تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ليلةٌ من الطرب والحنين، حيث امتزجت عبقرية كوكب الشرق أم كلثوم بأضواء العاصمة الفرنسية، في احتفالية فنية ضخمة نظمها مسرح فيلهارموني باريس، أحد أبرز الصروح الموسيقية في أوروبا، بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيل سيدة الغناء العربي.
لم يكن هذا الاحتفاء مجرد حفلات موسيقية، بل كان رحلة زمنية تأخذ الجمهور من قلب باريس إلى سحر القاهرة القديمة، حيث تتردد أصداء صوت أم كلثوم الذي تجاوز الزمن والحدود ليبقى خالدًا في وجدان عشاق الموسيقى حول العالم.
خلال الحفل، تألقت مقطوعات من أغاني "إنت عمري" و"ألف ليلة وليلة" و"أنا في انتظارك"، مصحوبة بمشاهد أرشيفية نادرة من أفلام وحفلات أم كلثوم، مما خلق لوحة فنية بصرية وموسيقية تفاعل معها الجمهور بحماس واضح. تميز الحفل بمزج فني بين التراث والحداثة، مما جعل الأجواء في مسرح فيلهارموني باريس تتناغم مع لحظات مميزة من التاريخ الفني العربي.
رغم الإعجاب الكبير بهذا الأسلوب الحديث، انقسمت الآراء بين من انبهروا بالمزج الجريء بين التراث والحداثة، مثل بولين وجابرييل اللتين أعربتا عن دهشتهما بهذه التجربة الفريدة، وبين من فضلوا الأداء التقليدي الأصيل، مثل روان اللبنانية التي عبّرت عن رغبتها في الاستماع إلى صوت أم كلثوم في قالبها الكلاسيكي دون إضافات عصرية.
لم تقتصر الاحتفالات على هذا الحفل فحسب، بل استقبل مسرح فيلهارموني باريس مزيد من العروض الاستثنائية، حيث تقدم فرقة "موسيقيوا النيل" غدًا أمسية مستوحاة من أجواء القرى المصرية، حيث تمتزج أنغام الربابة والمزمار والطبلة في أداء حي يعيد للأذهان صورة الاحتفالات الريفية التقليدية، تمامًا كما كانت تُقام في مسقط رأس أم كلثوم "طماي الزهايرة" بمحافظة الدقهلية.
أما مسك الختام، فسيكون يوم الأحد، حيث يجتمع أوركسترا الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو علاء عبد السلام، لتقديم أمسية طربية أصيلة تشدو فيها المطربتان رحاب عمر وإيمان عبد الغني بأروع ما غنّت كوكب الشرق، في أجواء تعيد للجمهور سحر حفلاتها الأسطورية.
في تصريح خاص، قال آلان ويبر، المستشار الفني لمركز فيلهارموني باريس، إن هذه الفعالية "ليست مجرد احتفال بذكرى رحيل أم كلثوم، بل هي تأكيد على أنها لا تزال حاضرة بقوة في وجدان العالم، بصوتها الذي تجاوز الأجيال والثقافات".
أما المركز الفني المنظم للحفل، فقد وصف أم كلثوم بأنها "نجمة لا تُنسى من نجوم الموسيقى العربية، قادت مسيرة فنية مبهرة امتدت لأكثر من نصف قرن، وما زالت تتألق حتى اليوم".
بعد مرور 50 عامًا على رحيلها، لا تزال أم كلثوم أيقونة لا تمحى من تاريخ الموسيقى العربية والعالمية. حفلات باريس جاءت لتؤكد أن صوتها، الذي أذهل الملايين من القاهرة إلى باريس ونيويورك، سيظل خالدًا، يعبر الزمان والمكان، ويجمع بين عشاق الطرب من مختلف الثقافات والجنسيات.
في باريس، لم تكن هذه مجرد حفلات، بل تحية تقدير لصوتٍ لا يزال يملأ العالم دفئًا وجمالًا، صوتٌ يُشعل الحنين ويُحيي الذكريات، صوتٌ لن يموت أبدًا.. لأنه ببساطة صوت أم كلثوم.




هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية