تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الروبوت الحامل .. يهدد الأمومة والقيم الإنسانية ويغير معنى الأسرة
مع التطور التكنولوجي المتسارع، ظهر ابتكار مثير للجدل يتمثل في "الروبوت المزود برحم صناعي" القادر على حمل الأجنة حتى الولادة، ما فتح الباب أمام نقاش واسع حول مستقبل الحمل الطبيعي.
فبينما يرى البعض أن هذه التقنية قد تمثل خيارًا جذابًا للنساء الراغبات في الحفاظ على قوامهن أو تجنب آلام الحمل والولادة، يحذر آخرون من أن الاعتماد عليها قد يهدد القيم الأسرية ويطرح تساؤلات أخلاقية معقدة حول طبيعة الأمومة والعلاقة الإنسانية بين الأم وطفلها ، وبين مؤيد يراها ثورة طبية، ومعارض يخشى عواقبها الأخلاقية والاجتماعية، يظل الجدل محتدمًا.
بدأت فكرة "الرحم الصناعي"، أو "الأُرحُم الصناعية الخارجية" (Ectogenesis)، تظهر لأول مرة في الأدبيات العلمية عام 1923 عندما صاغها العالم البريطاني الهندي ج. ب. س. هالدين للإشارة إلى إمكانية نمو الجنين خارج جسم الإنسان.
وفي عام 1954، قدّم إيمانويل م. غرينبرغ الولايات المتحدة طلبًا للحصول على براءة اختراع لتصميم رحم صناعي يحتوي خزانًا للسائل الأمنيوسي، ووسائط لضخ الدم ومضخات تنظيم الحرارة وإزالة الفضلات؛ وتمت الموافقة على هذه البراءة في 15 نوفمبر 1955
وقام الباحثون بتجارب على الحيوانات، ففي عام 1996 نجح فريق في جامعة جونتندو في اليابان في الحفاظ على أجنة ماعز في أجهزة تحاكي الرحم الصناعي لمدة ثلاثة أسابيع، وفي عام 2017، نجحت مستشفى الأطفال في فيلادلفيا (CHOP) في إبقاء حمل خروف في كيس اصطناعي (Biobag) مع نظام دوران دموي يعتمد على قلب الجنين، مما مكنه من النمو في بيئة تشبه الرحم الخارجية.
من جهة أخرى، عملت مصممة هولندية تُدعى ليزا مانديبيكر بالتعاون مع فريق طبي وهندسي على تطوير رحم صناعي للمولودين قبل الأوان، في خطوة تهدف إلى مساعدتهم على البقاء في المرحلة الحرجة بين 24 و28 أسبوعًا .
في عام 2020، تمكّن باحثون من خلق رحم صناعي باستخدام تقنيات الهندسة النسيجية ، حيث دعم رحم مزروع اصطناعي ولادة حية لأرانب، الى جانب ذلك، ركّز العلماء على زرع رحم حقيقي باستخدام الروبوتات والتحكّم الآلي.
ففي مايو 2023، تم تسجيل أول طفل يولد بعد زرع رحم بالكامل بواسطة تقنية جراحية روبوتية ، وفي عام 2025، ظهرت تقارير عن شركة صينية تُسمى "كايووا تكنولوجي" ، حيث أعلن د. تشانج تشيفينج من جامعة نانيانج التقنية عن تطوير روبوت بشري الشكل مزوّد برحم صناعي في بطنه، قادر على حمل الجنين من مرحلة الإخصاب وحتى الولادة، يتم نقل غذاء الجنين عبر أنبوب محاكٍ للحبل السري داخل سائل أمينوسي صناعي.
ويأتي ذلك بعد أن أظهرت تقنيات مشابهة نجاحًا في تجارب على الحملان مثل "Biobag"، ووفقًا لتقارير، يُتوقع إطلاق نموذج مبدئي من هذا الروبوت عام 2026، بسعر تقريبي نحو 100,000 يوان (أي حوالي 13,900 دولار أو أقل)
هذه التكنولوجيا الجديدة تثير تساؤلات أخلاقية وقانونية عديدة، فقد أُشير إلى مخاوف من أن فصل الحمل عن الجسد الأم قد يغيّر مفهوم الأمومة والعلاقة البيولوجية العاطفية، فضلاً عن تحديات في محاكاة الهرمونات الطبيعية وعوامل النمو التي يوفرها الجسم البشري، وقد يُنظر إلى هذه التكنولوجيا على أنها "طبيعية" بالنسبة للبعض أو "غير مؤذية" للتشبث بتجربة الحمل الواقعي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية