تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأخبار المسائى : روسيا وبيونج يانج.. شراكة بعيدة المدى وتداعيات متعددة الأقطاب
source icon

الأخبار المسائى

.

زيارة الموقع

روسيا وبيونج يانج.. شراكة بعيدة المدى وتداعيات متعددة الأقطاب

قال السكرتير الأول لبعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة إيل ها كيم إن الاتهامات الموجهة لبيونج يانج بإرسال قوات إلى روسيا هي "مناورات قذرة" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الهدف منها إطالة أمد الحرب.

تأتي التصريحات بعد تأكيدات الحكومة الامريكية بإرسال كوريا الشمالية قوات للقتال بجانب روسيا وهو ما يدعم المزاعم الأوكرانية وكوريا الجنوبية، حيث وصف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا التطور بأنه " قضية خطيرة للغاية" بل وحذر أن التأثيرات لن تكون علي أوروبا لوحدها بل ستنعكس على منطقة المحيطين الهندي والهادئ أيضًا، كما صرح البيت الأبيض في وقت سابق أن كوريا الشمالية نقلت ما لا يقل عن 3000 جندي إلى شرق روسيا ووعدت بتبادل المعلومات الاستخبارية، ما ينذر إلي تطور للأحداث على الأرض.

وفي تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لكاتبه فيكتور تشا، رئيس قسم الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية ورئيس قسم كوريا بالمركز،

عدّد مجموعة من الأسباب التي قد تدفع كوريا الشمالية وروسيا إلى مثل هذا التعاون. 

- الأول: لماذا مسألة خطيرة؟

إن إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا للمشاركة في الحرب في أوكرانيا يُظهِر فعلياً أن كيم جونغ أون "يشارك بكل ما في الكلمة من معنى" في مساعدة بوتين على كسب حربه.

 وبالإضافة إلى إرسال 8 ملايين طلقة من عيار 122 ملم و152 ملم وعشرات الصواريخ الباليستية، في إشارة لالتزامها بمعاهدة الدفاع المشترك المتجددة التي وقعها الزعيمان في 20 يونيو الماضى. 

ما يجعل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الداعم الأكثر وضوحًا والتزامًا للحرب الروسية في أوكرانيا.

- الثاني: محددات مؤثرة 

يذكر المركز أن تعاون كيم جونغ أون مع بوتين يرجع إلي مجموعة من العوامل:

1- تمثل حرب أوكرانيا أهمية وجودية ليست بالنسبة لبوتين فحسب، بل هي الحال بالنسبة لكيم أيضاً، سيما بعد خروج البلاد من بعد إغلاق دام ثلاث سنوات ونصف بسبب جائحة كورونا، وجاءت الحرب منحة؛ مقدمة له الإمدادات التي كان في أمس الحاجة إليها من الغذاء والوقود والمواد الأخرى المخزنة أثناء الإغلاق، بدلا من الاعتماد علي الصين.

- وتظهر الدراسات الحديثة أن التجارة بين كوريا الديمقراطية والصين في عام 2024 لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الوباء، وبالمقابل توقفت جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وروسيا عن الإبلاغ عن أرقام التجارة في بداية الحرب، وبحسب المركز تظهر دراسات صوره كميات كبيرة وغير مسبوقة من حركة المرور على طول خطوط السكك الحديدية بين البلدين.

 2- يسمح دعم كوريا الشمالية للحرب الروسية للجيش باكتساب خبرة ذات قيمة فيما يتعلق بفعالية صواريخها الباليستية قصيرة المدى، فضلاً عن ذخائرها، على الرغم من أن الأخيرة قديمة جداً، وفي بعض الحالات، غير صالحة للعمل. كما أن نشر القوات في الميدان سيمنح جيش كوريا الديمقراطية البالغ قوامه 1.2 مليون جندي خبرة قتالية، وهو ما لم يتمتع به منذ الحرب الكورية، فضلا عن افتقاره إلى الوقود والمواد اللازمة للتدريب، ما حظي بدعم من روسيا، لكن الخبرة القتالية لا تقدر بثمن. 

3- الطبيعة التكتيكية للعلاقة بين كوريا الشمالية وروسيا تعني أن كيم سوف يسعى إلى انتزاع ثمن باهظ من بوتين مقابل إرسال قوات، وهو ما يشكل العلامة النهائية لدعم التحالف. ومن المرجح أن يضغط ليس فقط من أجل الحصول على المزيد من الغذاء والوقود، بل أيضاً من أجل الحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة، والتي كان الاتحاد السوفييتي تاريخياً متردداً في توفيرها.

 ولم يخف كيم هذا الهدف المتمثل في بناء قوة صاروخية باليستية عابرة للقارات قادرة على مراوغة الدفاعات الصاروخية الأمريكية وبناء غواصات نووية وذلك وفقا للمركز.

ثالثًا: الانعكاسات علي الأمن الأوروبي 

 تعد أوروبا بوابة كوريا الشمالية إلى الغرب، وتعتبرها أكثر "حيادية" من الولايات المتحدة. 

كما يتمركز دبلوماسيو كوريا الشمالية في معظم العواصم الأوروبية، كما كان مستوى التفاعل بشكل عام (ما قبل الوباء) سلسا، أكثر بكثير من نظيره مع الولايات المتحدة، أو كوريا الجنوبية، أو اليابان. 

ووفقا للكاتب إذا صحت المزاعم بإرسال بيونج يانج قوات لقتل الأوروبيين، لن يُنسى بسهولة في العواصم الأوروبية. وبالتالي، فإن هذا التحرك التكتيكي من قبل كيم سيكون له عواقب طويلة المدى على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وكوريا الديمقراطية. 

كما أدانت كوريا الجنوبية تصرفات كوريا الشمالية، لكن من غير الواضح كيف سترد. والأمر الواضح هو أن حكومة يون ستشعر بأنها مضطرة إلى زيادة التزاماتها تجاه أوكرانيا، سواء كان ذلك في شكل المزيد من الدعم الاقتصادي والإنساني أو المساعدة العسكرية المباشرة.

 

رابعًا: كوريا الجنوبية ومراقبة العقوبات

مع إعلان بيونج يانج اعتبار كوريا الجنوبية "دولة معادية"، منتصف الشهر الجاري وذلك بتفجير طرق وخطوط سكك حديد تربطها ب سيئول في مسلسل التوتر المتصاعد بين البلدين.

وقد تتبع كوريا الجنوبية سياسة تجمع بين الردع العسكري والدبلوماسية لحماية أمنها القومي والتصدي لأي تهديد محتمل ينجم عن التعاون المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا.

ومن ضمن المساعى عدد من الإجراءات منها:

1. تعزيز التحالفات العسكرية والدبلوماسية: من المحتمل أن تزيد كوريا الجنوبية من تعاونها مع الولايات المتحدة واليابان لتعزيز دفاعاتها، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لتعقب أي تطورات في القدرات العسكرية لكوريا الشمالية.

2. زيادة الاستثمار في الدفاع: من المرجح أن تقوم كوريا الجنوبية بزيادة ميزانيتها الدفاعية لتطوير أنظمة دفاعية جديدة، مثل منظومات الدفاع الصاروخي، بالإضافة إلى دعم الصناعات الدفاعية المحلية لمواجهة أي تهديد محتمل.

3. اللجوء إلى الضغط الدولي: قد تسعى كوريا الجنوبية إلى إثارة القلق الدولي بشأن تعاون كوريا الشمالية مع روسيا، في محاولة لفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية أو الضغط على روسيا لتقليل الدعم العسكري.

4. تكثيف الجهود الدبلوماسية: كوريا الجنوبية قد تتعاون مع حلفائها في مجلس الأمن الدولي لإدانة التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، ودعوة المجتمع الدولي للتحرك لضمان استقرار المنطقة.

5. التحضير لأي تصعيد محتمل: من الممكن أن تتبنى كوريا الجنوبية استراتيجيات استباقية، مثل تعزيز أنظمة الرصد والمراقبة على الحدود، وتحضير قواتها لأي تحرك مفاجئ من جانب كوريا الشمالية.

 

خامًسا: الخيارات المستقبلية

يقول فيكتور، لا ينبغي لنا أن نتوقع أي إجراء من مجلس الأمن، نظراً لمعارضة روسيا والصين. 

ففي الأعوام الأربعة الماضية استخدمت روسيا حق النقض ضد ما لا يقل عن 13 قراراً صادراً عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (وليس فقط بشأن كوريا الشمالية)، كما ساعدت الصين على خمسة من هذه القرارات على الأقل. 

- هذا التطور من شأنه أن يعطي زخماً للتجمع الجديد المسمى "فريق مراقبة العقوبات المتعدد الأطراف" الذي أنشأته الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية الأسبوع الماضي لتنسيق تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية. 

ورغم أن الصين كانت داعمة للحرب الروسية في أوكرانيا، فإن قطعة اللغز الكورية الشمالية لا يمكن أن تكون مريحة على الإطلاق. 

وبحسب المركز، لا ترغب الصين في أن يكون لروسيا هذا القدر من النفوذ على الشمال، بالإضافة إلى ذلك، إذا أدت التداعيات طويلة المدى لهذا التعاون إلى زيادة قدرات كوريا الشمالية قد تدعو إلى المزيد من الوجود العسكري الأمريكي بمنطقة النفوذ الصينية وهذا لا يفيدها.

وتماشيا مع ما سبق، حتى الآن، كان رد فعل الصين على دعم كوريا الشمالية لروسيا عالقاً في مكان ما بين الشلل وعدم الكفاءة، ويفتقر إلى الإرادة السياسية أو البراعة السياسية لخلق مثبطات لأي من الطرفين. مرجحا أن ينحصر رد الفعل الصيني في حظر صادرات فحم الكوك النفطي (HS 2713) إلى كوريا الشمالية، والتي يمكن استخدامها لإنتاج الذخائر.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية