آلام أسفل الظهر ستصبح وباءاً عالمياً خلال العشرين عاماً القادمة، هذا ما توقعته دراسة حديثة نشرتها دورية «لانسيت» الطبية المرموقة رجحت أن يعانى من آلام أسفل الظهر حوالى 843 مليون شخص حول العالم، وأن تعداد من يعانى منها حاليا نحو 600 مليون إنسان ، وهى السبب الأول للإعاقة خلال الثلاثين عاماً الماضية وفقا لما ذكرته الدراسة.

وأشارت الدراسة إلى ثلاثة أسباب رئيسية لانتشار هذا المرض وهى التدخين والسمنة والبيئة غير المريحة للعمل، وعلى الرغم من أن معظم الحالات يمكن التعافى منها خلال الستة أسابيع الأولى من ظهور الألم، إلا أن حوالى ثلث الإصابات تصبح مزمنة وقد تستمر لسنوات.

كما أنها أكثر شيوعاً لدى السيدات لأسباب متعددة، منها زيادة الوزن، وفترات الحمل والولادة التى تضغط على الظهر ومنطقة الحوض، بالإضافة إلى طبيعة العمل والجلوس لفترات طويلة، أو بسبب المجهود الكبير الذى تبذله داخل المنزل، والوقوف لفترات طويلة أثناء الطهى أو أعمال المنزل، فلماذا تشيع هذه المشكلة لدى النساء وما هى الطريقة الصحيحة للتعامل معها وطرق الوقاية المبكرة؟

الدكتور إسلام أبو يوسف استشارى جراحة العمود الفقرى يؤكد ان آلام أسفل الظهر أكثر شيوعا بالفعل بين النساء وهذه الآلام تختلف باختلاف المسبب فأكثرها شيوعاً هى الآلام العضلية التى لا تحتاج لأى تدخل جراحى بل تتطلب ممارسة الرياضة، وهناك أيضا الآلام الناتجة عن الخشونة والتى تعالج بالغذاء والأدوية وفى بعض الاحيان قد تعانى المرأة من اعوجاج العمود الفقرى لكنه لا يسبب ألما إلا إذا كانت المريضة تعانى من الخشونة فى الفقرات وهناك نوعان من أنواع اعوجاج العمود الفقرى الأول وراثى وهو نادر ونوع ينتج عن التقدم فى العمر أو نتيجة لممارسة مهنة معينة تتطلب الجلوس طويلا أو بعض العادات الخاطئة، وأكثر مسببات آلام الظهر بين السيدات هى الهشاشة وفى بعض الأحيان تكون متعلقة بأمراض نسائية ولذلك فهى تبدأ عادة فى الظهور من سن الثلاثين وتزداد بالتقدم فى العمر، أسبابها الرئيسية عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم والوزن الزائد أو ممارسة الرياضات العنيفة مثل حمل الأوزان الثقيلة وقد يكون سببها الاكتئاب الذى قد تنتج عنه آلام عضلية متنقلة فى الجسم كله ولذلك لابد من مراعاة ممارسة الرياضة بانتظام وعدم حمل الاوزان الثقيلة بطريقة خاطئة والتأكد من سلامة الحركات والجلسات بمعنى أن نشد عضلاتنا عند الوقوف ونجلس بطريقة صحيحة.

ومن الممكن التخلص من هذه الآلام بممارسة المشى أو استخدام المراهم والمسكنات البسيطة وإذا لم يتحسن الحال وأصبح الآلم شديدا ولا يتحسن أو أن الألم بدأ (يسمع) فى الساقين أو نتج عنه إحساس بالخدر والتنميل أو فقدان الإحساس بالأطراف أو عدم تحكم فى عضلات الإخراج فلابد من التوجه لطبيب متخصص ولابد أن تحتاط كل سيدة من هشاشة العظام فهى السبب الأول لأغلب مشاكل العظام لدى السيدات، فكل امرأة تفقد 1% من كثافة عظامها كل عامين منذ سن الثلاثين و5% سنويا بعد الوصول لسن انقطاع الطمث، لذا ننصح المرأة فى مختلف مراحلها العمرية بممارسة الرياضة وتناول الأدوية التكميلية. وكما يضيف استشارى العمود الفقرى ففى الوقت الذى تكثر فيه شكوى النساء من آلام الظهر تشيع آلام الرقبة أكثر بين الرجال.

وإلى جانب هشاشة العظام ومشاكل الفقرات والغضاريف فى بعض الأحيان تكون آلام الظهر سببها مشاكل ترتبط بأمراض النساء كما يشرح د.عمرو خضير استشارى أمراض النساء، فقد تعانى بعض السيدات فيها نتيجة عسر الطمث والذى يستمر لأيام وكذلك خلال فترة الحمل وزيادة الوزن على الظهر والحوض، ولذلك ننصح ببمارسة بعض التمرينات لتقوية هذه المنطقة وترتبط أيضا بسن انقطاع الطمث وتكون مصاحبة له وأيضا الأورام الليفية بأحجامها المختلفة وحسب وأماكن وجودها المختلفة فى الرحم أو الحوض وكذلك أمراض مثل بطانة الرحم المهاجرة والتهابات الحوض المزمنة وكذلك الرحم المائل للخلف أو ما يطلق عليه عرفاً «الرحم المقلوب» كما يمكن حدوث مثل تلك الآلام فى أسفل الظهر نتيجة وجود كيس كبير على أحد المبيضين أو التصاقات ناتجة عن جراحات سابقة أو نتيجة التصاقات بسبب بطانة الرحم المهاجرة. والتشخيص يكون بالفحص الإكلينيكى والموجات فوق الصوتية وبعض التحاليل لتقييم الوضع قبل البدء فى خطة العلاج والذى يكون طبقاً للسبب فأحيانا يكون العلاج دوائيا وأحيانًا نحتاج للتدخل الجراحى سواء بالمنظار أو الجراحة التقليدية طبقًا للاحتياج وضمانات لسلامة السيدة.