ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، اختارت حاكم ولاية مينيسوتا تيم فالز ليكون نائبا لها، اليوم الثلاثاء، بعد ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض السباق الرئاسي في الخامس من نوفمبر.

حيث اختارت بطلا للسياسة التقدمية ومتحدثا عاديا من قلب أمريكا للمساعدة في كسب تأييد الناخبين البيض في المناطق الريفية، اللافت في الأمر أن فالز في بعض الفترات كان يُعاكس الخط العريض للحزب الديمقراطي، إذ يميل إلى خفض الضرائب خاصة على الطبقات الدنيا في المجتمع. 

- من هو فالز؟

تم انتخاب فالز، البالغ من العمر 60 عامًا، وهو من قدامى المحاربين في الحرس الوطني بالجيش الأمريكي ومدرس سابق، لعضوية منطقة ذات ميول جمهورية في مجلس النواب الأمريكي في عام 2006 وخدم لمدة 12 عامًا قبل انتخابه حاكمًا لمينيسوتا في عام 2018.

- بصفته حاكمًا، دفع فالز بأجندة تقدمية تتضمن وجبات مدرسية مجانية، وأهدافًا لمعالجة تغير المناخ، وتخفيضات ضريبية للطبقة المتوسطة وتوسيع الإجازة مدفوعة الأجر لعمال مينيسوتا. 

- تصوت ولايته بشكل موثوق للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية ولكنها قريبة من ويسكونسن وميشيغان، وهما ساحتان حاسمتان للمعركة، حيث يُنظر إلى مثل هذه الولايات على أنها حاسمة في تحديد انتخابات هذا العام.

- مهارات جمهورية 

ولد فالز في بلدة صغيرة في ريف نبراسكا، حيث يعرف بقدرته على التواصل مع الناخبين الريفيين و هي مجموعة حاولت إدارة بايدن الوصول إليها من خلال الإنفاق على البنية التحتية والسياسات العملية، ولكن دون إظهار نجاح يذكر في إرسال الرسائل حتى الآن، ما يعزز فرص هاريس بالوصول إليهم سيما مع استهداف حملتها لهم.

وتعد هذ الشريحة فئة لا يستهان بها، ففي انتخابات 2016، ساعدت ترامب بالفوز بالمكتب البيضاوي، وذلك بنسبة 59% من الناخبين في المناطق الريفية؛ وفي عام 2020، ارتفع هذا الرقم إلى 65% على الرغم من خسارة ترامب في الانتخابات، وفقًا لمركز بيو للأبحاث. 

وفي سباق حاكم عام 2022، فاز دي فانس بنسبة 52.27% مقابل 44.61 % لمنافسه الجمهوري، على الرغم من أن مساحات واسعة من المناطق الريفية في ولاية مينيسوتا صوتت لصالح الخصم. 

ولطالما دافع فالز عن الحقوق الإنجابية للمرأة، لكنه أظهر أيضًا ميلًا محافظًا أثناء تمثيله لمنطقة ريفية في مجلس النواب الأمريكي، حيث دافع عن المصالح الزراعية ودعم حقوق حمل السلاح، وهو الأمر الذي يشجعه الحزب الجمهوري. 

لقد كان مدافعًا قويًا عن الدعم الحكومي للمزارعين والمحاربين القدامى العسكريين، فضلاً عن حقوق مالك السلاح كما تأمل حملة هاريس أن تجذب مسيرة فالز المهنية الواسعة في الحرس الوطني، إلى جانب نجاحه كمدرب كرة قدم في المدرسة الثانوية، هؤلاء الناخبين الذين لم يكرسوا أنفسهم بعد لولاية ترامب الثانية في البيت الأبيض. 

ما بين انسحاب بايدن وترشح هاريس إحياءً لآمال الديمقراطيين 

أحيت كامالا هاريس (59 عاما) ذات الأصول الآسيوية، آمال الحزب الديمقراطي في تحقيق فوز انتخابي منذ أن أصبحت مرشحته بعد أن أنهى الرئيس جو بايدن (81 عاما) محاولته الفاشلة لإعادة انتخابه تحت ضغط الحزب في 21 يوليو. 

وكانت الترشيحات تحوم حول ستة مرشحين، حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، والسناتور الأمريكي مارك كيلي، وحاكم مينيسوتا تيم فالز، وحاكم كنتاكي آندي بشير، وحاكم إلينوي جي بي بريتزكر، و بيت بوتيجيج (وزير النقل).

نائب الرئيس سلاح ذو حدين 

ووفق مركز العلاقات الخارجية، أن اختيارات نائب الرئيس يمكن أن تلحق الضرر أو النجاح بالحملة.

حيث جاءت مطالبة جون كينيدي في عام 1960، ليندون جونسون بالانضمام إلى قائمته هو السبب وراء أداء كينيدي اليمين الدستورية في 20 يناير 1961، بدلاً من ريتشارد نيكسون، حيث كان اختياره إيجابيا للحملة.

أما في انتخابات 1972، لم تتعاف حملته جورج ماكجفرن، بعد أن عين زميله السيناتور توماس إيجلتون من ميسوري نائبًا له، وبمجرد ظهور تقارير إخبارية تفيد بأن إيجلتون قد عولج من الاكتئاب بالعلاج بالصدمات الكهربائية، تم استبعاده من التذكرة. 

وفي 2008، كثيراً ما يُنظر إلى اختيار المرشح الرئاسي الجمهوري جون ماكين لسارة بالين باعتباره مثالاً آخر لاختيار نائب الرئيس الذي كان ضرره أكثر من نفعه، حيث اكتسحه المرشح الديمقراطي باراك أوباما. 

وينوه المركز بأن بعض مؤيدي ترامب، يشعرون بالقلق بالفعل من أن اختيار فانس إذ يمكن أن يعتبر بمثابة فشل آخر لمنصب نائب الرئيس.