تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأخبار المسائى : كيف غيّرت السوشيال ميديا طموحات الشباب؟
source icon

الأخبار المسائى

.

زيارة الموقع

كيف غيّرت السوشيال ميديا طموحات الشباب؟

تغير في السنوات الأخيرة مفهوم وآراء الأجيال الصاعدة في مستقبلهم والوظائف التي يحلم كل منهم أن يعتليها في الكبر، فبعد أن كنا في زماننا نحلم بالوصول لوظائف وأعمال مرموقة وذات شأن، مثل الطبيب والمهندس والطيار والمعلمة والرسام وغيرها من الوظائف الطبيعية، اختلفت اليوم الأحلام والرؤي، وتبدلت الطموحات للمستقبل مع ظهور السوشيال ميديا، وتصدرت اسماء جديدة للمشهد، وأصبح البلوجر وصانع المحتوى ولاعبي الكرة والميكب ارتيست وغيرها هي طموحات الجيل الصاعد للبحث عن شهرة وأموال دون مجهود وعناء، وحدثت تحولات جذرية في نظرة الجيل الجديد للنجاح والذات.

استمعنا إلى آراء وطموحات عدد من الأطفال لمعرفة ما هي أحلامهم لمستقبلهم، فقال آدم 10 سنوات "كنت عايز أبقى رائد فضاء عشان أروح القمر وأشوف الكواكب... بس دلوقتي نفسي أكون جيمر مشهور على يوتيوب وأكسب فلوس من الألعاب اللي بحبها".

أما ليان 9 سنوات ترى أن مستقبلها في أن تكون "ميك آرتست" وتقوم بعمل فيديوهات على تيك توك لتكون مشهورة ويفعل مثلها البنات.

وزياد ١٥ سنة كان يحلم بأن يكون مدرس رياضيات بسبب حبه للأرقام... لكن الآن أصبح يرى نفسه صانع محتوى "حاسس إني لو بقيت صانع محتوى على إنستجرام ممكن أعمل فيديوهات تعليمية وأكسب منها بسرعة".

وشهد 13 سنة "كنت بقول نفسي أكون مهندسة، بس بصراحة شايفة صحابي اللي عندهم تيك توك بيتابعهم آلاف... فحاسّة إني ممكن أبدأ أعمل فيديوهات ميكب وفلوجز، ولو مشيت كويس ممكن أسيب المدرسة وأركّز فيها."

وكريم 12 سنة كان يحلم بان يكون طبيب، لكن شقيقه أبلغه أن الأمر سيحتاج الكثير من الوقت والجهد، وقال " ففكرت أعمل قناة على يوتيوب أشرح فيها حاجات علمية بطريقة ممتعة وأكسب منها."

وقالت رباب 17 سنة "كان نفسي أكون صحفية، بحب الكتابة والكلام، لكن حاليًا شايفة إن الإنفلونسرز بيكسبوا أكتر، وبيسافروا، وبيتقدملهم هدايا... فممكن أبدأ أشتغل على حساب إنستجرام وأعمل محتوى حلو للبنات".

الأطفال أصبحوا أكثر وعيًا بالشهرة والمكسب السريع من الإنترنت، والتأثير الأكبر من اليوتيوبرز وصنّاع المحتوى الذين يتابعونهم بشكل يومي، وباتت توجد رغبة في الجمع بين المتعة والشهرة والمكسب السريع، دون الحاجة للدراسة الطويلة أو الوظائف الروتينية.

وفي هذا السياق أشارت دكتورة إيمان عبد الله استشاري الطب النفسي أنه منذ الصغر يتأثر الطفل بمن حوله، سواء من الأهل أو النماذج المجتمعية، فيختار تقليدهم، إذا كان الأب طبيبًا، قد يسعى الطفل ليصبح مثله، وإذا كان ضابطًا أو مدرسًا، قد يطمح لأن يكون في نفس المجال، لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت هذه النماذج، وأصبح الشخص الذي يحقق الشهرة بسرعة هو القدوة.

وأضافت أن منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب أصبحت تروج لمهن جديدة، مثل "الميك آب أرتيست" و"صانع المحتوى" و"الطباخين"، وأحيانًا يتم تقديمهم كبديل لمهن طبية أو تعليمية، هذا التوجه يعكس تحولًا في مفاهيم النجاح والعمل، حيث أصبح الظهور على هذه المنصات مقياسًا للشهرة والنجاح، بغض النظر عن القيمة الحقيقية للمحتوى المقدم.

ولفتت عبد الله أنه من بين التأثيرات السلبية لهذا ما يلي:

فقدان القيم: التركيز على الشهرة والمال قد يؤدي إلى تراجع القيم مثل الإتقان والإبداع.

تضليل الأجيال الجديدة: الشباب قد يظنون أن الطريق إلى النجاح يكمن في تقليد هذه النماذج، ما يبعدهم عن تطوير مهاراتهم الحقيقية.

انهيار المهن التقليدية: مهن مثل الطب والتعليم قد تتعرض للتقليل من قيمتها أمام صعود هذه المهن الجديدة.

مؤكدة أنه بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا جديدة، يجب أن نتذكر أن النجاح الحقيقي لا يقاس بالشهرة أو المال فقط، بل بالقيمة التي نقدمها للمجتمع، ومن المهم أن نعيد تقدير المهن التقليدية التي تبني المجتمع وتخدمه، وأن نعلم الأجيال الجديدة أهمية الإتقان والإبداع في أي مجال يعملون فيه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية