تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأخبار المسائى : د مصطفى وزيري: شم النسيم أقدم الأعياد المُستمرة في التاريخ البشري
source icon

الأخبار المسائى

.

زيارة الموقع

د. مصطفى وزيري: شم النسيم.. أقدم الأعياد المُستمرة في التاريخ البشري

يُعد عيد شم النسيم من أقدم الأعياد على مدار التاريخ الإنساني، وهو عيد مصري خالص ترجع جذوره إلى بدايات الحضارة المصرية القديمة. وعلى الرغم من استمراره حتى يومنا هذا بطقوس مُشابهة، إلا أن معناه الأصلي وأصوله التاريخية قد تداخلت مع التغيرات الدينية والاجتماعية المُختلفة عبر العصور.

أكد ذلك د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق وأشار إلى أن كلمة "شم النسيم" هي تعبير حديث نسبيًا، بينما الاسم الأصلي للاحتفال فى مصر القديمة كان "عيد شمو"والذي يعني "بعث الحياة"أو "تجدد الطبيعة". وكان يُحتفل به فى فصل الربيع وبالتزامن مع ظاهرة الإعتدال الربيعي(حوالي 20-21 مارس)حيث يتساوى فيها طول الليل والنهار.

وقد وردت إشارات إلى هذا العيد فى النقوش المصرية القديمة على جدران المعابد وفى البرديات، حيث كان يُعتبر من الأعياد القومية المُرتبطة بالدورة الزراعية، وبخاصة موسم الحصاد، وهو أحد الفصول الثلاثة فى التقويم المصري القديم.وكان هذا التوقيت يمثل انتصارًا للمعبود"رع" إله الشمس وقدرته على إحياء الأرض، كما ارتبط بأسطورة "إيزيس وأوزوريس" حيث يرمز موت "أوزوريس" وقيامته إلى دورة الحياة والزرع.

ومن المثير للدهشة - كما يقول د. مصطفى وزيري- أن العديد من عادات شم النسيم الحالية لها أصول مصرية قديمة واضحة، فكان البيض يرمز إلى الخلق والإنبعاث فى المعتقدات المصريةالقديمة ، حيث اعتقد المصريون أن المعبود "بتاح" خلق العالم من بيضة كونية. كما يتم تلوين البيض بألوان طبيعية كالكركم والبصل، وهى نفس الطريقة التي استخدمها المصري القديم فى تلوينه للبيض قديمًا.وقد عُثر على نقوش تمثل البيض فى مقابر بني حسن وفى أماكن أخرى.بجانبارتباط السمك المملح بالمعبودة "حتحور" وكان يُقدم كقربان.وحفظ السمك بالتمليح كان وسيلة المصري القديم لتخزين الطعام فى موسم الفيضان.

كان البصل مقدسًا لدى المصريين القدماء لإعتقادهم بقدرته على طرد الأرواح الشريرة، كما ورد في بردية "إيبرس" وكان يُعتقد أن رائحته النفاذة قادرة على تطهير الأماكن. أما الخس فكان مرتبطاً بالمعبود "مين"، إله الخصوبة فى مصر القديمة.

ويستطرد أمين الآثار السابق قائلا: بعد دخول المسيحية إلى مصر، استمر الاحتفال بشم النسيم، ولكن تم تعديله ليتوافق مع توقيت عيد القيامة المجيد، فأصبح يُحتفل به يوم الإثنين التالي لعيد القيامة، وظلت العديد من الطقوس كما هي دون تغيير يُذكر.

وفى العصر الإسلامي لم يتم منع عيد "شم النسيم" أو تحريمه، بل ظل يُمارَس كشكل من أشكال التراث الشعبي، بعيدًا عن الانتماءات الدينية، مما عزز من استمراريته كعيد قومي يعكس خصوصية الهوية المصرية.

فيُعد شم النسيم نموذجًا فريدًا على الاستمرارية الثقافية التي حافظت عليها مصر عبر آلاف السنين، حيث انتقل من كونه عيدًا دينيًا مصريًا قديمًا إلى عيد وطني شعبي يحتفل به المصريون من مختلف الديانات والطوائف. ويعكس هذا العيد مدى عمق العلاقة بين الإنسان المصري وماضيه العظيم. فبينما يتناول المصريون اليوم البيض الملون والفسيخ فى شم النسيم ، فإنهم -دون أن يدرك الكثيرون- يمارسون طقسًاعمره أكثر من 4500 عام، مما يجعل شم النسيم أحد أقدم الأعياد المستمرة فى التاريخ البشري.



 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية