تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
صوم العذراء مريم وعيدها المبارك
صوم السيدة العذراء مريم من الأصوام المحبوبة جداً لدى الشعب القبطي، وليس مجرد ممارسة روحية فقط، بل تعبيرعن الحب والتقدير والتكريم تجاه العذراء مريم، وقد يعيش الشعب المسيحى فى ذلك الصوم الذى لربنا ومخلصنا يسوع المسيح من التقاليد الغنية والطقوس الروحية التى تصاحب هذا الصوم على أسم أمنا العذراء مريم ، حيث يتحول إلى مجال وموسماً للنهضات الروحية فى جميع الكنائس والأديرة التى على أسمها من الأنشطة الروحية والتسابيح والترانيم والقداسات والعظات الخاصة بالست العذراء مريم ،
وأشهر الأديرة العامرة بالأحتفالات بصوم العدراء دير درنكة والدير المحرق بأسيوط وكنائس العذراء الأثرية بمسطرد والمعادى الأثرية والظهور بالزيتون..
والعجيب فى هذا الصوم الذى يرغبه الجميع بكل حب وينتظرونه كل عام دون كافة الأصوام ويبلغ حرارته وحبه والإلتزام به على المستوى الفردى والجماعى والشعبى إلى الدرجة الأولى بلا منازع، وقد يبدو وكأن فى ذلك سراً، ولكن سر ذلك الصوم المبارك هو فى شفيعته ،
أمنا العذراء مريم شفيعة مقتدرة وهى وإن كانت شفيعة لكل من يلتجئ إليها، فالصوم هنا يشعر به الصائم عملياً فرصة لتقديم أقدس وأصدق المشاعر من النسك والحب والوفاء، وقد ثبت بالفعل واليقين عبر العصور والأجيال أنه مدخل إيمانى بحت لذوى الحاجات والتعاب والأمراض لقبول شفاعتها عند أبنها الحبيب يسوع المسيح،
وصوم العذراء مريم مرتبط بعيدها والست العدراء لها مكانة كبيرة فى كنيستنا القبطية ولها خمسة أعياد نحتفل بهم:
الأول عيد ميلادها ويقع فى أول شهر بشنس من الشهور القبطية
والثانى لذكرى دخولها الهيكل ويقع فى 3 كيهك
والثالث لنياحتها ويقع فى 21 طوبة
والرابع لذكرى ظهور جسدها ويقع فى 16 مسرى
والخامس تذكار بناء أول كنيسة على إسمها فى 21 بؤونة ..
أما ما هو عيدها الذى نختتم به صومها المبارك والذى يقع فى 16 مسرى الموافق 22 أغسطس من كل عام ، وهو عيد إصعاد وظهور جسدها الطاهر إلى السماء.
وقبل نياحتها بأيام قليلة سمعت العذراء مريم صوت أبنها الحبيب أثناء صلاتها وطلباتها وشفاعتها له..
قائلاً: أيتها الأم الطاهرة ياملكة القديسين ، يا هيكل الله الحى المطوبة أكثر من جميع النساء، كيف أتخلى عنك وأنتِ التى حملتينى فى أحسائكِ وأطعمتينى ، وتحملت ِ كل مشقات الهروب إلى مصر من أجلى، وقاسيت معى فى تجاربى.. كما كنت أعولك كذلك يكون دائماً وملاكى يحرسك وسيظل دائماً يحرسك إلى حين الإنتقال من هذا العالم ، وكانت تبلغ من العمر 59 سنة، وقال لها يسوع أعطيك علامة على يوم نياحتها وهى عندما يأتى إليك الملاك جبرائيل بغصن نخيل إعلمى يقيناً أن وقت نياحك قد قرب وسوف آتى بنفسى مع ملائكة وقديسين وعذارى وتلاميذى أيضاً لآخذ نفسك، أما جسدك فسوف يُحمل إلى السماء ،
وقد تم بالفعل أن أتاها ملاك وهى تصلى قبل نياحتها بثلاثة أيام، وحضر جميع الرسل ما عدا توما أحد تلاميذه الاثنى عشر وأعلمتهم أنها سترحل غد ذلك اليوم، فأمضوا الليل كله فى الصلاة مسبحين الرب على كل حال ومن أجل سائر الأحوال، وفى الساعة الثالثة من نهار يوم الأحد وإذا بالروح القدس يحل فى سحابة كالتى كانت تظللهم يوم التجلى ، فامتلأ المكان من رائحة عطر وكانت تسمع تسابيح الملائكة وخاطبها الرب بقوله " كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتى بين البنات" (نشيد الأنشاد 2:2 ).
ولما ظهر لهم الرب سقطوا على وجوهم لأنهم رأوه متجلياً كما كان على طور طابور ، ثم إرتفع وفى يديه روح أمه الطاهرة العذراء مريم مضيئة مع تسابيح ومزامير ونشيد الأنشاد ، ولما أفاق التلاميذ من ذهولهم من النور الساطع الكثير قاموا وحملوا جسدها الطاهر المقدس ونزلوا به من فوق جبل صهيون وإنحدروا به نحو وأدى يهوشافاط كقول الرب لهم ، وبعد أن وضعوا الجسد فى القبر وأغلقوه ، فجأء أبرق حولهم نور من السماء فسقطوا على وجوهم مرة أخرى ، ثم جاءت بعد ذلك الملائكة وأخذوا الجسد الطاهر المقدس وصعدوا به إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد ، وأثناء ذلك الصعود قدم توما الرسول وصادف الجسد والملائكة صاعدون به على جبل الزيتون فأخذ يستصرخ العذراء ويتوسل لروحها الطاهرة أن تظهر نحوه مسرتها به ليفرح قلبه ..
وإذا بزنارها ( حزامها ) . الذى كان الجسد ملفوفاً به يسقط عليه من السماء ، فالتقطه وقبله بفرح وسرور وسبح الله ، وانحدر إلى التلاميذ وإذا بطرس يبتدره بقوله : لولا شكك وعدم إيمانك لما حرمت هكذا من حضور نياحة أم الفادى لأن الله لم يسر أن تكون بيننا فى دفنها بسبب عدم إيمانك ، فأجابهم توما الرسول : أطلب الصفح والمغفرة .. ثم أخذهم ودخل القبر وكان جديداً منقوراً فى الصخر ورفع الحجر فلم يجدوا الجسد .. حينئذ ابتدأ توما يشرح لهم الخبر كيف اخُذ بالروح أثناء خدمته ووجد ذاته على جبل الزيتون ورأى جسد العذراء مريم صاعداً إلى السماءِ وكيف توسل إليها أن تمنحه بركة فسقط عليه زنارها الذى كان ملفوفاً به وفى الحال أخرجه لهم وأراهم إياه ، فلما فحصه التلاميذ وجدوه أنه هو هو الذى وضعوه بأنفسهم حول جسدها الطاهر فمجدوا الله لكى يشع بنوره وروحه القدوس فى أجسادهم ووجوههم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية