته وخصوصيته، وإذا افترقا اجتمعا، أى تضمن كل منهما معنى الآخر أو دلالة ما عليه.

ومن أدق ما وقفت عليه فى ذلك أن الأصل فى القلب أن يطلق على العضو، والأصل فى الفؤاد أن يطلق على الوظيفة، مع جواز إطلاق أحدهما على الآخر أو بمعناه ، ذلك أن القلب غالبا ما يرد ذكره مقترنا بذكر بعض أعضاء الجسد، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ» (الأعراف: 179)، ويقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِى آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا» (الإسراء: 46)، فجاء ذكر القلب كونه عضوا من أعضاء الجسد فى معرض الحديث عن العين التى هى عضو الإبصار والأذن التى هى عضو السمع، ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «ألا وإنَّ فى الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهى القَلْبُ» (متفق عليه)، والمضغة هنا - وهى أمر حسى لا معنوى - تعبير عن العضو الذى هو محل للأعمال القلبية.

ويأتى ذكر الفؤاد عندما يكون الحديث عن وظيفة الأعضاء، حيث يقول الحق سبحانه: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» (الإسراء:36)، ويقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ» (الأحقاف: 26)، فإذا كان السمع وظيفة الأذن، والبصر وظيفة العين، فإن السياق يقتضى أن يكون الفؤاد هنا هو القائم بوظيفة القلب .

وقد جمع القرآن الكريم بين القلب والفؤاد فى قوله تعالى: «وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» (القصص:10)، فالمقصود بقوله تعالى فارغا أى فارغا من كل شىء إلا من ذكر وهم موسى عليه السلام، ومثل هذه الحالة النفسية لا يكون صاحبها فى الغالب متحكما فى تصرفاته، حيث يكون همه وذهنه محصورين فيما يشغله، «إن كادت لتبدى به» من شدة توترها وقلقها عليه لولا العناية الإلهية التى ربطت على قلبها، فالإنسان إذا استحكم واستبد به الخوف وجدت لحركة قلبه خفقانا واضطرابا، كما يقول بعض الناس قلبى يكاد ينفطر أو ينخلع من مكانه، وهذه هى حركة العضو، فكان التثبيت للعضو والوظيفة معا حين ربط الحق عز وجل على قلبها بما يثبته حسيا ومعنويا.

وللحديث بقية

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية